(اختفاءات سعاد حسني الثلاثة) ليس فقط أحدث الافلام عن سعاد حسني، والحاصل علي جائزه بينالي الشارقة هذا العام، ولكنه حكاية عاطفية جدا، أكتشفت خلاله المخرجة (من أصل لبناني) رانيه اسطفيان تاريخها وملامحها.. حين كانت رانية تتابع دراسة السينما في استراليا ، عرفت كل انواع السينما في العالم.. اليابانية، والفرنسية، والامريكية باستثناء السينما العربية والتي لم تدرج في المناهج ،ولم تعرف عنها شيئا00 لكن رانيه تعرفت علي افلام سعاد حسني عبر شرائط الفيديو، وكان الاكتشاف المذهل بالنسبة لها، وجدت أن الافلام المصرية ممتعة كافلام هوليود، وان ثمة اشياء عميقة تربطها بهذه النوعية من الافلام، فكانت رسالتها للماجستير عن سعاد حسني ( صورة البطلة في السينما المصرية الشعبية).. موت سعاد حسني الفاجع ، وحياة المخرجة اللبنانية في لندن ، في نفس المنطقة التي سكنتها سعاد حسني، دفعاها لتقديم الفيلم.. تحية لسعاد حسني ايقونة السينما العربية ، وتحية لعصر كان غنيا ومنفتحا في الانتاج السينمائي،وتحية لشرائط الفيديو التي ربطتها دائما بهويتها.. يبدأ الفيلم باقتباس من مسرحية العاصفة لشكسبير (هكذا خلقنا كأننا أطياف أحلام00وحياتنا القصيرة يكتنفها الكري).. 3 فصول تنتهي بالموت هي تراجيديا الفيلم ،ومن بين مئات الساعات ولقطات الافلام، شكلت المخرجة وهي نفسها المونتيرة، مايشبه السيرة لسعاد حسني، اعادت استخدام اللقطات بحيث تجسد التبدلات والتحولات في حياة سعاد حسني، في الشكل وفي الاداء،ثمه بعد تسجيلي او توثيقي، لكن سؤال الهوية هو ما يشغل الفيلم ويشغل مخرجته ايضا ، فقد كانت سعاد حسني بالنسبة إليها الجسر الي السينما العربية.