بعض مقدمي البرامج يتصور الواحد نفسه زعيما ومفتيا في كل الأمور.. حتي الرقص البلدي! السبت: هل المفروض أن يتحول مقدم البرامج التليفزيونية - أو مقدمتها - في أحاديث »التوك شو« إلي زعيم أو زعيمة؟ اعتقد ان الجواب مفروض ان يكون »لا«.. فدور مقدم البرامج هو ان يتحاور مع الضيف أو الضيوف الذين معه في الاستوديو وان يناقشهم وان يستخرج منهم أقصي ما يستطيع من الآراء التي قد تهم المشاهد بأكثر مما يهمه رأي السيد المقدم ذاته.. وان يعطي لضيوفه الفرصة لابداء ما يدور في اذهانهم ومواقفهم وليس مقاطعتهم و»الغلوشة« عليهم.. وان يكون نقاشه معهم بكل الادب الواجب من المضيف نحو ضيوفه.. لا ان يكون ذلك عن طريق اسئلة تجرح وتحرج الضيف وتنزل بمكانته امام المشاهدين.. وهنا الاحترام للضيف هو ما نراه في برامج »التوك شو« الاجنبية ومن اشهرها مثلا برنامج اوبرا وينفري اشهر مقدمة برامج في الولاياتالمتحدةالامريكية ومنذ سنوات بعيدة وانا أتابع برنامج »اوبرا« الذي يشاهده الملايين علي امتداد بلاد الدنيا غربا وشرقا.. فلا اذكر ابدا انها قامت بتجريح ضيف من ضيوفها.. أو توجيه سؤال خارج عن حدود الادب او اللياقة اليه وليس معني هذا ان اوبرا لا تستخرج من ضيفها كل ما تريد.. بل هي تفعل.. ولكن لانها تتمتع بثقافة واسعة وخبرة اعلامية عظيمة فإنها تصوغ اسئلتها باسلوب ليس فيه أي تجريح أو صراخ او زعيق او مقاطعة.. وان كان السؤال ينطلق مثل الرصاصة الي الهدف وإلي عمق القضية المطروحة بحيث يضطر الضيف إلي الاجابة.. فإذا تهرب فإنها تستطيع بذكاء شديد ان تعيد صياغة السؤال بحيث يجد الشخص الذي تحاوره نفسه محاصرا بالمعلومات ومضطرا إلي الاجابة بصراحة والاعتراف بما تريد اوبرا ان تصل اليه فهذه المقدمة العالمية اشبه ما تكون بالمحقق الملتزم بآداب المهنة الذي يستطيع استخراج الحقائق من الشخص الذي يستجوبه عن طريق الاسئلة الذكية - وليس عن طريق الضرب والسباب والاهانة كما يفعل بعض المحققين الذين لا يتمتعون بالخبرة او الثقافة او الذكاء.. وقد رأيت »اوبرا« في برنامجها علي امتداد سنوات طويلة وهي تحاور ضيوفها من القتلة والمنحرفين جنسيا ومغتصبي الأطفال.. وبنات الليل وتجار المخدرات.. والجواسيس واللصوص ورجال ونساء المافيا.. فكانت مع كل واحد من هؤلاء قمة في الحرفية والذكاء معا.. قمة في تقدير الموقف والشخصية التي تتحاور معها.. فهي تتحاور أيضا مع رؤساء الجمهوريات والملوك.. وكبار الساسة والعلماء والادباء ونجوم المجتمع والسينما.. وتعطي لكل واحد حقه من الاحترام والتبجيل اذا كان يستحق ذلك. وهو نفس الاسلوب الذي يستخدمه »لاري كنج« نجم حوار قناة ال»CNN« وغيره من عشرات المحاورين الكبار في امريكا وكل دول أوروبا فهناك اسلوب للحوار لا يخرج عنه المحاور خاصة علي الهواء.. ذلك ان مقدم البرنامج عندما يجرح ضيفه فإنه يجرح كل المشاهدين ذوي الاحساس المرهف.. وهو ما لا يهتم به كثيرا بعض المحاورين في مصر والفضائيات العربية الاخري.. وهو ما زاد من انتشار غلاظه الحس بين الناس خاصة الاجيال الجديدة.. وكثيرا ما لعنت في سري مقدم او مقدمة برنامج علي الحرج الذي اصابني نيابة عن الضيف.. وكثيرا ما طار النوم من عيني بسبب الحوارات التي يتبادلها مقدم برنامج مع محاوريه او بسبب ما يشجع به محاور بعض ضيوفه من التهجم علي البعض الآخر.. امام ملايين المشاهدين.. فكل واحد منهم يلقي بالتهم علي الآخر بحيث لا يستطيع المشاهد في النهاية ان يعرف المظلوب من الظالم.. وبحيث يجد نفسه في النهاية يلعن الاطراف كلها لان كلا منهم ألعن من الآخر وكثيرا ما سألت نفس.. ما الذي يجبرني علي تحمل مشاهدة هؤلاء السادة من مقدمي البرامج ومقدماتها الذين واللاتي يتميزون بالنرجسية الشديدة وبأن »الأنا« عندهم مرتفعة جدا.. فبعضهم يتصور نفسه في صورة الزعيم الاوحد وصاحب الرأي الذي لا يأتيه الباطل من امامه او خلفه أو تحته أو فوقه.. وانه رجل الافتاء الذي لا يجاري في أي شيء وكل شيء.. في السياسة والدين والادب والفن والفلسفة والغناء والرقص البلدي! وهو لا يكف عن الصراخ والتلويح بذراعيه ومقاطعة الجميع وتقطيب وجهه وفرده مبديا علامات الاستياء وابتسامات السخرية.. وكلها امور غير مهنية او حرفية وتسيء إلي الضيف وتستفز المشاهد وتجعله يتحول بالريموت كونترول إلي قناة اخري يظهر فيها مقدم برامج - او مقدمة - هادئ مريح للاعصاب يستفيد الانسان من مناقشاته الموضوعية ونتيجة تجارب يومين وليلتين متواصلتين مع برامج »التوك شو« فانني ما اكاد أري أحد مقدمي البرامج وقد ظهرت عليه اعراض الزعامة بما يصحبها من تشنجات وخطابه احيانا باللغة العربية واحيانا بالعامية.. حتي آخذها من قصيرها واستعين بالريموت كونترول لاتحول من القناة التي يستعرض فيها زعامته إلي قناة الافلام او قناة الكوميديا.. فالعمر ياسادة ليس بعزقة والاعصاب في آخر الليل بعد عذاب النهار مشدودة علي الآخر وتحتاج إلي بعض المهدئات لا إلي مزيد من الاستفزاز. ويا حضرات الزعماء من مقدمي ومقدمات البرامج.. الرحمة! عزة مصطفي في »خاص جدا« مع مشيرة خطاب الاثنين: الوجه الصبوح لمقدمة البرامج التليفزيونية يفتح لها ابتداء ابواب القلوب.. فإذا اجتمع جمال الوجه مع جمال العقل تفتحت لها ابواب القلوب والعقول معا.. ومنذ كانت الاعلامية القديرة عزة مصطفي تصعد سلم النجاح في بداية مشوارها الاعلامي.. ومنذ كانت تقدم برنامجها الجميل الذي لا ينسي »ضي الليل« وانا ادرك انني امام مولد نجمة تليفزيونية سوف يباهي بها التليفزيون المصري التليفزيونات الاخري.. وبرنامجها الحالي »خاص جدا« علي القناة الاولي التي ترأسها بجدارة هو بالفعل برنامج مميز جدا.. ونموذج للبرامج المحترمة.. ويعجبني في هذا البرنامج قبل كل شيء طلة وجه عزة بتقاطيعها المصرية الاصيلة.. ثم اختيارها لضيوفها.. واهتمامها بأن تدرس حياة كل منهم وتاريخه واهتماماته قبل ان تظهر معه علي الشاشة.. ثم انسياب الحوار بينها وبينه مثل الموج الرقراق الذي يرتفع وينخفض في سلاسة فيرتاح إليها الضيف ويرتاح المشاهدون.. فهي هادئة.. ناعمة.. وغير مستفزة.. وان كانت اسئلتها في الصميم وغاية في الخصوصية.. وفي الحلقة الاخيرة من برامجها استضافت الوزيرة مشيرة خطاب وزيرة الاسرة والسكان.. فكان الحوار بينهما ممتعا ومفيدا.. وكما اعجبتني اسئلة عزة التي دارت حول كل ما له علاقة بقضايا الاسرة المصرية ومشاكل السكان في مصر.. اعجبتني اجابات الوزيرة التي تبذل كل طاقتها وامكانيات وزارتها من أجل وضع قيم جديدة لمجتمع مستنير.. فهي تريد ان تمضي بالاسرة المصرية الي الامام.. فلا ختان ولا اتجار بالبنات.. ولا زواج للصغيرات.. ولا اطفال شوارع.. ولا طلاق او تعدد للزوجات دون مبرر أو عدل.. ولا تفكك اسريا.. لقد كان ممتعا ان تجتمع مقدمة برامج غير عادية.. مع وزيرة مستنيرة في حوار مميز بالفعل.. وخاصا جدا. رباعي.. مصر النهاردة الثلاثاء: واضح من الحلقات الاولي لبرنامج »مصر النهاردة« الذي حل مكان البيت بيتك ان الرباعي المتألق محمو سعد وخيري رمضان وتامر امين ومني الشرقاوي سوف يضيئون شاشة التليفزيون المصري ويشدون مشاهدي برامج »التوك شو« في القنوات الاخري اليهم بعد ان امر السيد وزير الاعلام أنس الفقي بأن يرتفع سقف الحريات وقد بدأ الاعلامي البارز محمود سعد خبطاته التليفزيونية بحواره المهم مع فضيلة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الجامع الازهر في أول حوار للامام بعد ان تسلم مهام منصبه الخطير وقد تميز الحوار بالاحترام الكامل من جانب محمود سعد لامام المسلمين في مصر والعالم العربي.. كما كشف الحوار عن وسطية الامام الجديد واستنارته وهو ما يملأ نفوسنا بالامل في ان يظل الامام الاكبر يسير علي نهج السابقين من شيوخ الازهر الذين كانوا نموذجا للوسطية والاستنارة والوقوف بهذا الفكر المستنير امام التيارات الظلامية التي تطل من بعض الفضائيات. أسامة الشيخ.. ودماء جديدة الأربعاء: تدفقت دماء جديدة حارة في شرايين برامج التليفزيون المصري في الفترة الاخيرة تري هل لهذا علاقة بتعيين المهندس اسامة الشيخ امينا عاما لاتحاد الاذاعة والتليفزيون؟!