هم كتيبة من المقاتلين الحقيقيين.. حاربت لإنقاذ أرواح مئات المصابين في حادث الإسكندرية، فمنهم رجال بنك الدم الذين تغلبوا علي نقص الدم بفتح باب التبرع وانتقلوا إلي قرية الشيخ علي وظلوا فيها علي مدار يومين كاملين حتي حققوا سيولة من الدم، وآخرين من الأطباء الذين قطعوا اجازتهم الأسبوعية ومنهم من كان في الشواطئ مع أولاده فتركهم وعاد مسرعا ليدخل إلي غرفة العمليات لإنقاذ ارواح المصابين، »الأخبار» تجيب عن السؤال كيف انقذ ملائكة الرحمة مئات المصابين من الموت المحقق؟ قصص بطولية رصدتها »الأخبار» في السطور التالية. دائما ما تكون المستشفيات وبنوك الدم يوم الجمعة في حالة هدوء، لكن ظهر تلك الجمعة كانت الأوضاع مختلفة، فقد كان الجميع علي موعد مع كارثة اهتزت لها الإسكندرية، أنباء عن عشرات القتلي والمصابين، مئات المصابين علي الأرض في موقع الحادث، سيارات الإسعاف تنقل مصابين كل لحظة لجميع المستشفيات، نقص حاد في جميع فصائل الدم، الأطباء في اجازتهم الأسبوعية، كل هذه التحديات كانت أمام مسئولي الصحة في الإسكندرية، بدأت قصة إنقاذ ارواح المصابين عندما استدعي الدكتور جمال حجازي وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية جميع الأطباء وطاقم التمريض ورجال بنك الدم في مهمة توصف بالقتالية، انطلق رجال بنك الدم علي الفور إلي مكان الحادث وتحديدا في عزبة الشيخ الصغير بمنطقة خورشيد، بدأوا في إخراج معداتهم الطبية، نادوا في مكبرات الصوت مطالبون الكل بالتبرع، فيقول مصطفي عبدالستار مسئول التبرع »جئنا إلي هنا والمصابون بالمئات ونحتاج إلي كمية كبيرة من اكياس الدم لإنقاذ حياة المصابين فبدأنا في مطالبة الأهالي بالتبرع، فتوافد علينا الأهالي لشعورهم بالكارثة وفي خلال ساعة استطعنا أن نجمع 150 كيسا من الأهالي، قمنا علي الفور بإرسالها إلي بنك الدم الرئيسي تمهيدا لإدخالها معمل التحليل واستخدامها في علاج المصابين مضيفا أن بنك الدم بكل رجاله ظل علي مدار 48 ساعة لا يعرف النوم ايمانا منا بحجم المسئولية حتي وصلنا إلي تجميع 230 كيسا ساهمت بشكل كبير في إنقاذ المصابين الذين تم إجراء عمليات جراحية لهم. كتيبة أخري كانت تحارب في المستشفيات فهم من كانوا يستقبلون المصابين لإنقاذ حياتهم، فكان لدينا 133 مصابا، لو لم يتم التدخل الطبي العاجل لفارقوا الحياة فيقول الدكتور ايمن حليم مدير عام منطقة غرب الاسكندرية انه تم تقسيم الفرق الطبية إلي جزءين، الجزء الأول كان في الاستقبال بالمستشفيات لإجراء الإسعافات الأولية للمصابين وإجراء الاشعة والتحاليل لتحديد أسباب الإصابة ثم التعامل معها في اسرع وقت لإنقاذها. ويضيف الدكتور أحمد الشحات مدير مستشفي الجمهورية أن الجزء الثاني الذي كان يعمل في وحدات الرعاية والعمليات ظل علي مدار ثلاثة أيام لا يتوقف عن إجراء العمليات بشكل متواصل فهي بمثابة 72 ساعة اشغال شاقة مؤبدة مؤكدا أنه علي سبيل المثال استقبلت مستشفي الجمهورية 33 حالة في اليوم الأول فقط وتم التعامل معهم فمنهم من استقرت حالته وغادر ومنهم من اجرينا له عمليات جراحية انقذناه فيها من الموت المحقق ومنهم من حالته تحت الرعاية إلي الان. اما الدكتور أشرف رفعت محمد نائب مدير مستشفي الجمهورية الذي كان في اجازة مصيف في الساحل مع أولاده وفور وقوع الكارثة فتم استدعاؤه فترك أولاده وعاد علي الفور ليتعامل مع المصابين في الحادث، فيقول د.أشرف منذ أن تركت أولادي وعدت لم أر النوم منذ 72 ساعة ومازالت اقوم برعاية المصابين ويضيف: كانت هناك حالات لو تأخرنا دقائق فقط لفارقت الحياة ولكننا الحمد الله كنا نعمل علي قدم وساق الكل في موقعه فني الاشعات في موقعه لعمل الاشعات في المشتبه بهم من الأشخاص المصابين بالكسور واخصائيون العظام »لتجبيس »حالات العظام وأطباء الجراحة منهم من دخل العمليات ومنهم من تابع الحالات التي توجد تحت الرعاية.