قد لا تكون قائمة المائة شخصية التي تختارها مجلة "تايم" الاميركية سنوياً قادرة علي اقناع البعض بانها موضوعية ومحايدة بشكل علمي, لكن من الموضوعية ان نقول ان نصفها أو أكثر يستحق هذا الاختيار. انهم الاكثر تأثيراً في الناس. والمقياس في هذا: تأثيرهم وقوتهم وقيادتهم. والمجلة تقول "انهم غيروا حياتنا وتركوا علاماتهم علي طريقنا, ولن نكون كما نحن اليوم بدون هؤلاء". وأهمية قائمة "المائة" انها لا تخضع لمقاييس المناصب والثروات, فتلك الشخصيات تضم فنانين وناشطين ومصلحين وباحثين وقادة صناعة ورؤساء دول وسياسيين وحتي قادة ميليشيات اثبتوا ان أفكار بعضهم, وليس أي أمر آخر, أطلقت شرارة الحوار والمعارضة.. وحتي أحياناً الثورة. من كان يصدق قبل ثلاثة أشهر فقط ان شاباَ مصرياً نحيلاً مجهولاً سيتصدر قائمة مجلة "تايم" الشهيرة متخطياً كل القادة والسياسيين والعلماء والناشطين والاثرياء والفنانين والمبدعين؟ كيف فعلها هذا الشاب وائل غنيم؟ بل علينا ان نتوقف عند المدي الذي فعله هذا الاسم لكي يكون علي رأس قائمة أكثر الشخصيات تأثيراً علي مستوي العالم وليس مصر وحدها. يكفي ان نعلم ان الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما احتل المركز 86 في القائمة, بينما احتلت زوجته ميشال المركز 22 , وان الجنرال بترايوس مخطط ومنفذ انقاذ سمعة الجيش الامريكي الذي غرق في مستنقعات العراق احتل المركز 67. بل ان هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الاميركية التي اختارتها المجلة ضمن قائمتها السنوية احتلت الموقع 43 تحت عنوان: دبلوماسية في العالم.. والبيت! ولا نتجاوز أشهر مذيعة تلفزيونية أمريكية اوبرا وينفري التي احتلت المركز 50 الذي قد لا يقبل به مذيع عربي من الدرجة الثالثة لا يعرف غير سؤال "كيف تقرأ ما حدث؟"! واذا كان اختيار العربي المصري والمثقف العصري وائل غنيم في المركز الاول أسعد الشعب العربي, فان اختيار شخصيات عربية أخري أمر موضع جدل مثل زعيم جيش المهدي في العراق مقتدي الصدر في المركز 44 وسيف الاسلام القذافي زعيم كتائب القذافي في ليبيا في المركز 47 وحسن نصر الله زعيم ميليشيات حزب الله اللبناني في المركز 48. والملاحظ ان وزيرة الخارجية الاميركية تقدمت علي هؤلاء الثلاثة بمركز متقارب, بينما تقدم الثلاثة علي المذيعة اوبرا وينفري بمركز متقارب! ومثل كل عام فان القائمة منوعة ومن مختلف الجنسيات, وان غلبت عليها الجنسية الاميركية, فالعشرة الاوائل مثلاً يضمون بالاضافة الي خبير الانترنت وائل غنيم, خبيراً اقتصادياً ومديراً تنفيذياً لمؤسسة اتصالات وممثلة كوميدية وناشطاً تعليمياً ومؤسس "الفيس بوك" ومطوراً للالعاب والمستشارة الالمانية انجيلا ميركيل ومؤسس موقع "ويكيليكس" ومؤسسة "المؤسسة الوظيفية غير الربحية". عدا هؤلاء نجد جو بايدن نائب الرئيس الامريكي في الموقع 14 والرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي في المركز 32 والامير البريطاني وليام وعروسه كيت ميدلتون في المركز 40 ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في المركز 58. ومغني الراب التونسي الذي غني لثورة تونس حمادة بن عمور الملقب بالجنرال وقد احتل المركز 74. .. مجلة "تايم" فخورة بما فعل هؤلاء المائة.. والعرب فخورون بما فعل وائل غنيم.. أول هؤلاء المائة.