بعد أن كانت مرساة صغيرة علي ضفاف النيل بالقاهرة لاستقبال ثمار البلح الواردة من الصعيد وتوزيعها بأسواق القاهرة والجيزة، تحولت المرساة والسوق الصغير بمرور الزمن إلي منطقة تجارية شهيرة في قلب العاصمة تعرف باسم وكالة البلح.. وتعرض الوكالة بضائع متنوعة من خردة السيارات حتي الملابس والأقمشة، وطالما كانت الوكالة مقصدا للأسر الفقيرة يشترون منها ملابس العيد والمدارس وكسوتي الشتاء والصيف خاصة أن أغلب الملابس المعروضة إما تصميماتها قديمة أو مستعملة وفي أفضل الأحوال تكون من بقايا التصدير وتباع بأسعار منخفضة.. ومع اقتراب العيد واستمرار موجة الغلاء التي قضت علي ميزانية الأسرة خلال تجهيزات استقبال شهر رمضان من شراء الياميش والسلع الغذائية، وجدت الكثير من الأسر في وكالة البلح ملاذا مناسبا لشراء ملابس العيد التي تعرضها المحلات الأخري بأسعار باهظة. ومن داخل وكالة البلح لاحظنا أن أغلبيه الملابس المعروضة ماركاتها عالمية لتتحول الوكالة من سوق للفقراء إلي مركز تسوق للأغنياء.. التقينا محمد أحمد مخيمر أحد أصحاب بالات بيع الملابس المستعملة، والبالة هي الحامل الذي يعرض عليه كل تاجر بضاعته – حيث أكد أن الإقبال علي الشراء انخفض عن العام الماضي بنسبه 40 % ويرجع ذلك لأسباب كثيرة منها أن البالات الموجودة داخل الوكالة أغلبيتها مستوردة وأن البالة التي كنا نستوردها ب 7 آلاف جنيه ارتفعت تكلفتها إلي 12 ألف جنيه مؤكداً أن القطعة التي كانت تباع ب 20 جنيها أصبحنا نبيعها ب 40 جنيها كما أن القطعة التي كانت تباع ب 50 جنيها أصبحنا نبيعها ب 100 جنيه. اتفق معه سعيد مصطفي صاحب إحدي البالات قائلاً رغم أن الوكالة من أرخص الأماكن علي مستوي مصر لبيع الملابس وكان الزبون الذي يدخل لا يشتري أقل من 8 قطع ورغم حلول موسم عيد الفطر إلا أن الإقبال قليل. التقينا أيضا بأصحاب المحلات داخل الوكالة ولاحظنا أنه لا يوجد اختلاف كبير في السعر وأن الأسعار في محلات الوكالة تعتبر أقل بكثير من محلات وسط البلد والمناطق الراقيه، يقول مدحت جلال صاحب أحد المحلات إن هذا الموسم مختلف عن جميع المواسم حيث شهد انضمام فئات جديدة من أبناء الطبقات الغنية لزبائن الوكالة. ومن جانبه قال إبراهيم كمال صاحب أحد المحلات إن معظم الزبائن لا يأتون إلي الوكالة إلا بعد مرورهم علي محال وسط البلد للوقوف علي الأسعار ومدي انخفاضها ومقارنتها بالأسعار في الوكالة حيث يتفاجأون بالتناقض الكبير في الأسعار بين محلات وسط البلد ومحلات وكالة البلح، خاصة عندما تكون نفس الملابس بنفس الشكل ولكن السعر مختلف، وبشكل جذري ،وقال إن القميص الكلاسيك الذي يباع داخل الوكالة ب 40 جنيها يباع في وسط البلد بسعر لا يقل عن 120 جنيها والقميص الكتان يعرض في الوكالة 45 جنيها وخارجها يباع بسعر يبدأ 110 جنيهات، أما القميص الكاجوال فيعرض بسعر 35 جنيها في وسط البلد يباع بسعر 70 جنيها والجينز المستورد 90 جنيها يباع 170 جنيها في وسط البلد، أما بالنسبة للتيشرت الرجالي 50 جنيها ويعرض 110 جنيهات بوسط البلد والفستان الحريمي 60 جنيها سعره في وسط البلد لا يقل عن 150 جنيها. تقول عزة أمين – موظفة – إنها جاءت إلي الوكالة بصحبة أبنائها بعدما فوجئت بالأسعار داخل محلات وسط البلد.. قالت لدي ثلاثة أطفال وعندما سألت عن سعر الطقم للطفل الواحد فوجئت أن أقل سعر للطقم لا يقل عن 600 جنيه أي أنني مطالبة بتوفير 1800 جنيه لشراء ملابس العيد ولذلك قررت أن أتوجه إلي الوكالة، وبالفعل اشتريت ملابس العيد لأبنائي الثلاثة بسعر لا يتعدي 700 جنيه، وأكدت أن الملابس التي اشترتها من الوكالة جيدة وجديدة ولا تختلف كثيرا عن ملابس محلات وسط البلد. وقال محمود عوني _موظف _ إنه قام بشراء 4 فساتين لأبنائه من الوكالة سعر الفستان الواحد ب75 جنيها، وأن الخامات جيدة والملابس جديدة وأسعارها لا يوجد مثلها خارج الوكالة.