أسيوط-أحمد الأنصاري لا تزال أزمة المصريين الذين عثر على جثثهم داخل الحدود الليبية تلقي بظلالها على أهالي الضحايا، فبالإضافة إلى عدم تمكن بعض الأهالي من استلام جثامين ذويهم ممن تم تحديد هوياتهم، فقد بدأ بعض الأهالي رحلة معاناة بحثا عن أبناء لهم فقدوا الاتصال بهم، ولا يعرف مصيرهم. أكثر من 200 شخص من أبناء قرية "الأنصار" التابعة لمركز القوصية بأسيوط يفترشون الطرقات في مدينة مرسى مطروح منذ 5 أيام، أملا في الحصول على معلومات عن 5 من ذويهم من المسافرين إلى ليبيا في رحلات هجرة غير شرعية وانقطع الاتصال بينهم منذ ثالث أيام العيد الفطر، ويسعى الأهالي للتواصل مع السلطات المصرية أو حرس الحدود على أمل الحصول على أي معلومات ترشدهم إلى مصير أبنائهم. في الإطار نفسه، ينتظر أهالي قرية الأنصار جثمان أحد أبنائهم الذي تم تحديد هويته وكان ضمن الضحايا الذين عثر على جثثهم وأعلن الهلال الأحمر الليبي نبأ وفاته وهو أحمد جمعة كامل حسين، 19 سنة، طالب، إذ لم يتم التنسيق مع أي جهة رسمية للإفراج عن جثمانه وإعادته إلى ذويه. وتخيم حالة من الحزن على 5 عائلات من القرية بسبب عدم التواصل مع أبنائهم المفقودين وعدم التمكن من استلام جثمان ابنهم المتوفى، فيما حاول 20 من أهالي المفقودين السفر إلى ليبيا عبر الجبال عن طريق أحد سماسرة الهجرة، وتمكن 5 منهم بالفعل من تسلل الحدود بينما وقع 15 شخصا منهم في قبضة السلطات المصرية. وقال محمد جمعة كامل، شقيق المتوفى، إنهم يقيمون في مدينة مرسى مطروح لليوم الرابع على التوالي على أمل العودة بجثمان شقيقه بعد التواصل مع الجهات الرسمية داخل ليبيا عن طريق شقيقه الأصغر حسين، المتواجد داخل مدينة طبرق والذي يواجه رفض الهلال الأحمر الليبي تسليمه جثمان شقيقه إلا بعد تدخل السفارة المصرية أو وزارة الخارجية، خاصة بعدما أعلن الهلال الأحمر دفن ال19 جثة التي تم انتشالها من الصحراء في مقبرة مجهولة داخل ليبيا، مشيرا إلى أن ترك شقيقه ليدفن خارج وطنه شيء يصعب على أهل القرية تقبله، وطالب بسرعة التدخل لحل الأزمة وتمكينهم من استلام الجثمان. وقال محمد إبراهيم، قريب أحد المفقودين، إن أهل القرية فقدوا الاتصال ب5 من أبنائهم ثالث أيام عيد الفطر كانوا ضمن المجموعة التي سافرت مع المتوفى أحمد جمعة، إلا أنهم لم يعرف مصيرهم إذ لم يتم الإعلان عن أسمائهم ضمن المجموعة التي عثر الهلال الأحمر على جثثهم، مشيرا إلى أنهم لا يزالون متمسكين بالأمل في العثور عليهم أحياء. وتعد قرية الأنصار بالقوصية واحدة من أكبر القرى التي تصدر العمالة إلى دولة ليبيا منذ سنوات بسبب الفقر الذي تعانيه القرية، واتخذ شبابها الهجرة غير الشرعية سبيلا لهم بمعدل هجرة 10 أفراد كل شهر بعد سوء الأحوال المعيشية داخل الأراضي الليبية. كانت منظمة الهلال الأحمر الليبي أعلنت في بيان لها أنها عثرت على جثث 48 شخصا جنوب بوابة ال200 (نقطة تفتيش تربط بين مدينتي أجدابيا وطبرق) بحوالي 250 كيلو مترًا، بالقرب من وادي علي داخل منطقة الرمال (القريبة من طبرق)، مشيرة إلى أن الضحايا كانوا في طريقهم إلى ليبيا بطرق غير شرعية للعمل هناك.