بعد اغتيال أمريكا لبن لادن زعيم القاعدة، ارتفعت الأصوات مطالبة الرئيس أوباما بالانسحاب من افغانستان بعد ان اصبحت تكاليف الحرب مادياً وبشرياً مؤلمة. (سقط 1751 جنديا أمريكيا وأصيب عشرة آلاف وبلغت تكاليف الحرب 064 بليون دولار). حدد أوباما شهر يوليو القادم لانسحاب جزء من القوات الامريكية من افغانستان اما الانسحاب النهائي ففي عام 4102 (يوجد 051 الفا من القوات الاجنبية، مائة ألف منها من أمريكا). لم يحدد أوباما عدد القوات التي ستنسحب في يوليو.. وقرر الاحتفاظ بقواعد عسكرية امريكية في افغانستان وقوات عسكرية لمتابعة الحرب ضد الارهاب ولمنع افغانستان من ان تصبح ملاذاً آمناً للقاعدة بعد الانسحاب الأمريكي. مفتاح حل افغانستان في يد باكستان.. الكل يجب ان يدرك ذلك.. فهل باكستان مستعدة للمساهمة في انهاء الحرب في افغانستان؟ بالتأكيد لا لأن صراع النفوذ بين امريكا والهند وباكستان اشتعل بشكل خطير في المنطقة.. باكستان لا ترغب في وجود حكومة معادية لها وحليفة لعدوتها الهند علي حدودها حتي لا تصبح محاصرة من الأعداء.. وهي تعتبر افغانستان عمقها الاستراتيجي والأمني وتنظر بارتياب لزيادة نفوذ الهند في افغانستان والتي قدمت 2 بليون دولار مساعدات لحكومة قرضاي. يجب النظر الي الصراع في افغانستان في اطار الصراع الهندي الباكستاني.. واذا لم يتوقف العداء بين الدولتين اللتين خاضتا 3 حروب منذ الاستقلال فلا سلام في المنطقة.. باكستان تؤوي علي اراضيها زعماء وقيادات طالبان الافغانية وعلي رأسهم الملا عمر وقيادات القاعدة. تتبادل الدولتان الاتهامات، الهند تتهم باكستان بوجود منظمات متطرفة علي اراضيها وتمويل وتدريب المتطرفين الذين يفجرون المصالح الهندية في افغانستان والمتطرفين الذين نفذوا الهجوم علي مومباي الذي أودي بحياة ما يقرب من 002 شخص. وتتهم باكستان الهند باستخدام افغانستان كقاعدة تجسس علي باكستان وان قنصلياتها في افغانستان تقدم السلاح والمال للمتمردين الانفصاليين في بالوخستان الباكستانية وتشعل التمرد الانفصالي هناك. إذا لم ينته العداء والكراهية بين الاخوة الاعداء الهند وباكستان ويتم حل مشكلة كشمير فلن تتوصل المنطقة ابداً للسلام. تخطئ امريكا لو تصورت ان قتلها لبن لادن سوف يدفع طالبان للتفاوض مع حكومة قرضاي خوفاً من ان يتعرض زعماء طالبان في باكستان لنفس المصير.. طالبان لن تتفاوض ابداً للمشاركة في السلطة مع حكومة عميلة لأمريكا ضعيفة وفاسدة.. ولن تتفاوض إلا بعد انسحاب كامل للقوات الأمريكية من افغانستان وهو ما يتنافي مع رغبة أوباما في الاحتفاظ بقواعد وقوات امريكية في افغانستان. تأمل أمريكا ان تلعب باكستان دورا بناء بشكل أكبر وألا تكون عقبة أمام السلام. والكرة الآن في ملعب أمريكا!.