جدل واسع أثارته ورش الكتابة التي انتشرت في مسلسلات رمضان لهذا العام. حيث يوجد ما يقرب من 7 مسلسلات تمت كتابتها بهذه الطريقة وهي: "لا تطفئ الشمس" للفنانة ميرفت أمين و"حلاوة الدنيا" للفنانة هند صبري وظافر العابدين و"لا لالاند" للفنانة دنيا سمير غانم و"عشم إبليس" للفنان عمرو يوسف و"30 يوم" للفنان آسر ياسين وباسل خياط و"هذا المساء" للفنان إياد نصار وأروي جودة. "خلصانة بشياكة" ل أحمد مكي وشيكو وهشام ماجد. تعتمد ورش الكتابة في كتاباتها علي المشاركة الثنائية أو عن طريق ورش فنية مكونة من عدد من الكتاب الشباب. وذلك بدلاً من الاعتماد علي مؤلف واحد كما كان معتادًا من قبل. رصدت "المساء" آراء أهل الفن سواء كانوا معارضين أو مؤيدين أو مشاركين في الورش أو مشرفين عليها. 1⁄4 قال السيناريست محمد حلمي هلال: بالرغم من أن فكرة الورش موجودة في كل دول العالم. إلا أنها عندنا ليست علي المستوي. ويتم تنفيذها بشكل خاطئ. حيث نجد ان كل ورشة بها ما يقرب من 4 أشخاص "يهرتلوا". ويقومون بنقل مشهد من فيلم قديم بجانب مشهد من مسلسل أجنبي. أضاف: كما ان من ضمن عيوب هذه الورش أنها تضم أشخاصًًا غير مؤهلين نهائيًا للكتابة. فكيف يكون بكل ورشة ما يقرب من 4 أو 5 أشخاص يقومون بالكتابة ومع ذلك لا يستطيعون الانتهاء من العمل قبل بداية تصويره. بالإضافة إلي ان هؤلاء الأشخاص غير دارسين سيناريو. ولا يعرفون كيفية بناء الشخصيات. أشار هلال إلي أن مسلسل "هذا المساء" الذي بدأ بأحداث غير مشوقة وضعيفة جدًا. ومن بعد الحلقة ال 7 أصبح في تصاعد وجذب عدداً كبيراًَ من المشاهدين. حيث أرجع هذا التحول إلي تغير فريق الكتابة الذي بدأ به المسلسل. 1⁄4 اتفق معه السيناريست فيصل ندا الذي أكد ان ورش الكتابة أفسدت الدراما بشكل مبالغ فيه. حيث قال: يجب أن يحتوي المسلسل علي فكرة ورؤية المؤلف. بينما في الورش نجد أن هناك من يكتب مشهدًا. ومن يكتب إطارًا لشخصية معينة. أضاف: للأسف الأشخاص الذين يشاركون في الورش بلا خبرة أو معرفة بأساسيات كتابة السيناريو. لذلك نجد "30" حلقة من الاسفاف واللغة المتدنية في الحوار وهذا بجانب اختلاف وجهة النظر. أكد ندا ان هناك أسباباً عديدة جعلت المنتجين يلجأون لعمل الورش. منها ان نجم المسلسل يستطيع أن يفرض رأيه وسلطته علي الأحداث. بمعني انه يكون "تحت طوع النجم". بالإضافة للأجر القليل والبسيط الذي يأخذه كل كاتب في الورشة. 1⁄4 أكد المخرج محمد فاضل استياءه من فكرة ورش الكتابة قائلاً: "المولف هو المبدع الأول في أي عمل درامي. لأن الإبداع دائمًا يرتبط بشخص واحد. وما يحدث في ورش الكتابة مرفوض وغير مقبول من الأساس. أضاف: للأسف أغلب المسلسلات التي عرضت في رمضان واعتمدت علي الورش. غير مترابطة. وبلا فكرة أو مضمون. 1⁄4 أوضح السيناريست بشير الديك أنه ليس لديه أي اعتراضات علي وجود ورش الكتابة التي انتشرت في مسلسلات رمضان. ولكنه اشترط وجودها بمشرف قوي يساعد علي ربط الشخصيات مع جميع الأحداث. قال الديك: كمية الحلقات التي كنا نكتبها زمان "كنا بنطفح الدم" حتي يخرج العمل للنور متكاملاً وجيدًا. إذ كانت تستغرق كتابة أي مسلسل ما يقرب من 6 شهور. أضاف: المخرج لديه مساعدون. وكاتب السيناريو يجب أن يكون لديه أيضًا مساعدون يعاونونه. لأن العمل الدرامي والسينمائي عمل جماعي بطبعه. أشار إلي أن ورش الكتابة تسهل العمل بشكل كبير. لكن يجب أن يكون الكُتاب بينهم كيميا وتفاهم. 1⁄4 قال حسان دهشان: بالرغم من انني لم أفكر شخصيًا أن أكتب في ورش الكتابة. إلا أنه يوجد كتابات جيدة. يشرف عليها كاتب مخضرم ولديه خبرة كبيرة. من بينها ورشة الكاتب عمرو سمير عاطف. ومريم نعوم.. وغيرها من الورش الناجحة. أضاف: للأسف نعاني من هجوم كبير علي الدراما المصرية. إذ تقف في موقف الاتهام دون دليل أو سبب واضح وصريح. 1⁄4 السيناريست محمد رجاء: لا أعتبر نفسي كاتبًا للورش. بالرغم من مشاركتي في عدد منها. وهذا لأنني أقوم بعمل معالجات درامية بمفردي للعديد من الشخصيات وحدث هذا. في أكثر من عمل. فمثلاً العام الماضي في مسلسل "فوق مستوي الشبهات" للفنانة يسرا. وكان قد أوشك المخرج هاني خليفة علي بداية التصوير. ومن المفترض أن يكون هناك مجموعة حلقات تم الانتهاء منها للبدء في التصوير. ولكنه لم يجد من الورشة التي عمل معها لما يقرب من 6 شهور أحداثًا كثيرة في الحلقات. فاستعان بي فوجدت 4 حلقات فقط وهي: الثانية والثالثة والرابعة والخامسة. فقمت بكتابة حوار جديد للحلقات مع زيادة بعض الأفكار للأحداث. أما هذا العام في "الحساب يجمع" حدث نفس الأمر. حيث لم تنته ورشتهم من كتابة حلقتين فقط وقدمت وقمت أنا بتقديم معالجة جديدة للأحداث وللشخصيات. وكتابة السيناريو والحوار. أضاف: عمل ورش الكتابة لا نستطيع أن نحكم عليها بشكل مطلق. لأن كل ورشة لها ظروفها. حيث تعتبر أغلب الورش المنتشرة حاليًا "سبوبة". لأنها تجمع بين أشخاص تحتاج فرصة. وبين مخرج ومنتج يريد أن ينتهي من السيناريو نظرًا لضيق الوقت. حتي يبدأ التصوير. كما أكد علي ضرورة وجود مشرف قوي في الورش. حتي يتمكن من ربط الشخصيات وأن يكون العمل متكاملاً. 1⁄4 تؤكد إنجي القاسم: قدمت تجربة ورش الكتابة تحت إشراف السيناريست تامر حبيب في مسلسل "طريقي" للفنانة شيرين عبدالوهاب. ومسلسل "جراند أوتيل" للفنان عمرو يوسف. والحمد لله العملان حققا نجاحًا كبيرًا ولديهما نسبة مشاهدة عالية. أضافت: هذا العام انفصلنا أنا وصديقتي سماء عبدالخالق عن الورشة. وأصبح لنا ورشة خاصة وقمنا بكتابة مسلسل "حلاوة الدنيا" معًا. حيث طلبنا من السيناريست تامر حبيب قراءة الحلقات ليشجعنا علي الاستكمال ويقول لنا وجهة نظره باعتباره "الأب الروحي" لنا. أما عن طريقة كتابة الحلقات فقالت: نجلس سويًا حتي نكتب الحلقات الأولي من المسلسل. بحيث يتضح شكل كل شخصية وتفاصيلها وإطارها الخاص. ويتم الاتفاق علي الأحداث العامة. ومن بعدها كل واحدة تكتب جزءاً من الحلقات. 1⁄4 السيناريست محمد سيد بشير شارك في كتابة مسلسل "كلام علي ورق": طرق كتابة المسلسل مختلفة بين كل ورشة وأخري. حيث توجد ورش تقوم بكتابة تتابع الحلقات. وأخري تجعل كل كاتب يكتب خطوطاً درامية لكل شخصية. أضاف: تجربتي الخاصة في مسلسل "كلام علي ورق" كانت كتابة جماعية. ولم يكتب أحد منا حلقة بمفرده. بينما كنا نجلس سويًا ونتبادل الأفكار لأول 3 حلقات. ومن بعدها يتضح الشكل العام للأحداث والشخصيات. أشار إلي أن نجاح الورشة يعتمد علي تناغم وتفاهم المشاركين. بحيث لا تزيد عددها عن شخصين فقط أو 3 إذا "كان الوقت ضيق" ولن يستطيعوا اللحاق بموعد التصوير. 1⁄4 أكد السيناريست تامر حبيب: علي ان ورش الكتابة مختلفة في نظامها. وان لكل ورشة نظاماً خاصاً بها تبعًا لظروفها. وقال: منذ 3 سنوات وأنا أتبع نظام الورش. أي منذ مسلسل "طريقي" للفنانة شيرين عبدالوهاب ومن بعدها "جراند أوتيل" للفنان عمرو يوسف. وهذا العام مسلسل "لا تطفئ الشمس" للفنانة ميرفت أمين وريهام عبدالغفور. والحمد لله جميعها أعمال نالت النجاح. أضاف: بالنسبة لورشتي الخاصة تكون تحت إشرافي الأساسي. ولا يخرج من تحت يدي أي حلقة إلا وأكون راضيًا عنها. لذلك لا يشعر المشاهد بأن العمل كتبه أكثر من كاتب. أشار حبيب إلي أنه يقوم بكتابة أولي الحلقات قبل البدء في الورشة. قائلاً: ففي مسلسل "طريقي" انتهيت من كتابة أول 5 حلقات. و"جراند أوتيل" أول 7 حلقات. و"لا تطفئ الشمس" 8 حلقات. ومن بعدها أجتمع بالشباب المشاركين معي ويقومون بقراءة الحلقات ويفهمون كل إطار وخيط شخصية ومن ثم يبدأون في الكتابة بأنفسهم. ثم يرجعون لي لقراءة ما كتبوه. وإذا وجدت أي تغيير في التتابع المتفق عليه بيننا. أقوم بتعديله. لإن كتابتهم تكون بمثابة نسخة أولية للعمل. وأنا أقوم بكتابة النسخة النهائية. مضيفًا: إنه يقوم أيضًا بكتابة آخر حلقتين في المسلسل. 1⁄4 أوضح السيناريست أحمد شوقي انه مؤيد جدًا لظاهرة ورش الكتابة. حيث قال: لا يمكن التعميم بأنها ظاهرة جيدة أو سيئة بشكل مطلق. لأن كل ورشة لها نظامها وطريقتها المختلفة التي تدير بها العمل. أضاف: رأيي الخاص ان ورش الكتابة مثل الكتابة الفردية. لانها طريقة عمل في الآخر. ومن الممكن أن تفرز أعمالا جيدة وأخري سيئة. وهذا له علاقة بالموهبة والقدرة علي إدارة المشروع بشكل مناسب لمعطياته. أشار إلي أن طريقة العمل بورشتهم لا أحد يعرف تفاصيلها. قائلاً: "إننا نتعامل مع الشباب باعتبارهم كاتبا واحدا. وذلك منذ ما يقرب من 3 سنوات قدمنا أول مسلسل لنا وهو "كلام علي ورق" وكان يكتبه 3 أشخاص أول مرة في حياتهم. وذلك تحت إشرافي". أضاف: "العام الماضي أحد هؤلاء الثلاثة قام بكتابة أول مسلسل له بمفرده بعيدًا عن الورشة وهو "سبع أرواح" للكاتب محمد سيد بشير. والذي كتب أيضًا فيلم "هروب اضطراري" المتصدر لإيرادات أفلام العيد هذا العام. وداخل الورشة تم كتابة هذا العام في رمضان مسلسل "30 يوم" للكاتب مصطفي جمال هاشم. هذا ردي علي منتقدي الورشة ووصف المنضمين لها بأنهم "غير موهوبين". أكد شوقي: ان الورشة تضم المواهب. وتكون فرصة لهؤلاء الموهوبين لاستكمال الطريق. سواء داخل الورش أو بمفردهم بعد ذلك.