تحول الدكتور السباعي أحمد السباعي كبير الأطباء الشرعيين إلى منصة دعاية متنقلة للدفاع عن الداخلية وعن رجال الأمن المتهمين بقتل خالد سعيد ، ليس هذا وحسب ، بل ودعاية للحزب الحاكم وللنظام السياسي المصري بكامله ، وهذا ما يؤكد كلام محامي الضحية ومعه كثيرون على أنه شخص مطعون في حياديته ولا يمكن الاطمئنان إلى التقرير الذي أصدره ، طوال الأسبوع الماضي والصحف الحكومية وصحيفة الحزب الوطني أيضا تنشر تصريحات "الزعيم" السباعي ، والتي يحاول فيها التأثير على مجريات التحقيق ، ليقول أنه من المستحيل أن تكون اللفافة قد تم إدخالها عنوة إلى بلعوم القتيل ، ثم يعود ليقول بأنه لا يمكن "تصور" أنهم ضربوه على رأسه ليغيب عن الوعي ثم يحشروا اللفافة في بلعومه ، ثم يعود ليقول أن الإصابات التي لحقت بالقتيل سطحية وبسيطة ، ثم يعود ليقول أنه لا يفهم سر دفاع "البعض" عن هذا القتيل ، ثم يعود ليؤكد هذا الكلام في صحف أخرى وكأنه يؤدي مهمة طلبها منه البعض ولا حيلة له في الامتناع عنها ، ثم يعود ليقول في صحيفة قومية محسوبة على أحمد عز بأن هذا التشكيك في واقعة خالد سعيد يكشف عن أن مصر مستهدفة من الخارج ، وهناك رغبة في تشويه صورة مصر ، وأنا لا أعرف بالضبط ما هي قيمة هذا السباعي لكي يتحدث باسم مصر ، هزلت والله يا سباعي ، لماذا لا تحترم نفسه وتحترم وظيفتك وتحترم مكانك وتحترم قدرك وتلتزم الصمت بعد أن قدمت تقريرك الذي طلبته منك النيابة العامة ، هل هناك ما يخيفك من أن تتجاهل النيابة تقريرك مثلا أو أن يتم عرض الملف الطبي على جهة أخرى مستقلة ، ثم من الذي فوضك للحديث باسم مصر يا سباعي ، من أنت حتى تتكلم باسم مصر ، لماذا تتقمص دور رئيس الجمهورية أو الزعماء التاريخيين لكي تتحدث مثلهم باسم مصر ، المثير للدهشة أن بعض حوارات السباعي التي نشرتها صحف الحكومة باحتفالية كبيرة ، وبعضهم نشرها على يومين متتاليين ، وهو ما يندر حدوثه مع الزعماء الكبار ، وليس لطبيب شرعي ، بعض هذه الحوارات نفى فيها حاجة الطب الشرعي إلى الحصانة ، وعندما سأله محاوره عن مطلب توفير حصانة للطب الشرعي بوصفه نوعا من القضاء الطبي المؤثر على العدالة ، رفض ذلك ، وقال أن الطب الشرعي لا يحتاج إلى الحصانة ، هل يمكن أن يصدر مثل هذا الكلام عن شخص مسؤول أو حريص على النزاهة والعدالة ، إنني وبعد هذه الحوارات والتصريحات المكثفة التي أطلقها الدكتور السباعي في الصحف الحكومية بشكل يومي دفاعا عن الداخلية وهجوما على الضحية ومحاباة ومجاملة للنظام السياسي والحزب الحاكم أصبحت أميل إلى ضم صوتي لصوت محامي خالد سعيد ، بطلب ضم هذا الشخص إلى قائمة المتهمين في القضية ، على الأقل لأن ما فعله طوال الأسبوع الماضي يمثل افتئاتا على التحقيق ومحاولات رخيصة للتأثير على تحقيقات النيابة ، وأصبحت بالفعل أكثر تشككا في هذا التقرير الذي أصدره ، وإذا كان هذا الكلام نوجهه عن الطبيب الشرعي السباعي أحمد السباعي ، فإن ما تفعله الصحف الحكومية مهين بالفعل للصحافة المصرية ، ويكشف عن أن ارتهانها الصريح هو للتوجيهات الأمنية قبل السياسية ، لقد ظلوا يهزأون بالقتيل ويصفونه بأنه شهيد البانجو ، رغم أن التحقيقات جارية ولم تنته ولم تتحدد المعالم حتى الآن ، ثم بعد أن أصدرت النيابة قرارها بحبس المخبرين لثبوت اعتدائهما على القتيل وتعذيبه ، تجاهلوا الأمر تماما ، ورفضوا التعليق عليه من قريب أو بعيد ، بل إن بعضهم تجاهل الخبر كله ، كانت القضية في مبتداها بسيطة للغاية ، أخطأ اثنان أو ثلاثة من رجال الأمن ، كما أخطأ غيرهم من قبل وحوكموا ، وكان من المنطقي أن تتم إحالتهم للتحقيق والمحاكمة ، وترك الأمور تسير بشكل عادي في القضاء ، لكن اصطفاف الداخلية مع المجرمين في البداية وتحديها للرأي العام ثم حشدها للمنابر الإعلامية والصحفية الحكومية وراءها ، كل هذا الشحن والتوتر العبثي أثار الرأي العام وجعله يحتشد ضد الداخلية وضد السلطة كلها وتسبب في إحراجات هائلة للنظام السياسي محليا ودوليا ووصل الأمر إلى حد أن يطالب الاتحاد الأوربي بتحقيقات نزيهة وعادلة ، في إشارة ضمنية إلى عدم الاطمئنان إلى عمل المؤسسات القضائية المصرية ، الحكومة هي المسؤول الأول عن هذه الأزمة ، وكما قالوا : اللي حضر العفريت يصرفه ، أو يحترق بناره . [email protected]