تغلغلت ظاهرة ورش الكتابة في مجال الدراما التليفزيونية حيث تسربت رويدا رويدا حتي فرضت نفسها ، فقدمت أعمالا مازال نجاحها في وجدان المشاهد وأخري لم تلق الترحاب، هذا العام وصلت الظاهرة إلي ذروتها حيث تنوعت الأعمال التي كتبتها ورش تضم أكثر من كاتب فاستحوذت علي النصيب الأكبر من الأعمال الكوميدية منها »خلصانة بشياكة» لأحمد مكي من تأليف ورشة ضمت أحمد حمدي ومحمد المحمدي وفاروق هشام ومصطفي عمر، و»اللا لا ند» لدنيا سمير غانم من تأليف هشام جمال ومصطفي صقر ومحمد عز و»هربانة منها» لياسمين عبد العزيز تأليف ورشة أشرف عليها المخرج خالد جلال وضمت فاروق هاشم ومصطفي عمر وأحمد محيي و»ريح المدام» تأليف تامر إبراهيم وولاء شريف كما قدمت ورش الكتابة عدداً من المسلسلات التراجيدية هي »حلاوة الدنيا» لهند صبري وظافر العابدين تحت إشراف تامر حبيب وضمت سما عبد الخالق وإنجي القاسم و»الحساب يجمع» ليسرا تأليف محمد رجاء وإياد عبد المجيد وأشرف علي الكتابة مدحت العدل وأيضا »لا تطفئ الشمس» إشراف تامر حبيب وتضم سما عبد الخالق وإنجي القاسم ورنا أبو الريش وفادي مراد و»هذا المساء» تأليف تامر محسن ومحمد فريد و»الحرباية» تأليف رانيا عاطف ومصطفي أكرم و»30 يوم» لمصطفي جمال هاشم وأحمد شوقي فهل أضافت ورش الكتابة للدراما التليفزيونية أم أضرت بها؟. يري المخرج محمد فاضل أنه لا علاقة لورش الكتابة بالفن فيقول أعتقد أن الإبداع دوما ما يتعلق بشخصية المبدع وأحاسيسه الداخلية ولهذا لا يمكن أن يخط اكثر من شاعر قصيدة واحدة ولا أن يتشارك أكثر من رسام في تقديم لوحة فنية هنا سنجد الاختلاف وتضارب الأحاسيس مع تعدد الأطراف ولهذا أجد هذا التضارب عندما يتشارك أكثر من مؤلف في كتابة عمل درامي واحد ويمكن تسمية مثل هذه الورش »ورش الصناعة الدرامية» ولكن لا يمكن أن يطلق عليها صفة الإبداع فهم أشبه بمصانع المعلبات وليسوا مؤلفين. وآخر للحوار ويقف المخرج عادل الأعصر علي الحياد من الأمر حيث يقول أري أن ظاهرة ورش التأليف مازالت في طور التجريب والتنفيذ، أي أنها لم تستقر بعد علي الشكل النهائي لها أما عن المضمون فقد قدمت أعمالا ناجحة وأخري لم تلق استحسان المشاهدين، أي أن الأمر برمته قابل للنجاح وأيضا يحتمل الفشل، أما تفضيلاتي كمخرج للعمل فأنني أري أن يتولي مؤلف واحد كتابة السيناريو وآخر كتابة الحوار هو شيء جيد ولكن أن يتشارك أكثر من مؤلف في كتابة السيناريو والحوار فالأمر سيبدو غريبا لي. وجودها خطر ويقول المنتج هشام شعبان إن شركتنا لم تلجأ أبدا لمثل هذه الورش وذلك لإيماننا بالإبداع فعندما يتشارك أكثر من مؤلف في نص واحد ستخرج الأحداث بتضارب كبير وستكون الأحداث ليست علي الوتيرة نفسها مما يجعل المؤلف في حالة تشتت وطوال المسيرة الفنية للشركة نتعامل مع مؤلف واحد وأعتقد أن الأمر يتعدي مبادئ الشركة ولكن الأمر يتعلق بخطر علي مستقبل الدراما ومسيرتها الإبداعيه وتقديم أعمال هادفة. هبوط مستمر ويري المنتج أحمد الجايري أن المستوي العام للدراما التليفزيونيه في هبوط مستمر وذلك لعدة أسباب علي رأسها ظاهرة ورش التأليف التي انتشرت مؤخرا فالفنان الآن يتعاقد مع شركة الإنتاج بغض النظر عن وجود نص من عدمه، وعندما يمر الوقت تجلب شركة الإنتاج ورشة كتابة تقوم بصياغة عمل » مسلوق » يخرج دون المستوي وهذا ما حدث في رمضان الماضي لم تكن الأعمال علي مستوي جيد وهذا يؤثر علي سمعة العمل الدرامي المصري فنجد بين ليلة وضحاها أبواب السوق الخليجي مغلقة في وجوهنا وأضاف أن تفحص الأعمال الكوميدية التي صنعت بواسطة ورشة كتابة ستجدها مهلهلة ولا تحتوي سوي علي بعض الإفيهات التي يطلقها أبطال العمل وكأننا نشاهد برنامج »استاند أب » كوميدي فالعمل خال من المضمون والهدف والغاية ولذلك يمر مرور الكرام دون أن يتذكره أحد. منتشرة في أمريكا ويؤكد المؤلف تامر حبيب أن ورش الكتابة هي ظاهرة لتطوير مهنة السيناريو والتأليف بالكامل وهي ظاهرة عالمية منتشرة في أمريكا حاليا وتوفر الوقت والجهد، ولكن ليس كل ورش الكتابة ناجحة بالتأكيد وهنا يأتي دور رئيس الورشة الذي يشرف علي الكتابة والقضية الأساسية في السيناريو وشخوص العمل وأضاف أن هناك 500 طريقة في الدراما لكتابة هذه الأمور وعلي سبيل المثال قام بكتابة مسلسل »حلاوة الدنيا» الذي تم عرضه في شهر رمضان الماضي فتاتان فقط من ورشة الكتابة الخاصة بي، وهو ما كان مسئولية كبيرة، وحققتا نجاحا كبيرا وسابقاً رأينا مسلسلات قام بكتابتها ورش كتابة وحققت نجاحاً منها أعمال مريم نعوم »ذات» و»سجن النسا» كما استعنت أنا بورش الكتابة في مسلسلات »طريقي» و»جراند أوتيل» و»لا تطفئ الشمس» كل واحد حلقة ثم أقوم بإعادة صياغتها وهو أمر يحدث في أمريكا فيقوم المؤلف عضو الورشة بكتابة تفاصيل الشخصيات والتعايش مع ظروفها ثم يقوم رئيس الورشة بالتعديل لاكتمال خطوط القصة الرئيسية للمسلسل، فهي طريقة أسرع في الوقت والتفريغ، كما أنها وسيلة للمؤلفين الموهوبين الذين لم يدرسوا في معاهد السيناريو بسبب سنهم أو سوء حظهم. تطور الدراما وتقول المؤلفة سماح الحريري إن فكرة ورش الكتابة في المجمل العام جيدة وسوف تساهم في تطور العمل الدرامي ومده بأفكار جديدة وحيوية والأعمال التي قدمت علي مدار الأعوام السابقة دليل علي نجاحها ولكن الاستمرارية في النجاح تتطلب بعض الشروط حتي تقدم هذه الورش المرجو منها ومن أهم هذه الشروط أن يكون أعضاء الورشة علي توافق تام حتي تخرج الأفكار بسلاسة ولابد أن يكون المشرف عليها أحد الكتاب الكبار المحترفين حتي يستطيع تفادي تباين الأفكار بين أعضاء الورشة ودمج هذه الأفكار في خط درامي واحد مكتمل. عمل جماعي ويقول المؤلف إياد إبراهيم عبد المجيد إن فكرة ورش الكتابة والإشراف علي الكتابة تساهم في قيمة وجودة العمل وتعتمد في الأساس علي العمل الجماعي الذي يثري أي شيء، فعندما نكتب معاً كورشة كتابة نجد كماً هائلاً من الأفكار والمضمون والجودة والثقافة التي تضاف للسيناريو، حتي يصبح عملاً متكاملاً، لامتلائه أفكاراً للشباب بإشراف خبراء الكتابة الكبار فعلي سبيل المثال كتبت مع محمد رجاء مسلسل »الحساب يجمع» ليسرا وقام المؤلف القدير مدحت العدل بالصياغة الأخيرة للحلقات وكان إضافة مهمة للعمل وللسيناريو ومن إيجاببات ورش الكتابة أيضاً أنها تخرج للوسط الفني كُتاباً جدداً من الشباب لتجديد روحها وتغيير لونها الفني، كما أن فكرة تعاون النجوم الكبار مع الشباب وإيمانهم بقدراتهم كالفنانة العظيمة يسرا هو دليل علي أنهم يؤمنون بتجديد الدماء وضرورة التواصل مع كافة الأجيال وسعة أفق هذه الفنانة التي قررت التعاون مع مؤلفين شباب للعام الثاني علي التوالي بعد مسلسل »فوق مستوي الشبهات» تأليف شباب أيضاً وهما عبد الله حسن وأمين جمال.