يستحق الاستاذ الدكتور السباعي أحمد السباعي كبير الاطباء الشرعيين - أول كبير بالاختيار والكفاءة في تاريخ مصلحة الطب الشرعي - يستحق ان يكون شخصية العام بلا منازع، وربما الأعوام التالية، لكن الأهم انه الشخص الخطأ في الزمن الخطأ! قبل أن يحتل الاستاذ السباعي بؤرة الصورة خلال الاسبوع الماضي، نشرت الصحف عددا من الاخبار المجنونة والعبثية، والافدح انها اخبار حقيقية وليست مفبركة. من بينها مثلا انه يجري الان تعديلات وتجديدات في تشطيبات في عدد من القصور والفيلات المملوكة لمحمد ابراهيم سليمان وحسن عبدالرحمن رئيس أمن الدولة السابق! ومن بينها ايضا الطرود المائة المرسلة باسم أميرة سعودية ذات صلة بالمخابرات الي صديق مبارك الهارب حسين سالم، وتضم الطرود متعلقات شخصية لسالم تعيد للاذهان عالم ألف ليلة وليلة: أدوات مائدة من الذهب، سجاجيد ومنسوجات عليها اسمه الكريم، لؤلؤ وقرون حيوانات نادرة، حلي وتماثيل وانتيكات وتحف، شباشب منزلية وملابس!! والمعني ان الأمور مستقرة، فالتجديدات والتشطيبات في قصور مارينا تجري علي قدم وساق استعدادا لصيف اخر في مارينا نفسها، لرموز النظام المدحور انفسهم، والمتهم الهارب حسين سالم الذي اهدي مبارك قصر شرم الشيخ بخمسمائة ألف جنيه »وثمنه الحقيقي يتجاوز عشرين مليونا« ارسل متخفيا تحت اسم اميرة سعودية يسترد متعلقاته الشخصية التي لا يمكن ان يستغني عنها اثناء اقامته المؤقتة في الخارج! لكن الاستاذ السباعي تجاوز الجميع، كما انه يعد نموذجا ساطعا علي هرتلة النظام المدحور الذي يرفض رموزه الكبار والصغار ان يصدقوا ان الشعب اسقطه بثورة دفعنا ثمنها آلاف الشهداء والجرحي. الفضل طبعا في كشف مأساة السيد السباعي يعود للاستاذ يسري فودة في برنامجه »آخر كلام« والحقيقة انه صاحب افضال عديدة من بينها ذلك المستوي الرفيع من التناول الاعلامي المحايد والمسئول في الوقت نفسه. والسيد السباعي كما هو معروف، بطل قصة لفافة بانجو الشهيد خالد سعيد، وما جري في السجن لأيمن نور، واذين الرئيس السابق، والجثة »مجهولة الهوية« التي سلمها تحت تهديد السلاح كما قال الناس لا علاقة لهم بها، ولم ينس السباعي ان يطمئن يسري فودة، وبكل وقاحة ان فريد حشيش صاحب البلاغ ضد السباعي »هيتربي«، وهو ما جري بالفعل بعد ساعات قليلة حيث تم حبس - أو بكلمة الدلع حجز - صاحب البلاغ وضربه علي يد البلطجية بتواطؤ ضباط الداخلية. الحكاية اذن ليست مجرد غباء، والسباعي يفتخر الان بعد الثورة وبعد حل جهاز أمن الدولة ان أمن الدولة اختاره لمنصبه ابدا ليست مجرد غباء فقد حبس فريد حشيش الذي قدم عشرات المستندات التي تثبت تواطؤ السباعي مع ضباط الداخلية وضد الشهداء. الاقرب ان السباعي نموذج علي اختراق الثورة المضادة للجهاز الاداري للدولة، بل ولجزء حساس من هذا الجهاز. والاخطر ان السباعي مسنود وقادر علي ان يحبس الرجل الشريف صاحب البلاغ، وكأن النظام القديم مازال قائما، وكيف تحجز النيابة صاحب البلاغ ولا تأمر بالتحقيق مع المتهم الحقيقي طبقا للمستندات التي قدمت بالفعل؟ يكفي فقط أن نعلم ان السباعي المسنود والذي مازال يملك كل هذا النفوذ، ويبتسم للكاميرا ويلوح بيديه ويدلي بالتصريحات، هذا السباعي قدمت ضده 641 شكوي أمام النائب العام، طبقا لما ذكره فريد حشيش، لاعادة تشريح جثث الشهداء لشك اهلهم في التقارير. السباعي اذن ليس مجرد مصاب بالغباء السياسي، والقضية ليست مجرد خلل في جزء من الجهاز الاداري، بل شكل من اشكال اختراق الثورة المضادة، واستمرار وامتداد نفوذها بعد مرور أكثر من ثلاثة شهور علي اندلاع الثورة. أما المواجهة فيجب ان تكون سريعة وحاسمة، ولدي النائب العام الان البلاغ الذي قدمه نبيه الوحش المحامي ضد السباعي ويحمل رقم 2207 وكل ما هو مطلوب ان يتم التحقيق في هذا البلاغ والبلاغات الاخري التي قدمها فريد حشيش وشكاوي أهالي الشهداء، مع توفير جميع الضمانات القانونية للمتهم السباعي أحمد السباعي وضمان محاكمة عادلة له، علي الرغم من كل ما نسب إليه.