وصول أول جثة متحللة بكفر الشيخ..وأسيوط تنتظر طفل بين الضحايا..والسماسرة بيتزون الأهالي بالمنيا تسود حالة من الصدمة الممزوجة بالحزن في محافظاتالمنياوأسيوطوكفر الشيخ عقب ، عثور جهاز الهجرة غير الشرعية ، بمدينة طبرق الليبية، مساء الجمعة الماضي ، على 20 جثة ، لمهاجرين غير شرعيبن، ماتوا " عطشا" جنوب بوابة ال 200، بنحو 250 كيلو متر بالقرب من وادي علي. ولجأ الشباب لهذه المغامرة بسبب تردي الأحوال الاقتصادية للبلاد ، فبيتوا العزم لخوض غمار تجربة جديدة بحثا عن لقمة العيش ، التي أودت بحياتهم جوعا وعطشا في صحراء ليبيا. ففي كفر الشيخ قام الآلاف من أهالي قرية أبو العزايم بمركز سيدي سالم مساء الجمعة الماضي بدفن جثة محمد فؤاد الصعيدي ، 22 سنة الذي لقي حتفه فى طبرق ، وسط بكاء وذهول من قبل أقارب وأهالي القرية . وأكد فؤاد الصعيدي مزارع والد الضحية ، أن نجله سافر منذ أسبوعين فقط وذلك عقب انتهاء فترة تجنيده بالقوات المسلحة ، من أجل أن يساعدنا على العيش ، وبسبب ضيق الحال ، ويريد أن يخطب ويتزوج . وأضاف أنه سافر رغم رفضنا السفر ، نتيجة سفر العديد من أهالى القرية إلى ليبيا وعملهم هناك برواتب عالية . فيما أوضح عماد الصعيدي - عم القتيل- أنهم لا يعرفون ملابسات الحادث ، ولكن أهالي القرية والأقارب جمعوا أموال من أجل عودة جثة نجلي ودفنه بالقرية . وأكد أحد أهالي القتيل - رفض ذكر اسمه - أن جثة المتوفى جاءت وهى بحالة تعفن شديدة ، نتيجة بقائها فترة كبيرة بصحراء ليبيا قبل أن يعثر عليها مسئولو مدينة طبرق ، ويتم نقلها إلى المركز الطبي بطبرق . كما أشار إلي أنه الممكن أن يكون قد قابلهم قطاع طرق طلبوا منهم أموالا لإدخالهم طبرق وعندما حدث خلاف بينهم ، قاموا بقتلهم ، لأن جثة محمد بها أثار طلقات نارية رغم حالة التعفن التي أصابتها . ومازال أهالي منطقة العمرانية بمركز الحامول ينتظرون جثة علاء عبد الباقي عبد السلام إسماعيل 28 عاما عامل مواد بناء من أجل دفنه . وأوضح الحاج عبد الباقي والد القتيل ، وهو يبكى بشدة أنه ينتظر جثمان نجله لكي يقوم بدفنه . وأشار إلي أن علاء سافر بطريقة غير شرعية منذ فترة ، إلى ليبيا بسبب ضيق الحال هنا ، و ارتفاع الراتب للعاملين بليبيا نظرا لسفر عدد من أبناء المنطقة ، وتغير أحوالهم المعيشية نتيجة ارتفاع الرواتب هناك . وأضاف أنه علم من عدد من المصرين بليبيا أن المتوفين قتلوا نتيجة خلافات بين المهربين وقطاع الطرق المسلحين على أموال لتمرير المسافرين . وفي المنيا علمت قرية طرفة غرب مدينة سمالوط بوفاة 5 من أهالى القرية وهم : إبراهيم خليفة أبوشوشة ، وسعيد شحات سيد ، ويوسف عبدالله محمود عبد الله الشهير ب"ضاحى" ، وجمعة عثمان محمود علي ، و محمد أحمد توفيق . وأكد خليفة أبو شوشة ، مزارع والد المهاجر " إبراهيم " ، ل المصريون أنني حذرت نجلى مرات عديدة من السفر إلى ليبيا وقدمنا له النصيحة أنا وشقيقه الأكبر مرارا وتكرارا ولكن مع ضيق الحال وقلة العمل قرر السفر إلى ليبيا مرة أخرى بدون علمنا ، مضيفا أنه تزوج منذ قرابة 5 أشهر فقط . وأوضح أنه كان يساعد نجله دائما فى الوصول إلى الأراضى الليبية عن طريق التهريب هو سمسار يدعى " محروس . م . ط " ، والذي يطلق عليه فى القرية " سمسار البشر " ، حيث يقوم بتوصيلهم إلي الأعراب مقابل 5 آلاف جنيه. كما قام خالد شقيق المتوفى بتعنيف السمسار مؤكدا له : " مش هتسفر أخويا حتى لو هو راضى .. هعمل معاك مشكلة لو سافر " ، ووعدنى أنه لم يصطحب شقيقه إلى ليبيا فى هذه الرحلة ، إلا أننى فوجئت باصطحابه إلي ليبيا وظهوره اسمه في الضحايا. وتابع : العجيب أن السمسار اتصل بي وأخبرني أن إبراهيم وصل بالسلامة إلى ليبيا ، وعاوز ال 5 آلاف جنيه مقابل سفره ، وهو كان على يقين إنه إبراهيم مات فى الصحراء . وفي أسيوط خيم الحزن علي أهالي مركزي القوصية ومنفلوط ، فور سماع خبر العثور علي جثث بدولة ليبيا بينهم شابان أبناء المحافظة. وأكد أحد جيران محمد جمال - أحد الضحايا- من قرية جمريس التابعة لمركز منفلوط ، أن محمد يبلغ من العمر 15 سنة فقط في الصف الثالث الإعدادي، وأنه خرج من 10 أيام فقط للسفر إلى ليبيا، وعملنا بخبر وفاته عن طريق الفيس بوك بعدما نشر الهلال الأحمر الليبي صور الضحايا التي انتشلها من الرمال. فيما أضاف أحمد محمد مشعال من قرية الأنصار التابعة لمركز القوصية أن أسرة الضحية " أحمد جمعة كامل حسين" لم تعلم بوفاته إلى الآن ، وأهالي القرية خايفين يبلغوا والدته لانها فقدت ابن لها منذ فترة قليلة . وطالب الأهالي بضرورة التواصل مع أحد من المسؤولين للوقوف علي الحقائق ، وضرورة تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي لعودة جثامين أبنائهم ودفنهم بمدافن القرية.