"قومي حقوق الإنسان": غرفة عمليات إعلامية لمتابعة انتخابات الشيوخ 2025    المصريون في الرياض يشاركون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    الاستعلامات: 86 مؤسسة إعلامية عالمية تشارك في تغطية انتخابات الشيوخ 2025    جنوب سيناء تستعد لانتخابات الشيوخ ب15 مقرًا و18 لجنة فرعية    انخفاض الحديد.. أسعار مواد البناء اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    النقل: استمرار تلقي طلبات تأهيل سائقي الأتوبيسات والنقل الثقيل    أوكرانيا تستهدف بنية تحتية روسية في موجة جديدة من الهجمات بالطائرات المسيرة    رئيس عربية النواب: أهل غزة يحملون في قلوبهم كل الحب والتقدير لمصر والرئيس السيسي    جوردون يتعاطف مع إيزاك: الناس تنسى أنك إنسان في هذا السيناريو    وديًا.. العين الإماراتي يفوز على إلتشي الإسباني    استقبال شعبي ورسمي لبعثة التجديف المشاركة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس    مبابي: حكيمي يحترم النساء حتى وهو في حالة سُكر    هايد بارك ترعى بطولة العالم للاسكواش للناشئين 2025 تحت 19 عامًا    "قول للزمان أرجع يا زمان".. الصفاقسي يمهد لصفقة علي معلول ب "13 ثانية"    قرار عاجل من النيابة بشأن البلوجر "أم سجدة"    مشاجرة دامية بين عاملَي كافتيريتين في سوهاج والمحافظة تُغلق المحلين    أمطار على 5 مناطق بينها القاهرة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    عمرو دياب يوجه كلمة ل عمرو مصطفى ويشكره خلال حفل العلمين (تفاصيل)    60 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم أحمد وأحمد في دور العرض المصرية    رئيس جامعة بنها يعتمد حركة تكليفات جديدة لمديري المراكز والوحدات    "100 يوم صحة" تُقدم أكثر من 26 مليون خدمة مجانية خلال 17 يومًا    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم ب الشرقية    المصريون بالسعودية يواصلون التصويت في انتخابات «الشيوخ»    انطلاق قمة «ستارت» لختام أنشطة وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات لعام 2024-2025    «يونيسف»: مؤشر سوء التغذية في غزة تجاوز عتبة المجاعة    مراسل إكسترا نيوز: الوطنية للانتخابات تتواصل مع سفراء مصر بالخارج لضمان سلاسة التصويت    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ عالم أزهري يجيب    تعاون بين «الجمارك وتجارية القاهرة».. لتيسير الإجراءات الجمركية    «الصحة» تطلق منصة إلكترونية تفاعلية وتبدأ المرحلة الثانية من التحول الرقمي    مدبولي يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات بمجلس الوزراء خلال يوليو 2025    مفاجأة.. أكبر جنين بالعالم عمره البيولوجي يتجاوز 30 عامًا    ابحث عن طريقة لزيادة دخلك.. توقعات برج الحمل في أغسطس 2025    شكل العام الدراسي الجديد 2026.. مواعيد بداية الدراسة والامتحانات| مستندات    تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور    انخفاض الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 2 أغسطس 2025 (أرض المصنع والسوق)    "صحة غزة": شاحنات تحمل أدوية ومستلزمات طبية ستدخل القطاع اليوم عبر منظمة الصحة العالمية    تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025.. 5 نصائح تساعدك على اختيار الكلية المناسبة    استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد من كل أسبوع بشارع قناة السويس بمدينة المنصورة    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    ترامب: ميدفيديف يتحدث عن نووي خطير.. والغواصات الأمريكية تقترب من روسيا    22 شهيدا في غزة.. بينهم 12 أثناء انتظار المساعدات    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة سواحل مدينة كوشيرو اليابانية    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    وفاة والد معتمد جمال مدرب الزمالك السابق    حروق طالت الجميع، الحالة الصحية لمصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج (صور)    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    محافظ سوهاج يقرر غلق محلين بسبب مشاجرة بعض العاملين وتعطيل حركة المواطنين    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا (فيديو)    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منير بعد أربعة أشهر من الثورة:
خايفين من إيه؟! همشتني الدولة.. ألغت حفلاتي بالأوبرا.. وأنصفني فني
نشر في الأخبار يوم 16 - 05 - 2011

ربما تكون هي المرة الوحيدة التي لم استأذن فيها منير لنشر هذا الموضوع.. فلم أكن في حاجة إلي ذلك.. فجلستنا معا.. كانت في أعقاب عملية جراحية أجريت له مؤخرا.. كنت اعتقد انه يعاني من اثار الجراحة ولكني وجدته متفجرا كعادته.. متغلباً علي الألم.. متفائلا بمستقبل مصر.. تناقشنا.. ووجدت لديه الكثير من الآراء.. والاقتراحات.. والكلام المتفائل لبناء مصر الحديثة.. تركته يتحدث.. وكنا منصة الاسئلة والمستمعين للاجابات.. أجاب بصراحة علي كل الأسئلة ولم يكن هناك موانع في أي سؤال.. رفضت ان احبس هذه الاجابات في معين ذاكرتي أو خزانة أسراري.. وإنما اردت ان اطرح هذه الاجابات علي الجميع.. خاصة ان منير منذ ان اندلعت الثورة.. وقرر ان يتواري بعد ان قدم أغنية »إزاي« لانه لعب دوره.. والباقي من وجهة نظره للشعب.. و لن يقفز فوق النجاح الذي تحقق.. وإنما يري انه واحد من المشاركين.. وابن من ابناء مصر المنتفضين.. فاعذرني يا منير.. إذا لم استأذنك في النشر.
متي شعرت بالحرية الحقيقية؟
شعرت بالحرية لأول مرة من 06 عاما يوم 52 يناير الماضي، لأن الشعب المصري نام طوال هذه الفترة، حتي وصلنا للحالة التي اصبحنا عليها.
هل استيقظ المصريون؟
البلد كله صحي من النوم.. لكن مازلنا في حاجة إلي مزيد من التريث والوقت حتي نستوعب كل المجريات التي فتحنا عنينا عليها فجأة.
وماذا يحتاج المصري حتي يدرك مافاته في غفلته؟
محتاجين نفتح عنينا ونفكر.. ثم تأتي البداية.. حتي تكون بداية قوية منظمة، لكن انا ضد العجلة لأننا ربما نتخذ خطوات وقرارات سريعة تؤثر بالسلب علي الصورة الكبري التي نحلم بها.. ولا يعقل ان نطلب من سيادتك الوصول بمؤشر سرعتها للمائة كيلو بدون ان تبدأ من الصفر.
قلت أنك حرضت علي الثورة منذ 03 عاما.. كيف؟
أغنياتي منذ عام 87 و18 و48 و78 تحرض علي الثورة.. وكيف تري أغنية ياناس يا مكبوتة وليه تسكتي زمن ومانرضاش أليست كافية هذه الأغنيات لأن تحرض علي ثورة شعبية حقيقية؟ وفي عام 1991 حذرت الحكام العرب والمجتمع الدولي من حرب الخليج والتدخل الأمريكي في المنطقة العربية في أغنية ابن ماريكا.. لكن الأنظمة العربية كانت صماء.
النظام صدر لنا علي مدي 03 أو06 عاما أن هناك مؤامرة خارجية تستهدف مصر.. كيف تري هذه المؤامرة؟
شوف.. المؤامرة الخارجية موجودة فعلا.. عارف ليه لأن مصر هي »تورتة« العالم أو تقدر تقول »زبدة« العالم، وهناك من يتربص بمصر فعلا ويهدف إلي إضعافها.
وهل يمكن أن يحدث ذلك؟
مستحيل.. كيان الدولة لا يضيع إلا من الجهلة والمتطرفين والمصري ليس جاهلا، فربما يكون أميا لا يجيد القراءة والكتابة نتيجة خطة تدمير التربية والتعليم المنظمة التي دمرت أجيال لكن المصري مستنير بفطرته والناس »كبيرة في عقلها« فالمصري لا يمكن خداعه بنجومية كذابة لأنه فراز درجة أولي، يميز جيدا بين الحقيقي والزائف.
تصديت للفتنة والطائفية والعنصرية ومحاولات التفريق.. كيف قمت بذلك؟
تصديت للفتنة ونبذتها عندما غنيت »يهمنا الإنسان ولومالهوش عنوان« أليس ذلك تصديا ومواجهة وتحذيرا من التفريق.. فالجنس والنوع واللون والعرق لا يجب أن يكونوا معيار التمييز والتفريق بين الناس لكن الدولة رسخت كل معاني هذا التمييز في العقلية المصرية، فالقضية النوبية مثلا قضية أزلية صنعتها الإدارات المصرية المتعاقبة ورسخها التهميش والتعتيم المتعمد للثقافات المصرية المتعددة المنتشرة في أرجاء مصر من النوبةوحتي مرسي مطروح.
ماذا تقصد بتهميش الثقافة المصرية؟
تهميش الثقافة حدث بشكل منظم ومتعمد ومدبر.. فتم تفسير التعتيم علي ثقافة النوبة والصعيد والبدو وغيرها من الفنون واستبدالها بكل ما هو ردئ في الثقافات الأخري.. أليس ذلك تهميشا؟!
وهل تعرض منير للتهميش؟
همشتني الدولة كثيرا كجزء من كيان مستهدف تدميره.
متي شعر منير بالخوف من النظام السابق؟
لم أخف من النظام السابق أبدا لكني كنت حريصا دائما علي عدم تشويه اسمي وسمعتي.. وكان ذلك ممكن بمنتهي السهولة لأن النظام كان يمتلك مهاراته وأسلحته في ذلك.. فالسلاح المضاد دائما كان التشويه والتشهير.
البعض قال ان حرص النظام علي عدم معاداة منير بسبب انتمائه له.. ما رأيك؟
كسلان أرد علي هذا السؤال!!
ومتي شعرت أن النظام يمكن ان يشوه صورتك؟
إذا أراد الانتقام مني.. لم يكن سيتردد كثيرا.. كان سيفعل فورا والسبب كانت دائما أغنياتي وآرائي.. وليس سلوكي أو سمعتي، ولكنه كان يكتفي دائما بمنع أغنية أو حذف كلمة أو مقطع.
معني ذلك أنك سلمت من أمن الدولة؟
يصمت لحظات.. ويرد بانفعال: زرت أمن الدولة كثيرا منها مرة بعد حفل عشاء مع د. محمد البرادعي في قاعة خاصة بحضور عدد كبير من نجوم المجتمع.. معني ذلك أن أمن الدولة كان يحمي النظام فقط والداخلية كانت »هشة« هدفها أفراد وليس الشعب.
إذن د. محمد البرادعي هو مرشحك لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة؟
ليس بالضرورة لأن الحكم في هذه المسألة لابد ان يخضع لبرامج وليس لأفراد.. فالبرنامج الانتخابي هو الفيصل الوحيد في التصويت القادم وعلي الشعب المصري الأخذ بالبرنامج الانتخابي فقط.
وكيف تري المخرج الحقيقي لمصر الآن؟
المخرج الحقيقي لمصر الآن هو بناء الإنسان، أو إعادة بنائه بعد غفلة 06 عاما دمرت الشخصية المصرية تماما، وعلي الجانب الآخر أري أن الديكتاتورية العادلة هي الأصلح الآن حتي لا ندخل في فوضي لن نتحملها.
قلت إنك من أصحاب الحصانة.. كيف؟
طبعا.. اتمتع بحصانة حقيقية.. فكل أصحاب الحصانات الزائفة منورين في طرة الآن أما أنا لأن حصانتي شعبية واقف قدامك، واستطيع في أي لحظة نزول ميدان التحرير لأن حصانتي مستمدة من هناك.. من ورا الليل والمعابد والكنائس والمساجد.
كيف تري الوضع الذي كانت عليه مصر الفترة الماضية؟
تعرف كيف بدأت المافيا الايطالية؟.. المافيا الايطالية بدأت فكرتها بين أفراد معدودين قاموا بفرض اتاوات علي الجالية الايطالية في الولايات المتحدة نظير حمايتهم ثم تشعبت الفكرة وفرضوا نفس الإتاوة علي البلجيك وغيرهم وذلك هو ما حدث بالنص في مصر.. مجموعة من الأفراد فرضوا الإتاوة علي المصريين ورضخ الشعب لفترة طويلة لكنه تعافي مؤخرا.
تقصد رجال الأعمال؟
أي أعمال تقصد؟!.. الفترة الماضية لم تشهد أعمالا حقيقية وطنية مثل طلعت حرب وعبود باشا الذي مد خطوط السكك الحديدية لأسوان لنقل محصول القصب إلي مصانعه.. لكن الاقتصاد في السنوات الطويلة الفائتة كان اقتصادا طفيليا دمر الدولة.
ولماذا رفضت الغناء في حفل لجمع تبرعات لمستشفي سرطان الأطفال؟
لم أرفض الغناء لكن مشاركتي كانت مشروطة بالاعلان عن الميزانية الحقيقية ومصير التبرعات والهبات الخاصة بهذا الحساب.. كم تم جمعه وفيم تم صرفه ولكن إدارة المستشفي رفضت.
لماذا توقفت حفلات منير السنوية بدار الأوبرا؟
صدقني أنا لا أعرف السبب لكني فوجئت بمنعي منذ 3 سنوات بدون مبررات أو أسباب لكن ربما كان ذلك تتويجا لمسيرتي التحريضية من وجهة نظر الدولة.
هل لأمن الدولة دور في هذا المنع؟
لا أعرف.. لكني أنا اعتدت زيارة أمن الدولة عقب كل حفلة بالقاهرة وهو مشوار معتاد.
وكيف تلقيت قرار منعك؟
كان طبيعيا في ظل حكم نظام غبي يواجه دائما بالمنع أو الابعاد أو التشويه أو التضليل وليس اللجوء للحلول الجذرية.
لكنك استطعت خلال الثلاث السنوات أن تغني وتصل للناس؟
الصوت لازم يوصل للناس خاصة إذا كان صادقا يخرج من العقل ليخاطب عقلا آخر والفضل في ذلك يرجع لدار أخبار اليوم، فهي التي ساندتني ووقفت إلي جواري كعادتها.
كيف؟
أخبار اليوم دار عريقة حملت أمانة الكلمة منذ نشأتها ومن يقبل حمل هذه الأمانة الثقيلة يفعل أي شئ يساهم في توصيل الصوت للناس لذلك غنيت في احدي حفلاتي معها »الكلمة ايد.. الكلمة رجل.. الكلمة باب فاتكلموا« وعندما دعتني أخبار اليوم لحفلة في أكاديميتها وأخري بالساحل وكلها حفلات غنيت فيها وسط 04 ألف شاب تحت راية أخبار اليوم وأود أن أقول هنا ان حفلة رأس السنة بدار الأوبرا كانت أهم حفلة علي مدار العام.. تعرف ليه؟!
ليه؟!
لأني استطعت ان اتعرف علي مفاتيح هذا الشعب العظيم، وأقول لكل من اتهم جمهوري بالبساطة ان جمهوري الحقيقي ربما يكون بسيطا في امكاناته المادية لكن قدراته العقلية أعلي وأرفع بكثير بدليل ان الناس في ميدان التحرير غنت أول ما غنت »حدوتة مصرية«.
إذن أنت من صناع الثورة؟
هناك فرق بين صناعة الثورة والتحريض عليها.. الفن وحده لا يصنع ثورة لكنه يضيء الطريق فقط للحرية، فاللحرية طريق دائما وربما يكون مظلما إذا طالت الغفلة، ودور الفن هنا هو إنارة الطريق فقط وليس القيادة، وإذا ما نجح الفنان في ذلك فعليه ان يبتعد فورا لأنه أدي دوره.
هذا يقودنا لأغنيتك الأخيرة »إزاي« هل تقصد انها كانت الشعلة التي أضاءت الطريق؟
بالقطع لا.. وأنا أرفض تماما اختزال مشوار محمد منير مع عبدالرحيم منصور وأحمد منيب وعبدالرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم وفؤاد حداد وغيرهم كثيرون في أغنية واحدة، لكن لا أخفيك سرا ايضا هذه الأغنية كانت نتاج حالة الترقب التي أعيشها منذ 3 سنوات.
إذن توقعت الثورة؟
نعم توقعتها من 03 عاما وانتظرتها منذ 3 سنوات، فحالة التردي والانحدار والانهيار التي أصابت كل شئ كانت نذيرا قويا لكل من كان يتدبر جيدا بغض النظر عن كونه فنانا أو سياسيا أو كاتبا.
ومتي تأكدت من نجاح الثورة؟
يوم 52 يناير تحديدا منذ يومها الأول، والسبب في هذا اليقين ليس فقط مثابرة الشباب في التحرير وصمودهم ولكن التأييد التي حظيت به داخل كل بيت مصري، فالأب والأم هما من كانا يدفعان بالابن إلي التحرير حتي لا تخرج في النهاية في شكل اضرابات واعتصامات أو انتفاضة مبتورة والنتيجة ثورة شريفة بيضاء.
والآن وبعد نجاح الثورة كما قلت.. ألا تتخوف علي مستقبل مصر خاصة في ظل صورة ضبابية مجهولة المعالم؟
ليش عايزين تخوفونا يا أخي؟!.. الشعب نايم بقاله 06 سنة واستيقظ أخيرا، تذكر كمان ان ما يحدث في مصر الآن هو السبيل الوحيد لانقاذها، وأحب فقط ان اذكر ان الخوف هو بداية التأخر دائما.
ألا تقلقك موجات المد الديني التي بدأت تسيطر علي المجتمع المصري؟
ولم القلق؟!.. عشنا مع بعض سنين طويلة مسلم ومسيحي ويهودي سلفي وإخواني مفيش مشكلة وصدقني المجتمع المصري قادر علي احتواء الجميع، لكن هذا السؤال يعيدنا مرة ثانية لضرورة النظر للصورة الأكبر، صورة المجتمع ككل كيان واحد كبير، فالمجتمعات الكبري والدول العظمي بها طوائف كثيرة وأعراق متعددة لكن لا فرق بينهم علي الاطلاق فالجميع لديه هدف واحد هو العمل، النهوض، الاستقرار ولكن كل بطريقته وعلي الحكومة أو الادارة رسم إطار كبير يتسع للجميع واخراجهم من هذا الإطار الضيق.
أيه رأيك في الثورة المضادة؟
مع أي ثورة في العالم يجوز حدوث ثورة مضادة لكنها في مصر غير ملموسة، محسوسة فقط، لكن هل تستطيع أن تقول لي ان فلان من أنصار أو اتباع أو مروجي الثورة المضادة؟.. مؤكد لا، لكنها جائزة الحدوث.. لكن أرجوكم بلاش خوف، لأن هذه الثورة المزعومة إذا كان هناك فعلا من يديرها أو يحركها، فسيصاب بيأس حقيقي واحباط أمام هذا الشباب الصامد.
انت مع القوائم السوداء؟
بالقطع لا.
لماذا؟
لأنها تروج لفكرة تأميم العقول، فإذا كنا نبحث عن ديمقراطية حقيقية فعلينا أولا إفساح الفرصة لكل صاحب رأي حتي ولو كان معارضا أو مختلفا مع رأي المجموع.. أنا ضد تأميم الفكر أو الحجر عليه.
غنيت للنيل وقلت »النيل سؤال وجواب مجاش عليه الرد.. من قدايه ولفين مقالش عمره لحد.. ولا بيوصل«.. كيف تري قضية حوض النيل؟
النظام السابق تعامل مع القضية وربما مع أفريقيا بأكملها بمنتهي العنصرية، وانعدام الرؤية والنتيجة كانت صفر، لكن النيل ده بتاعي وبتاعك مش هانفرط فيه أبدا.
وكيف تري تعامل الحكومة الآن مع هذا الملف؟
أنا غير راض تماما لأن العودة إلي افريقيا بهذه الصوة مهينة لمصر وكأنك تستجدي حقك.
والحل؟
الفن.. الفن فقط هو الباب الملكي للعودة إلي افريقيا.
ممكن تعمل حفلة في أفريقيا؟
لدي هذه الجرأة وسبق وعرضت علي النظام السابق هذا العرض لكن للأسف لم يفهم ولكني ما زلت عند هذا العرض، لأن لدي جمهورا عريضا في كل دول حوض النيل.
قلت إن الفن هو الباب الملكي للعودة.. كيف؟
شوف.. مهرجان الموسيقي العربية تعمد تجاهل الفن الافريقي فلم نوجه في أي عام دعوة لدولة واحدة من دول حوض النيل في مهرجان الموسيقي العربية مثلا بالرغم من أن هذه الدول أولي من غيرها.
والآن هل يمكن تنفيذ ذلك؟
قبل ان تسألني اسألك لماذا لا يوجد لدينا مهرجان لموسيقي حوض النيل مثلا يقام سنويا في عواصم الدول الافريقية بالترتيب كل عام في عاصمة جديدة ويطلق عليه مهرجان »الأندوجو«؟
ويستطرد بأسي: وكيف يحدث ذلك وقد تعمدت ابعاد النوبة مثلا من خريطتك رغم ابقائك عليها داخل حدودك حتي في برامج القناة الثامنة مثلا كنت تعرض برنامج اسمه من وحي الجنوب وكنت تتعمد إذاعة الأغنيات النوبية في احدي فقراته بعنوان من وحي السودان.. إذن لماذا ألصقت النوبة بالسودان رغم ان هناك 004 كم تفصل النوبة عن السودان؟.. يصمت قليلا ويعود: القصة طويلة ولها تاريخ وجذور وأبعاد كثيرة وحلها يجب ان يتم علي مراحل والبداية تكون الآن.
أنت حزين علي النوبة..
المجتمع النوبي تعرض لأسوأ هجرة منظمة ظالمة في القرن العشرين رغم أنه منبع للثقافة والفن المصري؟ ويعتبر الSub.Culture للدولة المصرية وهي الثقافة التي لا تتعارض مع ثقافة الدولة ككل بل هي جزء منها.
عبرت أيضا من قبل عن غضبك من بعض مايعرض علي شاشة التليفزيون المصري.. لماذا؟
كيف تشعر عندما تدير مؤشر شاشة النايل تي في التي هي في الأساس شاشتك للعالم ومسماه باسم النيل لتجد كل ما يقدم عليها ألحان خليجية بأصوات سورية ولبنانية وإخراج فلسطيني أو مغربي؟!
لماذا يصر التليفزيون المصري علي رفض الأغنية السوداء. انت تعمدت اضطهاد الوجوه السمراء واللون الأسمر وكأن جميع العائلات المصرية نشأت في أوروبا، وكل ذلك نتيجة تعالينا علي ثقافتنا.
ميدان التحرير أفرز فنانين جددا.. سمعت منهم حاجة؟
كلهم تقريبا.. لكن أكتر أغنية شعرت بها هي يا بلادي لعزيز شافعي ورامي جمال.
وماذا عن أغنياتك القادمة؟
في الحقيقة أنا متوقف الآن لكن مشروعي القادم تحت اسم أمجاد يا عرب أمجاد وهو مشروع غنائي لجميع الثورات العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.