يواصل مركز البحوث الزراعية، وقطاع الحجر الزراعي إعداد ملف فني من أجل وضع منظومة جديدة لتصدير التمور المصرية غير المصنعة للصين وإندونيسيا وذلك للمرة الأولي من أنواع »الصعيدي» و»السيوي» ذات القيمة التصديرية العالية تمهيدا لتطبيقها الموسم المقبل، بالإضافة إلي إجراء مباحثات مع الجانب الاسترالي لفتح سوق جديد أمام صادرات التمور. وتحتل مصر المرتبة الأولي عالميًا وعربيًا في إنتاج التمور، حيث تقوم بإنتاج 18 بالمئة من الإنتاج العالمي، و23 بالمئة من الإنتاج العربي، ويليها السعودية والعراق والإمارات، إلا أنها لا تقوم إلا بتصدير حوالي 2.7 بالمئة فقط من جملة الإنتاج بما يمثل 4.6 بالمئة من حجم التجارة الدولية للتمور. وكشف تقرير لوزارة الزراعة، أنه يجري حاليا التوسع في إنتاج 3 أصناف للتمور ذات إنتاجية عالية، منها زراعة نخيل البرحي الذي يعطي إنتاجية عالية، حيث تصل إنتاجية النخلة الواحدة ما بين 200 - 300 كيلوجرام، بينما تصل إنتاجية نخيل »المجدول» إلي 90 كيلو للنخلة الواحدة، رغم جودة نوعيتها من ناحية »الطعم»، حيث لا تتجاوز قدرة الفرد تناول »تمرتين» فقط، وتتصف أيضا أصناف »الصقعي» بزيادة نسبة السكريات بها مقارنة بالأصناف التجارية الأخري من الأنواع المصرية من النخيل. ويعقد مهرجان التمور المصرية في دورته الثالثة بواحة سيوة خلال الفترة من 8 إلي 10 نوفمبر، تحت رعاية الرئيس عبد التفاح السيسي، حيث يشارك فيه مصنعو ومصدرو التمور من كافة أنحاء مصر، وخبراء زراعة وإنتاج ووقاية النخيل، وعدد من المزارعين المختصين بزراعة النخيل وتصنيع التمور، فضلاً عن عدد من المؤسسات العلمية والبحثية والمنظمات والهيئات الدولية المعنية. في البداية أكد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة أن تنمية قطاع انتاج التمور علي رأس أولويات الوزارة خلال المرحلة الحالية، حيث أن تنمية هذا القطاع يسهم في زيادة الحصة السوقية للصادرات المصرية بالأسواق الخارجية وتحسين مستويات المعيشة للآلاف من محدودي الدخل العاملين بهذا القطاع والمنتشر بعدد كبير من محافظات الجمهورية. وأشار إلي أنه يتم حاليا تشجيع زراعة الأصناف الجيدة والمقبولة عالميا من التمور وتطبيق نظم زراعية متطورة وتأهيل وتحديث مصانع التمور وتشجيع انشاء المصانع الجديدة وتعظيم القيمة المضافة ورفع كفاءة الموارد البشرية وتأهيل مصانع التمور للتوافق مع أنظمة الجودة العالمية والترويج لمنتجات التمور المصرية وفتح الاسواق الجديدة، مشيرا إلي ان جهود الوزارة وأجهزتها المختلفة أسفرت عن زيادة صادرات التمور المصرية خلال العام الماضي بنسبة 8 % وخفض الواردات من التمور المصنعة بنسبة 55 %. وأوضح أن المهرجان الثالث للتمور المصرية يأتي استكمالاً للنجاح الذي حققه المهرجان في دورته الأولي 2015 والثانية 2016 حيث يهدف المهرجان إلي إلقاء الضوء علي قطاع التمور في مصر وتوحيد جهود كافة الجهات من مؤسسات حكومية وجهات بحثية ومنظمات دولية للنهوض بالقطاع وإيجاد الحلول التطبيقية للمشاكل التي تواجه منتجي ومصنعي التمور وإقامة روابط قوية بين تلك الجهات ومنتجي ومصنعي التمور وتوثيق الروابط وتبادل الخبرات بين منتجي ومصنعي التمور من الداخل وخارج مصر. بينما أكد د.عبدالمنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الوزارة مستمرة في خطتها للنهوض بزراعة النخيل والصناعات القائمة عليها وتنميتها، نظراً لقيمتها الاقتصادية العالية، وأوضح أن الوزارة ممثلة في قطاع الارشاد الزراعي، والإدارة المركزية للبساتين، مستمرة في نشر توصياتها الفنية الشهرية لمزارعي النخيل لدعم المزارعين لاتباع الممارسات الزراعية السليمة، ومواجهة الإصابات والأمراض الفطرية وجمع محاصيلها، وأضاف أن مصر مؤهلة لتكون أكبر دولة مصدرة للتمور في العالم. وأشار إلي أنه تم خلال الفترة الماضية إعادة تشغيل مصنع التمور المتوقف بواحة بسيوة منذ أكثر من 10 سنوات، والذي يتضمن 5 خطوط إنتاج يتميز كل خط بإنتاج نوع معين من التمر، وإنتاج الخل، وشراب »دبس التمر»، والعلف الحيواني، بجانب خط لإنتاج وتعبئة زيت الزيتون، كما سيساعد تشغيل المصنع علي زيادة إنتاج الواحة من التمور بجميع أنواعها، ويساهم في زيادة دخل المزارعين بالواحة عن طريق حفظ إنتاجهم طوال العام من التمور وبيعه بالأسعار السائدة في السوق، كما تبلغ كمية إنتاج المصنع المتوقعة للعام الحالي نحو 3 آلاف طن من التمور »الصنف السيوي»، ومن مختلف المنتجات والعبوات، وتقدر الطاقة الإنتاجية القصوي للمصنع خلال ثلاث سنوات مقبلة 19 ألف طن. وأكد أنه من أجل دعم صناعة التمور في واحة سيوة، قامت الوزارة بمجهودات كبيرة انتهت إلي موافقة المجموعة الاستشارية العلمية لنظم التراث الزراعي العالمي، وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمور والإبتكار الزراعي، علي إعلان نظم انتاج التمور في واحه سيوه ضمن مناطق التراث الزراعي العالمي، وأوضح أن ذلك يعد خطوة هامة للنهوض بزراعة وإنتاج وصناعة التمور بسيوة وتحفيز الفهم والتوعية العامة والاعتراف الدولي بمواقع التراث الزراعي. بينما أكدت د. نجلاء بلابل، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي إن الوزارة تعمل علي زيادة صادرات الحاصلات الزراعية إلي الخارج وتنوعها، وفتح أسواق جديدة، وخلق فرص أكثر للصادرات الزراعية المصرية للنفاذ إلي الأسواق العالمية. وأشارت »بلابل»، إلي أن وزارة الزراعة ممثلة في إدارة الحجر الزراعي تشدد من الإجراءات الحجرية للصادرات الزراعية، بفحص الشحنات بشكل دقيق وسحب عينة لتحليلها للتأكد من توافقها مع اشتراطات الدولة المستوردة لضمان عدم رفضها. • مصطفي علي