بانتهاء حرب عام 7691 وصدور قرار مجلس الأمن رقم 242 في نوفمبر 7691 وهو القرار الذي نص علي عدم شرعية ضم أراضي الغير بالقوة المسلحة مع انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب استمرت إسرائيل تماطل في تنفيذ القرار. الأمر الذي جعل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يرفع شعار »ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة« واتفقت معظم الدول العربية علي هذا المفهوم. وبتولي الرئيس الراحل أنور السادات برزت رؤية مصرية أخري تؤمن بحتمية الحرب ولكنها تعتبرها وسيلة من ضمن وسائل أخري يمكن استخدامها وأطلق علي هذا التعبير استراتيجية استخدام القوي الشاملة للدولة العسكرية والسياسية والاقتصادية وتبنت الدولة هذا المبدأ وعليه كانت حرب أكتوبر 3791 هي الإرادة الأولي لكسر جمود الوقف وخلق موقف استراتيجي جديد يقلب الأوضاع والموازين ويهيئ الظروف لاستخدام القوي الاقتصادية بالتعاون مع الدول العربية المنتجة للبترول التي أعلنت عن خفض الإنتاج 5٪ شهرياً ووصل في مارس 4791 إلي 52٪ في نفس الوقت الذي قطعت 22 دولة افريقية علاقاتها مع إسرائيل.. وتزايد التحرك السياسي والدبلوماسي المكثف الذي أدي إلي اتفاقيات فض الاشتباك الأول والثاني وعقد مؤتمر دولي للسلام بجنيف في ديسمبر 3791 وبذلك يكون قد تم تحرير جزء من سيناء باستخدام القوة العسكرية والبدء في استخدام القوة الاقتصادية والسياسية مستغلة ما تحقق من انتصار عسكري.. استمر الصراع السياسي إلي أن قام الرئيس الراحل أنور السادات بزيارته التاريخية إلي القدس عام 7791 وما أحدثته من نتائج إيجابية تمخضت في النهاية إلي عقد اتفاقيات كامب ديفيد ثم معاهدة السلام التي قامت علي إثرها إسرائيل بالانسحاب من شبه جزيرة سيناء إلا أنه حدث توتر في الموقف في 51 مارس 2891 بشأن الاختلاف في تحديد موقع 41 علامة حدودية تشمل النقطة 19 الخاصة بمنطقة طابا.. وأبدت إسرائيل رأياً بتأجيل الانسحاب من المرحلة النهائية لحين الوصول إلي حل يرضي الطرفين، لكن مصر أصرت علي الانسحاب من سيناء في الموعد المحدد لانتهائه في 52 أبريل عام 2891 طبقاً لمعاهدة السلام وإرجاء موضوع الخلاف مع اجتماع لجنة مشتركة للدراسة ووضع اتفاق يرضي الطرفين أو التوجه للتحكيم كما جاء في المعاهدة. وفعلاً تم تنفيذ الانسحاب من سيناء في الوقت المحدد ورفع علم مصر في 52 أبريل 2891 وحوّل موضوع نقاط الاختلاف علي خط الحدود الدولية إلي التحكيم الذي استمر التفاوض بشأنه حتي صدر حكم هيئة التحكيم بعودة طابا إلي مصر وتم تنفيذ الحكم يوم 51 مارس 9891 وبذلك يمكن القول بأن سيناء تحررت بالحرب والسياسة والتحكيم.