5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منير بعد أربعة أشهر من الثورة:
خايفين من إيه؟! همشتني الدولة.. ألغت حفلاتي بالأوبرا.. وأنصفني فني
نشر في الأخبار يوم 16 - 05 - 2011

ربما تكون هي المرة الوحيدة التي لم استأذن فيها منير لنشر هذا الموضوع.. فلم أكن في حاجة إلي ذلك.. فجلستنا معا.. كانت في أعقاب عملية جراحية أجريت له مؤخرا.. كنت اعتقد انه يعاني من اثار الجراحة ولكني وجدته متفجرا كعادته.. متغلباً علي الألم.. متفائلا بمستقبل مصر.. تناقشنا.. ووجدت لديه الكثير من الآراء.. والاقتراحات.. والكلام المتفائل لبناء مصر الحديثة.. تركته يتحدث.. وكنا منصة الاسئلة والمستمعين للاجابات.. أجاب بصراحة علي كل الأسئلة ولم يكن هناك موانع في أي سؤال.. رفضت ان احبس هذه الاجابات في معين ذاكرتي أو خزانة أسراري.. وإنما اردت ان اطرح هذه الاجابات علي الجميع.. خاصة ان منير منذ ان اندلعت الثورة.. وقرر ان يتواري بعد ان قدم أغنية »إزاي« لانه لعب دوره.. والباقي من وجهة نظره للشعب.. و لن يقفز فوق النجاح الذي تحقق.. وإنما يري انه واحد من المشاركين.. وابن من ابناء مصر المنتفضين.. فاعذرني يا منير.. إذا لم استأذنك في النشر.
متي شعرت بالحرية الحقيقية؟
شعرت بالحرية لأول مرة من 06 عاما يوم 52 يناير الماضي، لأن الشعب المصري نام طوال هذه الفترة، حتي وصلنا للحالة التي اصبحنا عليها.
هل استيقظ المصريون؟
البلد كله صحي من النوم.. لكن مازلنا في حاجة إلي مزيد من التريث والوقت حتي نستوعب كل المجريات التي فتحنا عنينا عليها فجأة.
وماذا يحتاج المصري حتي يدرك مافاته في غفلته؟
محتاجين نفتح عنينا ونفكر.. ثم تأتي البداية.. حتي تكون بداية قوية منظمة، لكن انا ضد العجلة لأننا ربما نتخذ خطوات وقرارات سريعة تؤثر بالسلب علي الصورة الكبري التي نحلم بها.. ولا يعقل ان نطلب من سيادتك الوصول بمؤشر سرعتها للمائة كيلو بدون ان تبدأ من الصفر.
قلت أنك حرضت علي الثورة منذ 03 عاما.. كيف؟
أغنياتي منذ عام 87 و18 و48 و78 تحرض علي الثورة.. وكيف تري أغنية ياناس يا مكبوتة وليه تسكتي زمن ومانرضاش أليست كافية هذه الأغنيات لأن تحرض علي ثورة شعبية حقيقية؟ وفي عام 1991 حذرت الحكام العرب والمجتمع الدولي من حرب الخليج والتدخل الأمريكي في المنطقة العربية في أغنية ابن ماريكا.. لكن الأنظمة العربية كانت صماء.
النظام صدر لنا علي مدي 03 أو06 عاما أن هناك مؤامرة خارجية تستهدف مصر.. كيف تري هذه المؤامرة؟
شوف.. المؤامرة الخارجية موجودة فعلا.. عارف ليه لأن مصر هي »تورتة« العالم أو تقدر تقول »زبدة« العالم، وهناك من يتربص بمصر فعلا ويهدف إلي إضعافها.
وهل يمكن أن يحدث ذلك؟
مستحيل.. كيان الدولة لا يضيع إلا من الجهلة والمتطرفين والمصري ليس جاهلا، فربما يكون أميا لا يجيد القراءة والكتابة نتيجة خطة تدمير التربية والتعليم المنظمة التي دمرت أجيال لكن المصري مستنير بفطرته والناس »كبيرة في عقلها« فالمصري لا يمكن خداعه بنجومية كذابة لأنه فراز درجة أولي، يميز جيدا بين الحقيقي والزائف.
تصديت للفتنة والطائفية والعنصرية ومحاولات التفريق.. كيف قمت بذلك؟
تصديت للفتنة ونبذتها عندما غنيت »يهمنا الإنسان ولومالهوش عنوان« أليس ذلك تصديا ومواجهة وتحذيرا من التفريق.. فالجنس والنوع واللون والعرق لا يجب أن يكونوا معيار التمييز والتفريق بين الناس لكن الدولة رسخت كل معاني هذا التمييز في العقلية المصرية، فالقضية النوبية مثلا قضية أزلية صنعتها الإدارات المصرية المتعاقبة ورسخها التهميش والتعتيم المتعمد للثقافات المصرية المتعددة المنتشرة في أرجاء مصر من النوبةوحتي مرسي مطروح.
ماذا تقصد بتهميش الثقافة المصرية؟
تهميش الثقافة حدث بشكل منظم ومتعمد ومدبر.. فتم تفسير التعتيم علي ثقافة النوبة والصعيد والبدو وغيرها من الفنون واستبدالها بكل ما هو ردئ في الثقافات الأخري.. أليس ذلك تهميشا؟!
وهل تعرض منير للتهميش؟
همشتني الدولة كثيرا كجزء من كيان مستهدف تدميره.
متي شعر منير بالخوف من النظام السابق؟
لم أخف من النظام السابق أبدا لكني كنت حريصا دائما علي عدم تشويه اسمي وسمعتي.. وكان ذلك ممكن بمنتهي السهولة لأن النظام كان يمتلك مهاراته وأسلحته في ذلك.. فالسلاح المضاد دائما كان التشويه والتشهير.
البعض قال ان حرص النظام علي عدم معاداة منير بسبب انتمائه له.. ما رأيك؟
كسلان أرد علي هذا السؤال!!
ومتي شعرت أن النظام يمكن ان يشوه صورتك؟
إذا أراد الانتقام مني.. لم يكن سيتردد كثيرا.. كان سيفعل فورا والسبب كانت دائما أغنياتي وآرائي.. وليس سلوكي أو سمعتي، ولكنه كان يكتفي دائما بمنع أغنية أو حذف كلمة أو مقطع.
معني ذلك أنك سلمت من أمن الدولة؟
يصمت لحظات.. ويرد بانفعال: زرت أمن الدولة كثيرا منها مرة بعد حفل عشاء مع د. محمد البرادعي في قاعة خاصة بحضور عدد كبير من نجوم المجتمع.. معني ذلك أن أمن الدولة كان يحمي النظام فقط والداخلية كانت »هشة« هدفها أفراد وليس الشعب.
إذن د. محمد البرادعي هو مرشحك لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة؟
ليس بالضرورة لأن الحكم في هذه المسألة لابد ان يخضع لبرامج وليس لأفراد.. فالبرنامج الانتخابي هو الفيصل الوحيد في التصويت القادم وعلي الشعب المصري الأخذ بالبرنامج الانتخابي فقط.
وكيف تري المخرج الحقيقي لمصر الآن؟
المخرج الحقيقي لمصر الآن هو بناء الإنسان، أو إعادة بنائه بعد غفلة 06 عاما دمرت الشخصية المصرية تماما، وعلي الجانب الآخر أري أن الديكتاتورية العادلة هي الأصلح الآن حتي لا ندخل في فوضي لن نتحملها.
قلت إنك من أصحاب الحصانة.. كيف؟
طبعا.. اتمتع بحصانة حقيقية.. فكل أصحاب الحصانات الزائفة منورين في طرة الآن أما أنا لأن حصانتي شعبية واقف قدامك، واستطيع في أي لحظة نزول ميدان التحرير لأن حصانتي مستمدة من هناك.. من ورا الليل والمعابد والكنائس والمساجد.
كيف تري الوضع الذي كانت عليه مصر الفترة الماضية؟
تعرف كيف بدأت المافيا الايطالية؟.. المافيا الايطالية بدأت فكرتها بين أفراد معدودين قاموا بفرض اتاوات علي الجالية الايطالية في الولايات المتحدة نظير حمايتهم ثم تشعبت الفكرة وفرضوا نفس الإتاوة علي البلجيك وغيرهم وذلك هو ما حدث بالنص في مصر.. مجموعة من الأفراد فرضوا الإتاوة علي المصريين ورضخ الشعب لفترة طويلة لكنه تعافي مؤخرا.
تقصد رجال الأعمال؟
أي أعمال تقصد؟!.. الفترة الماضية لم تشهد أعمالا حقيقية وطنية مثل طلعت حرب وعبود باشا الذي مد خطوط السكك الحديدية لأسوان لنقل محصول القصب إلي مصانعه.. لكن الاقتصاد في السنوات الطويلة الفائتة كان اقتصادا طفيليا دمر الدولة.
ولماذا رفضت الغناء في حفل لجمع تبرعات لمستشفي سرطان الأطفال؟
لم أرفض الغناء لكن مشاركتي كانت مشروطة بالاعلان عن الميزانية الحقيقية ومصير التبرعات والهبات الخاصة بهذا الحساب.. كم تم جمعه وفيم تم صرفه ولكن إدارة المستشفي رفضت.
لماذا توقفت حفلات منير السنوية بدار الأوبرا؟
صدقني أنا لا أعرف السبب لكني فوجئت بمنعي منذ 3 سنوات بدون مبررات أو أسباب لكن ربما كان ذلك تتويجا لمسيرتي التحريضية من وجهة نظر الدولة.
هل لأمن الدولة دور في هذا المنع؟
لا أعرف.. لكني أنا اعتدت زيارة أمن الدولة عقب كل حفلة بالقاهرة وهو مشوار معتاد.
وكيف تلقيت قرار منعك؟
كان طبيعيا في ظل حكم نظام غبي يواجه دائما بالمنع أو الابعاد أو التشويه أو التضليل وليس اللجوء للحلول الجذرية.
لكنك استطعت خلال الثلاث السنوات أن تغني وتصل للناس؟
الصوت لازم يوصل للناس خاصة إذا كان صادقا يخرج من العقل ليخاطب عقلا آخر والفضل في ذلك يرجع لدار أخبار اليوم، فهي التي ساندتني ووقفت إلي جواري كعادتها.
كيف؟
أخبار اليوم دار عريقة حملت أمانة الكلمة منذ نشأتها ومن يقبل حمل هذه الأمانة الثقيلة يفعل أي شئ يساهم في توصيل الصوت للناس لذلك غنيت في احدي حفلاتي معها »الكلمة ايد.. الكلمة رجل.. الكلمة باب فاتكلموا« وعندما دعتني أخبار اليوم لحفلة في أكاديميتها وأخري بالساحل وكلها حفلات غنيت فيها وسط 04 ألف شاب تحت راية أخبار اليوم وأود أن أقول هنا ان حفلة رأس السنة بدار الأوبرا كانت أهم حفلة علي مدار العام.. تعرف ليه؟!
ليه؟!
لأني استطعت ان اتعرف علي مفاتيح هذا الشعب العظيم، وأقول لكل من اتهم جمهوري بالبساطة ان جمهوري الحقيقي ربما يكون بسيطا في امكاناته المادية لكن قدراته العقلية أعلي وأرفع بكثير بدليل ان الناس في ميدان التحرير غنت أول ما غنت »حدوتة مصرية«.
إذن أنت من صناع الثورة؟
هناك فرق بين صناعة الثورة والتحريض عليها.. الفن وحده لا يصنع ثورة لكنه يضيء الطريق فقط للحرية، فاللحرية طريق دائما وربما يكون مظلما إذا طالت الغفلة، ودور الفن هنا هو إنارة الطريق فقط وليس القيادة، وإذا ما نجح الفنان في ذلك فعليه ان يبتعد فورا لأنه أدي دوره.
هذا يقودنا لأغنيتك الأخيرة »إزاي« هل تقصد انها كانت الشعلة التي أضاءت الطريق؟
بالقطع لا.. وأنا أرفض تماما اختزال مشوار محمد منير مع عبدالرحيم منصور وأحمد منيب وعبدالرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم وفؤاد حداد وغيرهم كثيرون في أغنية واحدة، لكن لا أخفيك سرا ايضا هذه الأغنية كانت نتاج حالة الترقب التي أعيشها منذ 3 سنوات.
إذن توقعت الثورة؟
نعم توقعتها من 03 عاما وانتظرتها منذ 3 سنوات، فحالة التردي والانحدار والانهيار التي أصابت كل شئ كانت نذيرا قويا لكل من كان يتدبر جيدا بغض النظر عن كونه فنانا أو سياسيا أو كاتبا.
ومتي تأكدت من نجاح الثورة؟
يوم 52 يناير تحديدا منذ يومها الأول، والسبب في هذا اليقين ليس فقط مثابرة الشباب في التحرير وصمودهم ولكن التأييد التي حظيت به داخل كل بيت مصري، فالأب والأم هما من كانا يدفعان بالابن إلي التحرير حتي لا تخرج في النهاية في شكل اضرابات واعتصامات أو انتفاضة مبتورة والنتيجة ثورة شريفة بيضاء.
والآن وبعد نجاح الثورة كما قلت.. ألا تتخوف علي مستقبل مصر خاصة في ظل صورة ضبابية مجهولة المعالم؟
ليش عايزين تخوفونا يا أخي؟!.. الشعب نايم بقاله 06 سنة واستيقظ أخيرا، تذكر كمان ان ما يحدث في مصر الآن هو السبيل الوحيد لانقاذها، وأحب فقط ان اذكر ان الخوف هو بداية التأخر دائما.
ألا تقلقك موجات المد الديني التي بدأت تسيطر علي المجتمع المصري؟
ولم القلق؟!.. عشنا مع بعض سنين طويلة مسلم ومسيحي ويهودي سلفي وإخواني مفيش مشكلة وصدقني المجتمع المصري قادر علي احتواء الجميع، لكن هذا السؤال يعيدنا مرة ثانية لضرورة النظر للصورة الأكبر، صورة المجتمع ككل كيان واحد كبير، فالمجتمعات الكبري والدول العظمي بها طوائف كثيرة وأعراق متعددة لكن لا فرق بينهم علي الاطلاق فالجميع لديه هدف واحد هو العمل، النهوض، الاستقرار ولكن كل بطريقته وعلي الحكومة أو الادارة رسم إطار كبير يتسع للجميع واخراجهم من هذا الإطار الضيق.
أيه رأيك في الثورة المضادة؟
مع أي ثورة في العالم يجوز حدوث ثورة مضادة لكنها في مصر غير ملموسة، محسوسة فقط، لكن هل تستطيع أن تقول لي ان فلان من أنصار أو اتباع أو مروجي الثورة المضادة؟.. مؤكد لا، لكنها جائزة الحدوث.. لكن أرجوكم بلاش خوف، لأن هذه الثورة المزعومة إذا كان هناك فعلا من يديرها أو يحركها، فسيصاب بيأس حقيقي واحباط أمام هذا الشباب الصامد.
انت مع القوائم السوداء؟
بالقطع لا.
لماذا؟
لأنها تروج لفكرة تأميم العقول، فإذا كنا نبحث عن ديمقراطية حقيقية فعلينا أولا إفساح الفرصة لكل صاحب رأي حتي ولو كان معارضا أو مختلفا مع رأي المجموع.. أنا ضد تأميم الفكر أو الحجر عليه.
غنيت للنيل وقلت »النيل سؤال وجواب مجاش عليه الرد.. من قدايه ولفين مقالش عمره لحد.. ولا بيوصل«.. كيف تري قضية حوض النيل؟
النظام السابق تعامل مع القضية وربما مع أفريقيا بأكملها بمنتهي العنصرية، وانعدام الرؤية والنتيجة كانت صفر، لكن النيل ده بتاعي وبتاعك مش هانفرط فيه أبدا.
وكيف تري تعامل الحكومة الآن مع هذا الملف؟
أنا غير راض تماما لأن العودة إلي افريقيا بهذه الصوة مهينة لمصر وكأنك تستجدي حقك.
والحل؟
الفن.. الفن فقط هو الباب الملكي للعودة إلي افريقيا.
ممكن تعمل حفلة في أفريقيا؟
لدي هذه الجرأة وسبق وعرضت علي النظام السابق هذا العرض لكن للأسف لم يفهم ولكني ما زلت عند هذا العرض، لأن لدي جمهورا عريضا في كل دول حوض النيل.
قلت إن الفن هو الباب الملكي للعودة.. كيف؟
شوف.. مهرجان الموسيقي العربية تعمد تجاهل الفن الافريقي فلم نوجه في أي عام دعوة لدولة واحدة من دول حوض النيل في مهرجان الموسيقي العربية مثلا بالرغم من أن هذه الدول أولي من غيرها.
والآن هل يمكن تنفيذ ذلك؟
قبل ان تسألني اسألك لماذا لا يوجد لدينا مهرجان لموسيقي حوض النيل مثلا يقام سنويا في عواصم الدول الافريقية بالترتيب كل عام في عاصمة جديدة ويطلق عليه مهرجان »الأندوجو«؟
ويستطرد بأسي: وكيف يحدث ذلك وقد تعمدت ابعاد النوبة مثلا من خريطتك رغم ابقائك عليها داخل حدودك حتي في برامج القناة الثامنة مثلا كنت تعرض برنامج اسمه من وحي الجنوب وكنت تتعمد إذاعة الأغنيات النوبية في احدي فقراته بعنوان من وحي السودان.. إذن لماذا ألصقت النوبة بالسودان رغم ان هناك 004 كم تفصل النوبة عن السودان؟.. يصمت قليلا ويعود: القصة طويلة ولها تاريخ وجذور وأبعاد كثيرة وحلها يجب ان يتم علي مراحل والبداية تكون الآن.
أنت حزين علي النوبة..
المجتمع النوبي تعرض لأسوأ هجرة منظمة ظالمة في القرن العشرين رغم أنه منبع للثقافة والفن المصري؟ ويعتبر الSub.Culture للدولة المصرية وهي الثقافة التي لا تتعارض مع ثقافة الدولة ككل بل هي جزء منها.
عبرت أيضا من قبل عن غضبك من بعض مايعرض علي شاشة التليفزيون المصري.. لماذا؟
كيف تشعر عندما تدير مؤشر شاشة النايل تي في التي هي في الأساس شاشتك للعالم ومسماه باسم النيل لتجد كل ما يقدم عليها ألحان خليجية بأصوات سورية ولبنانية وإخراج فلسطيني أو مغربي؟!
لماذا يصر التليفزيون المصري علي رفض الأغنية السوداء. انت تعمدت اضطهاد الوجوه السمراء واللون الأسمر وكأن جميع العائلات المصرية نشأت في أوروبا، وكل ذلك نتيجة تعالينا علي ثقافتنا.
ميدان التحرير أفرز فنانين جددا.. سمعت منهم حاجة؟
كلهم تقريبا.. لكن أكتر أغنية شعرت بها هي يا بلادي لعزيز شافعي ورامي جمال.
وماذا عن أغنياتك القادمة؟
في الحقيقة أنا متوقف الآن لكن مشروعي القادم تحت اسم أمجاد يا عرب أمجاد وهو مشروع غنائي لجميع الثورات العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.