«والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد..» «وهزى إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلى واشربى وقرى عينا» ........................................................... هناك وعلى بعد أكثر من 800 كيلو متر من القاهرة وفى فرحة عارمة لم تقتصر على مواطنى واحة سيوة وحدها بل ضمت كل طوائف شعب محافظة مرسى مطروح، شهدت مدينة سيوة أكبر فرحة فى مهرجان التمور الذى يعقد للعام الثانى خاصة بعد اعلان منح سيوة المصرية شهادة الزراعة التراثية العالمية وتوقيع اتفاقية لتنفيذ أول مشروع ضمن استراتيجية تطوير صناعة التمور فى مصر، وعمت الأفراح المحافظة التى استمرت ثلاثة أيام. هذا القرار من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» يعتبر نقلة قومية واعترافا دوليا بأهمية هذا التراث مما يجعل سيوة منطقة تراث زراعى عالمى لحفاظها على النظم البيئية والتراثية فى زراعة النخيل بما يعود بالنفع على مصر كلها وفى مقدمتها شعب واحة سيوة ولم تكتف منظمة «الفاو» بهذه الشهادة العالمية بل تزامن معها تخصيص 400 ألف دولار لتطوير صناعة وزراعة النخيل وزيادة معدلات الانتاج ضمن البرنامج المقرر للدعم الفنى لمصر باعتبار مصر من أكبر الدول لانتاج التمور فى العالم، هذا ما أكده الدكتور حسين جادين ممثل منظمة الأغذية الزراعية فى مصر. ويشير مسئول المنظمة الدولية إلى أن الأرقام تؤكد أن هناك خللا فى منظومة النخيل بمصر حيث يبلغ حجم الانتاج السنوى 1.5 مليون طن لايتم تصدير إلا حوالى 48 ألف طن والسبب رداءة العينات والنوعيات التى يتم اختيارها للتصدير ولا يعقل أن تنتج تونس 300 ألف طن تصدر منها 200 ألف طن. وقال إن مناخ مصر مناسب لجميع الأصناف إلا أن كل صنف له مناخ خاص به يناسب مناطق محددة داخل مصر تجب مراعاتها عند الزراعة، مشيرا إلى أن مصر منذ عدة أعوام وهى تحاول النهوض بمحصول البلح والتمور محليا ودوليا وهذا لن يتحقق إلا باتباع أحدث الأساليب العلمية وهو ما ركزت عليه الاستراتيجية التى طالبت منظمة الفاو بإعدادها من كبار الخبراء الدوليين واختيار أنواع تمتاز بالانتاج والجودة العالية فى الصفات وتحوز القبول العام للمستهلك المحلى والأجنبى، بالاضافة إلى القيمة السوقية محليا ودوليا. وأشار الدكتور حسين جادين إلى أن خطة التطوير والتحديث التى ترعاها منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» بمصر هى زيادة الصادرات من 38 ألف طن إلى 120 ألفا خلال 5 سنوات ورفع متوسط سعر التصدير من 1000 دولار للطن إلى 1500 دولار لخلق فرص عمل لأبناء مطروح. وقد شهد المهرجان الذى أقيم فى مدينة سيوة خلال الفترة من 27 29 أكتوبر 2016، طارق قابيل وزير الصناعة والتجارة نائبا عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، واللواء علاء أبوزيد محافظ مطروح، واللواء محمود عشماوى محافظ الوادى الجديد، والسيد حسين جادين، ممثل منظمة الفاو فى مصر، والسيدة جيوفيانا سيجيلى المديرة الإقليمية لمنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) والسفير الاماراتى فى مصر جمعى مبارك الجنيبى، والسيد عبدالوهاب فايد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعى، وعدد كبير من ممثلى قبائل سيوة ومسئولى المجالس المحلية والأهالى والاعلاميين. وقال الدكتور حسين جادين فى تصريح له ل «الأهرام» خلال المهرجان: «لقد لعبت الفاو دورا كبيرا فى إعلان النظام الزراعى فى سيوة كمنطقة تراث زراعى عالمى وذلك بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعى ووزارة الزراعة». وقال ان «المنظمة شاركت فى المهرجان من خلال استراتيجية لتطوير قطاع التمور فى مصر وتعيين خبير دولى لهذا الغرض، وقد تمت مناقشة محاور هذه الاستراتيجية مع كل من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، ووزارة الصناعة وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعى، واليونيدو، والعاملين فى مجال التمور ونخيل البلح، وسوف تقوم الفاو بتمويل أول مشروع لتنفيذ هذه الاستراتيجية وهو ما تم التوقيع عليه مع الوزارات المعنية. وتعتمد الاستراتيجية على وضع خطة عمل طموح بجدول زمنى محدد من شأنها العمل على تطوير القطاع وزيادة الصادرية التنافسية للتمور المصرية، وتستهدف الاستراتيجية التطوير السريع والمستدام لمنظومات إنتاج وتجميع وتعبئة وتصنيع وتسويق وتصدير التمور. وتضم مدينة سيوة نحو 700 ألف نخلة تنتج نحو 84 ألف طن تمور أى بمعدل 120 كجم للنخلة وهى إنتاجية عالية يمكن استغلالها اقتصاديا، بينما تعتبر مصر أكبر منتج للتمور على المستويين العالمى والعربى، حيث تنتج 18 بالمائة من إجمالى الانتاج العالمى للتمور، و23 بالمائة من الانتاج العربى. وفى الاستراتيجية التى ستمولها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لتطوير قطاع النخيل والتمور فى مصر يقول الدكتور عبدالله بن عبدالله خبير بمنظمة الأغذية والزراعة بالأممالمتحدة «الفاو» ان النهوض بإنتاج التمور بواحة سيوة يتطلب اعداد وتنفيذ مبادرات، من أهمها تقديم الدعم الفنى لمصنع سيوة واستقدام خبراء دوليين للعمل فيما بعد الحصاد وتدريب كوادر قادرة ودعم المصدرين ودراسة الأسواق العالمية واختيار المناسب منها للتصدير، ولابد من إقامة تحالفات تصدير وزيادة الترويج للتمور المصرية.