تعيش برامج مايسمي توك شو أوقاتها الأخيرة ، بعد وقت قليل تنتهي هذه الموجة من البرامج ، تطوي ليبدأ بعدها برامج الجيل الرابع التي لاتعرف أو تعترف بدموع مني الشاذلي أو صراخ عمرو أديب أو سخرية محمود سعد . وهكذا ، يتمسك أصحاب شاشات مايسمي توك شو بطريقتهم القديمة المستهلكة في شحن ماتبقي من دماء المشاهد أخر الليل بما يكفي لبقاء نفوذهم وشعبيتهم وقدرتهم علي فرض رأيهم علي المشاهد ليذهب به النوم ويستقبل يوم جديد وهو مرهق مشوش مكسور الخاطر مكتئب . وجبة ثقيلة مليئة بالأزمات لا يتبعها بعض أمل أو حبة سعادة أو طريقة أو طريق لهضم كل مانمر به .. هذا نقد ذاتي لزملاء مهنة أتصور أن لديهم ماهو أكثر لتقديمه لمصر في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها ، نقد لبرامج تحصل علي أكثر فترات المشاهدة علي القنوات الخاصة ولايتم التعامل معها بمهنية كاملة تحمل رائحة الحياد ، وجوه مكررة كضيوف تكاد تكون نفسها لشلة واحدة تصر علي الدعاية لأفكار في نفس الإتجاه بإلحاح مستمر دائم ، دائرة مغلقة علي وجوه محفوظة تتنقل من قناة إلي أخري ومن برنامج إلي برنامج ربما في الليلة ذاتها ليقول نفس الكلام بنفس الإيقاع بنفس الدهشة المعيبة التي تظهر علي وجوه مقدمي البرامج ، يسير الزملاء إلي نفس المصير دون ملل ، ويمكن العودة إلي اليوتيوب مثلا لنسمع ونشاهد كيف يتعاملون مع أخطر القضايا بإستضافة ضيوف يشعلون النار في طرف الثوب المشتعل أصلا ، وكيف يبدلون أراءهم أحيانا علي حسب وداد ضيف الحلقة، أدعو أي مشارك في فعل برامج مايسمي توك شو علي أي قناة أن يقول لنا ماذا يريد من برنامجه ؟ .. يقول بعض من سألتهم عن مايحدث علي الشاشة أن الحدث يفرض نفسه عليهم .. كلام عظيم .. لكن لماذا يصر من يعد هذه البرامج بمعرفة مذيعيها أن يكسروا طوق التشابه الذي أصبح صفة أساسية لهم بأن يبحثون عن ضيوف لهم أراء مستنيرة ، تبعث حلول وتبحث عن طاقة أمل ، لماذا لايخرجون بشجاعة عن نظرية أن الخبر السيئ يكسب أكثر واللون الأسود هو الذي يلفت النظر أكثر ، هذه ملاحظة ، والأخري هو أن برامج بعينها أصبحت مغلقة بمكر دون حياء أو خجل علي تيارات سياسية محددة ، هذه برامج تلميع الأخوان وهذه برامج السلفية وهذه برامح تيار ليبرالي بعينه يمرر منها مايشاء إلي فئات المشاهدين ، أفهم أن يعلن الزملاء عن هويتهم ويخلعون وجوه الحيرة التي يرتدونها ، ويعلنون بكل إرادتهم ورغبتهم عن إتجاهاتهم السياسية التي يعملون من أجلها ، هذا أكثر إحتراما ومهنية ، قل لي مع من أنت ، والمشاهد يقرر الإستمرار معك أو البحث عن غيرك ، مصر في هذا التوقيت تنتظر إعلام لايلعب أصحابه دور البطولة المطلقة لحسابهم الشخصي ، من أجل مزيد من التصفيق والعقود والإيرادات ، تريد إعلام يقول كيف نخرج من نفق مظلم طويل في أخره خيط من نور لقد كتب الأستاذ أحمد رجب هنا في الأخبار مقال من كلمتين قال فيه أنه يتوقف عن الكتابة لأن الصورة ليست واضحة وضبابية ، لقد إختصر الكاتب الكبير مايجب أن يفعله الإعلام حين لايعرف أو يفهم .