والده: يد الخسة والندالة تتربص بالشعب نشهد كل يوم بل في كل ساعة ولحظة اعظم الدلائل علي أن رجال القوات المسلحة والشرطة هم ثمرة ناضجة من الغرس الطيب لما يقدمونه من تضحيات وبطولات في حربهم ضد الإرهاب واوكار الشياطين حتي غدت تلك التضحيات سجيه تعرف بهم ومسيرة يختصون بها تصنع المزيد من القمم والافذاذ الذين ضحوا بارواحهم من أجل الوطن وستبقي قصص بطولاتهم علي مدي الدهر علاقه بارزة للاجيال المقبله من ثمرات الغرس الطيب الشهيد الرائد محمد سيد عبدالعزيز محمد ابوشقره والملقب ب»الشبح» ابن مركز طاميه بمحافظة الفيوم. الضابط الشهيد كان يعيش مع والده ووالدته وله 3 شقيقات هن هيام ونهي وشيماء، وقبل استشهاده كان ينهي ترتيبات شقته لإتمام زواجه ولكن شاء القدر أن يستشهد قبل أن يتزوج، ففي يوم استشهاده كان يقود سيارة خاصة بجهاز الأمن الوطني بشارع بمدينة العريش مرتدياً ملابس رياضية، وكانت تتبعه سيارتان دفع رباعي بها 7 ملثمين وعندما لاحظ ملاحقته زاد في سرعة السيارة ليبتعد عن مكان وجود زملائه بأكبر مسافة ممكنة حتي لا يعرضهم للخطر، وهو ما حدث بالفعل وأطلق الملثمون وابلا من الرصاص ناحيته، وقاومهم وتمكن من قتل 2 منهم وأصاب واحد، ولكن كثرة العدد تفوقت وتلقي 6 رصاصات في الصدر والبطن ليسقط شهيداً بطلا، ويرحل عن عالمنا لتبقي سيرته العطرة وأشارت بعض التقارير إلي تورط قيادات إخوانيه بارزه في واقعة استشهاده. يقول والد الشهيد اللواء سيد ابوشقره نجلي كان يعمل ضابطاً متخصصاً في عمليات الإرهاب الدولي وحصل علي أعلي الأوسمة والتدريبات القتالية، وتفوق علي أكثر من 120 ضابطا في مسابقة أقيمت في دولة الأردن وفاز فيها بالمركز الأول. ويعد من أكفأ 10 ضباط مقاتلين في وزارة الداخلية، ولقب بالشبح واستشهد في مواجهة مع عناصر إرهابية خطرة بمدينة العريش، كان يتسم بالخلق الحسن والروح الجميلة ويتمتع بحب كل من يعرفه كان يتميز بالكفاءة العالية، وحسن التوقع، وصال وجال في العديد من البلدان وتلقي تدريبات وخبرة علي أعلي مستوي، وكان له باع كبير في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، ولكن يد الخسة والندالة أزهقت روحه الطاهرة لكفاءته العالية المعروفة. وأضاف أنه كان مواظباً علي آداء الصلوات في أوقاتها، ومحباً للأطفال، وكان قد حدد موعد عقد قرانه في 5 يوليو 2013 ولكن قضاء الله نفذ واستشهد في 9 يونيو وعمره وقتها 30 عاماً، لافتا إلي أن أخر ما كتب الشهيد علي صفحته »فيس بوك» الآية القرآنية »وما تدري نفس بأي أرض تموت» قبل رحلة سفره الأخيرة إلي العريش وكأنه كان يشعر أنها الرحلة الأخيرة له في الدنيا، مشيراً إلي أنه يحتسبه عند الله من الشهداء فهو كان ابن بار بكل ما تحمل الكلمة من معني، وهو في مكان أفضل مما نحن عليه وهذا هو ما يجعله صابراً محتسباً.أما والدته السيدة سعاد علي يوسف قالت، ابني كان باراً بي للغاية وفي كل مناسبة كان يهاديني بأفخم وأغلي الهدايا خاصة في عيد الأم، مشيرة إلي أن الشهيد عمله كان كل حياته وكان يأخذ كل وقته ورغم ذلك لم ينساني أبداً في أي مناسبة يجلب لي الغالي والنفيس وكان يقوم باصطحابي إلي أفخم وأغلي المحال لاختيار ما أريده بنفسي، ولو حدث واخترت هدية رخيصة الثمن كان يقوم بتغييرها في الحال ويقوم باحتضاني وتقبيلي ويقول »ربنا يخليكي يا أمي» بهذه الكلمات تذكرت والدة الشهيد النقيب محمد أبوشقرة نجلها في مسيرة الحياة. وتابعت والدموع تنهمر من عينيها »محمد» حينما استشهد قلت للجميع »أنتم أخذتم عكازي الأعمي» كونه كان سندي في الدنيا وعكازي الذي اتوكأ عليه ولكنه ضحي من أجل الوطن فهو كان عاشق لتراب مصر ولو جلست العمر كله اتحدث عن وطنيته لا أعطيه حقه، فالشهيد كان دائماً يقول لكل المواطنين أنه »مدرس تربية رياضية» ولم يعرف معظمهم أنه كان ضابطا، بالإضافة إلي أنه كان لا يحب من يلقبه بالباشا أو البيه وعندما سألته عن السبب كان دائماً يقول أريد أن أعيش ببساطة وأكون إنساناً عادياً مثلي مثل باقي المواطنين.واستطردت تقول يامحمد هذا هو العام الرابع لي بدونك وحشتني كلماتك لي حينما كنت في العمل وتتواصل معي هاتفياً وتقول »أزيك يا غالية وحشتيني يا أماه» فهو كان يحب أن يقول يا أماه وليس يا ماما. وأضافت أن ما يجعلها تصبر وتحتسب أنها تعرف تمام المعرفة أن نجلها الشهيد في منزلة أحسن مما كان عليها في الدنيا خاصة وأن جميع زملاؤه أكدوا لها أن محمد في أخلاقه كان ملاكاً يمشي علي الأرض، بالإضافة إلي محبة الناس له، وبره بوالديه وبأهله. واختتمت بالدعاء لنجلها الشهيد قائلة »يا محمد قلبي وربي راضيين عليك ليوم الدين في جنات الفردوس وفي عليين يا محمد مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا».