هل يقرأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما ما يحدث في منطقتنا العربية الآن جيدا؟ هل يفكر كثيراً ويحاول التحرك بسرعة وذكاء قبل فوات الآوان وانقضاء الفترة الأولي من رئاسته للولايات المتحدةالأمريكية بحلول عام 2102؟ لقد ألقي بقنبلة في خطابه الأخير قبل أيام عندما طرح رؤيته الخاصة بعملية السلام في الشرق الأوسط. وأشار بوضوح وصراحة إلي ضرورة أن تلتزم إسرائيل بحدود عام 7691. وهي أول مطالبة من رئيس أمريكي لإسرائيل في هذا الشأن. بالطبع.. اشتعلت ردود الأفعال فور إعلان أوباما لرؤيته هذه فاستشاط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غضبا ووصف ما أعلنه الرئيس الأمريكي قائلا: »سلام يبني علي الأوهام لابد أن يتحطم علي صخور واقع الشرق الأوسط«. وواجه أوباما في لهجة حادة أثناء الاجتماع الذي جري بينهما في واشنطن بعد يوم واحد من خطاب أوباما بأن رؤيته للسلام »غير واقعية« مشيرا إلي أن تل أبيب لا يمكنها العودة إلي الوراء.. وإلي حدود لا يمكن الدفاع عنها. ولأن هذا الكلام جديد ويأتي علي لسان رئيس أمريكي لأول مرة فقد وصفه الخبير الفلسطيني المتخصص في العلوم السياسية خليل شيكاكي بجملة معبرة: »إن خطاب أوباما أصعب من أن تهضمه إسرائيل«. فالخطاب إلي جانب هذه النقطة تضمن رسالة أخري إلي المعسكر الفلسطيني أعلن فيها أوباما موقفه واضحا من أية مبادرة فلسطينية لإعلان دولة فلسطينية بواسطة الأممالمتحدة، قائلا: إن مثل هذه العملية لا تضمن قيام دولة، ولا تحقق السلام النهائي بين إسرائيل وفلسطين. فيجب أن تعترف كل الفصائل الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود كدولة تعيش في سلام إلي جوار الدولة الفلسطينية. أوباما يعلم جيدا ان الشرق الأوسط والمنطقة العربية علي وجه الخصوص يتغير. وأن الثورات الشعبية التي تتابعت الواحدة تلو الأخري خلال الشهور القليلة الماضية سوف تغير الخريطة السياسية والتوجهات العربية تجاه إسرائيل. لذلك نجد ان موقفه يتغير بشأن تلك الثورات الشعبية من دولة لأخري تبعا للمصالح الأمريكية في كل دولة علي حدة. تجلي ذلك بوضوح من مطالبته للرئيس الليبي القذافي بالرحيل فورا، بينما لم يفعل ذلك مع الرئيس السوري بشار الأسد.. بل قال انه يجب ان يقود عملية التغيير أو يرحل. وبذلك كشف عن تأييده المستتر لبقائه.. وهذا بالطبع ليس حبا في الأسد، ولكن خوفا من قدوم أنظمة ثورية أخري في سوريا تكون معادية لإسرائيل. وهي دولة جوار.. وأمن إسرائيل يتأثر كثيرا بفلسفة ورؤية نظام الحكم فيها. فهل يفكر أوباما في صيغة توافقية تضمن بقاء واستمرار المصالح الأمريكية والحفاظ علي أمن حليفتها الأولي في المنطقة: إسرائيل؟ هل يلعبها بذكاء، لكن نتنياهو لا يفهم أصول اللعبة؟ أم أن الرئيس الأمريكي أوباما يريد أن يخط سطرا مضيئا ولو بالكلمات قبل أن يختفي من المشهد الأمريكي بنهاية ولايته الأولي.. كأول رئيس أمريكي أسود.. وأول رئيس أمريكي يتجرأ ويطالب إسرائيل بالعودة إلي حدود 76؟!