إتسمت ردود فعل المسئولين والمفكرين والكتاب ورجال الأعمال والشخصيات العامة والطلاب الذين إستمعوا للخطاب التاريخى الذى ألقاه الرئيس الأمريكى باراك أوباما ظهر الخميس فى قاعة الإحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة موجها للعالم الإسلامى بموجه من الترحيب والتفاؤل، متوقعين أن يقوم الرئيس أوباما خلال الفترة المقبلة بترجمة عبارات الدعم والتأييد لقضايا المنطقة إلى حلول عملية على أرض الواقع. وفى أول رد فعل رسمى لخطاب الرئس الأمريكى أعرب الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء عن تقديره للعرض المتوازن الذى قدمه الرئيس أوباما فى كلمته، معربا عن أمله فى أن تشهد الفترة المقبلة دفعة للعمل المشترك فى إطار المحاور السبعة التى تضمنها الخطاب بما يحقق بداية فصل جديد فى العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامى لتحقيق الرؤية التى تضمنها الخطاب حول تحقيق الأمن والسلام فى العالم. كما أعرب الدكتور نظيف فى تصريحات صحفية عن إستعداد مصر للتعاون مع الولاياتالمتحدة فى تحقيق هذه المحاور السبعة، خاصة فيما يتعلق بالعمل على تحقيق حل سلمى فى إطار الدولتين للنزاع العربى الإسرائيلى. وأعرب الدكتور مفيد شهاب وزير المجالس البرلمانية والشئون القانونية عن ترحيب بالجهد الكبير الذى يقوم به الرئيس أوباما والولاياتالمتحدة لإحياء عملية السلام بالشرق الأوسط، كما رحب بإتجاه الرئيس أوباما بالتواصل مع العالم الإسلامى وفتح صفحة جديدة من الحوار والمصالحة، وبالافكار الجادة التى تضمنها خطابه والتى ستفتح نافذة من الثقة فى العالم الإسلامى. وطالب الدكتور شهاب الجانب الإسرائيلى بالإستجابة للجهود الأمريكية الرامية إلى حل النزاع الفلسطينى الإسرائيلى عن طريق تبنى حل الدولتين ووقف المستوطنات وإحترام المبادىء التى وردت فى خطاب الرئيس الأمريكى. وقال أننا بحاجة اليوم لأن نرى هذه الأفكار والمبادىء وقد تحولت إلى خطوات ملموسة على أرض الواقع، وطالب بمواصلة الجهد لتحقيق السلام والتنمية فى المنطقة. وأكد السفير حسام زكى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية أن الخطاب الذى ألقاه الرئيس الأمريكى باراك أوباما هو خطاب تاريخى هام وذو وزن كبير، ويشكل أساسا للسياسة الأمريكية إزاء العالم الإسلامى على مدار سنوات حكم الرئيس أوباما سواء كانت إدارة واحدة أو إدارتين. وقال السفير زكى إننا لمسنا في خطاب الرئيس الامريكى انفتاحا هائلا على الدين الإسلامى وأتباع الدين الإسلامى، وأن الخطاب يحتاج إلى دراسة معمقة.. وأنه تطرق إلى العديد من الأمور والقضايا التى تم طرحها بالأولوية التى تمثلها للولايات المتحدة مع العالم الإسلامى. وأوضح أن الرئيس أوباما وضع فى خطابه أساسيات الموقف الأمريكى إزاء الصراع العربى الإسرئيلى, وأنه تحدث عن حل الدوليتين الفلسطينية والإسرائيلية والذى يتمسك به هو شخصيا.. كما تحدث عن وقف الإستيطان الإسرائيلى، ووقف العنف من الجانب الفلسطينى، وامتناع اسرائيل عن الاجراءات القمعية التى تعوق حياة الفلسطينيين وهى أمور موجودة فى المنهج الأمريكى فى التعامل مع النزاع العربى الإسرائيلى. وقال السفير حسام زكى إن الرئيس الأمريكى تطرق فى خطابه إلى أساسيات المواقف التى سيلتزم بها على مدار فترة رئاسته. وأضاف زكى وردا على سؤال أنه بالنسبة للمبادرة العربية للسلام كما ورد فى خطاب أوباما فإن خطابه أشار إلى ضرورة أن تكون الدول العربية حاضرة فى الجهد الذى سيبذل لتحقيق التسوية، وأن الموقف الأمريكى هو الرغبة فى إيجاد مقابل لما يفترض أن تقوم به إسرائيل من إجراءات.. وأن هذا الموقف يحتاج إلى دراسة متأنية خاصة أن إسرائيل لم تلتزم بشىء حتى الآن. وكان استطلاع للرأى اجرته مؤسسة "ورلد بابليك اوبينيون اورج" التي مقرها في ميريلاند قد أظهر ان 67% من المصريين يرون ان الولاياتالمتحدة تؤدي دورا سلبيا في العالم، الا انه وبعد كلمة اوباما اتسمت الاصوات في الشارع المصري بالامل بالمستقبل بشرط ان تتبع كلمات اوباما افعال. وقال شرطي المرور سامي اثناء تناوله الشاي في احد المقاهي حيث استمع الى خطاب اوباما "لقد احببت الكلمة جدا، انه يتحدث كثيرا والان عليه ان ينفذ ما يقول، واذا فعل ما يقوله فانه بالفعل شخص جيد". اما مالك المقهى حلمي فهمي فقال "آمل فقط ان يتمكن من فعل ما يقوله، الكلام جيد، ولكن لا تنسى ان هناك كثيرين ممن يقفون ضده في الولاياتالمتحدة". اما سيد برهان (20 عاما) الطالب في جامعة القاهرة، فقال ان على اوباما، الذي اظهر براعة في القاء الكلمة، ان يواجه حليفته الرئيسية اسرائيل، واضاف "انه شخص ذكي ويقول امورا جيدة، لكنها مجرد كلمات، ومن الناحية السياسية من الصعب الضغط على اسرائيل وهذا ما يتعين عليهم فعله". (ا ش ا) اقرأ أيضا: خطاب أوباما يثير موجة من التأييد والمعارضة فى الوطن العربى "البحوث الاسلامية" يرحب بخطاب أوباما وعكرمة صبري ينتظر الأفعال