أهالي المنيا: عناصر مسلحة احتجزتهم في حاوية بلا طعام أو شراب قررت النيابة العامة بمدينة طبرق الليبية دفن جثامين المصريين ال 19 بالمقابر الليبية والتحفظ علي متعلقاتهم الشخصية والتي تم العثور عليها مساء الجمعة الماضية بمنطقة »وادي علي» جنوب البوابة 200 في حالة هجرة غير الشرعية وكان من بينها 7 جثامين لديهم بيانات و12 جثة مجهولة الهوية وفي حالة تحلل تام. وحصلت »الأخبار» علي صورة من قرار النيابة العامة الصادر بتاريخ 7 يوليو من وزارة الداخلية الليبية فرع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية.. وأكد فرج جاد الله القطعاني أحد المتطوعين بإدراة الجثث في الهلال الأحمر الليبي بمدينة طبرق، أن معلومات وردت للإدارة العامه للتفتيش والمتابعة، تفيد بوجود مجموعة من الهجرة غير الشرعية تركت في الصحراء غربي »حقل البستر»، وتم الدفع بدورية مكونة من 3 سيارات دفع رباعي تابعة لجهاز الهجرة غير الشرعية الليبية ووحدة الدوريات الصحراوية وسياره خاصة بالإدارة العامة للتفتيش والمتابعة للمكان المشار إليه، وتم العثور علي 19 مهاجرًا مصريًا قد فارقوا الحياة في الصحراء نتيجة لنفاد ما بحوزتهم من طعام ومياه، فماتوا جوعًا وعطشًا.. وأكد مصدر أمني مسؤول بمديرية أمن طبرق، أن المعلومات تشير إلي أن العدد الإجمالي لهذه المجموعة 40 شخصًا من بينهم امراة وثلاثة أطفال تم العثور علي 19 شخصًا، ولم يعثر علي باقي أفراد المجموعة، وتشير التحريات إلي أن هناك شخصا من مدينة اجدابيا يرجح أنه قد تركهم في الصحراء ولم يعد لهم، كان قد تعاون مع 4 آخرين أحدهم من مدينة الشعبة وآخر من مدينة مساعد والاثنان الآخران من مدينتي براني والنجيلة المصريتين. وأضاف المصدر أنه تم التعرف علي 7 جثامين والعثور علي هوياتهم وبعض المتعلقات الشخصية، وهم: جمعة عثمان محمود علي 38 سنة، المنيا، ومحمد أحمد توفيق 28 سنة، ويوسف عبد الله محمود 30 سنة، المنيا، وعلاء عبد الباقي عبد السلام 28 سنة، كفر الشيخ، والسعيد إبراهيم محمد 18 سنة، كفر الشيخ، وأحمد جمعة كامل 18 سنة، أسيوط، ومحمد جمال عبد التواب 16 سنة، أسيوط. في سياق متصل وقع خبر العثور علي الجثامين صدمة علي محافظة المنيا، فكان للمحافظة نصيب في وفاة 5 من اهالي قرية طرفا التابعة لمركز سمالوط وهم: ابراهيم خليفة ابوشوشة، سعيد شحات سيد، يوسف عبدالله ومحمود عبد الله الشهير بضاحي، جمعة عثمان محمود علي، ومحمد أحمد توفيق، كانوا في طريقهم بحثا عن »لقمة العيش» فماتوا عطشا في الصحراء. في البداية يقول خليفة ابو شوشة مزارع والد المهاجر »ابراهيم»، حذرت نجلي مرات عديدة من السفر الي ليبيا وقدمنا له النصيحة انه وشقيقه الاكبر ولكن مع ضيق الحال وقلة العمل قرر السفر الي ليبيا مرة اخري » بدون علمنا »، مشيرا الي أن نجله بالغ من العمر 26 عاما، تزوج منذ قرابة 5 اشهر فقط، حتي انني لا اعلم اذا كانت زوجته »حامل ام لا». أضاف »خليفة» ان لديه من الابناء 4 »محمود 33 عاما»، مقيم في السعودية خالد 28 عاما عبد الله »، 19 عاما، وابراهيم 26 عاما » ضحية الهجرة، وقال: سمسار يدعي محروس كان يساعد نجلي دائما في الوصول الي الاراضي الليبية عن طريق التهريب واطلق عليه في القرية »سمسار البشر»، كان يوصلهم للاعراب مقابل 5000 جنيه. فيما قال »خالد»، شقيق المتوفي ابراهيم: توجهت انا ووالدي الي السمسار قبل سفر أخي وعنفته وقلت له بالكلمة » مش هتسفر اخويا حتي لو هو راضي، ووعدني انه لن يصطحبه الي ليبيا في هذه الرحلة، الا انني فوجئت »وحسبنا الله ونعم الوكيل في تجار البشر». وتابع والد المتوفي: السمسار اتصل بي وقال ابراهيم وصل بالسلامة الي ليبيا أريد ال5000 جنيه ثمن »السفر» وهو علي يقين ان ابني قد مات في الصحراء. وقال »سمير سيد محمد»، والد زوجة المتوفي »يوسف عبد الله محمود عبد الله»، ان يوسف قرر الذهاب الي ليبيا يوم الثلاثاء الماضي علي ان يقوم بجمع اموال لاستكمال شقته في منزل والده فهو متزوج من ابنتي ولديه من الابناء 3 هم » زياد - واحمد - محمد» ، كان يعمل في القاهرة منذ وقت طويل وقرر العودة الي القرية، ومن هنا حاول ان يستكمل اعمال بناء شقته فقرر ان يذهب الي ليبيا وحدث ما حدث ، وأضاف أن بعض اقاربنا هناك في ليبيا اكدوا لي ان عناصر مسلحة احتجزت الضحايا في حاوية لمده 4 ايام بدون مياه او طعام حتي توفوا جميعا، وتم دفنهم في ليبيا. من جانبه قال سعيد الجازوي، احد قيادات حزب مستقبل وطن بسمالوط، ان الحزب سوف يتقدم بمذكرة مدون بها اسماء المتوفين من ابناء القرية والقري المجاورة، الي اللواء عصام الدين البديوي، محافظ المنيا، لمتابعة الوضع مع وزير الخارجية لعودة الجثامين.