هو بالتأكيد شهر"مبارك" ؛ أوله "مظاهرة" وأوسطه "موقعة" وآخره عتق من النظام. ثبتت رؤية هلال ثورة شهر يناير المعظم يوم 25 . وأعلن مفتي الديار الثورية ان كل من يقع علي خط واحد مع مصر يحق له ان يبدأ الثورة مع فجر هذا اليوم مع مراعاة فروق الظروف . وحدد المفتي الدول التي تشارك مصر في جزء من ليل الديكتاتورية الحالك، وجزء من نهار الحرية ب : ليبيا، تونس، سوريا، اليمن ، البحرين، وذلك بعد أن تبين الخيط الاسود( الاستبداد) من الخيط الابيض( الديمقراطية) من الفجر(الثورة). وبعد ثبوت رؤية هلال الثورة انطلق مدفع الامساك عن الظلم والذل والهوان والطغيان والاستبداد. وقد اعتكف الثوار في العشر الاوائل من فبراير ليسقط الرئيس في اليوم الحادي عشر، يوم العيد الذي أفطرت فيه مصر علي العزة والكرامة بعد صيام 30 عاما . في شهر يناير المعظم صفدت شياطين مباحث أمن الدولة ورجال الحزب الوطني وغلقت مقار الحزب وفتحت ابواب جنة الحرية. وتحول غزاة موقعة الجمل الي "مكسرات" في المحاكم ، وكانت نافلة قيام الليل حاضرة في صد قنابل المولوتوف ورصاص القناصة ليلة الاربعاء الدامية ، وحين انتهت الموقعة علي خير غطت موائد الرحمن جميع ارجاء ميدان التحرير فكان كل ثائر يحضر طعاما له ولعشرة من اخوانه المعتكفين في الميدان. وردد الجميع دعاء ساعة انطلاق مدفع الثورة : " اللهم اني لك ثرت وعلي رزقك أفطرت وبك آمنت ، ذهب الطاغية وابتلت عروق الثائرين وثبت الاجر ان شاء الله، ياواسع الفضل اغفر لي ما قدمت وما أخرت، الحمد لله الذي أعانني فثرت ورزقني فهتفت" ، اما تراويح الثائرين فكانت نداءات باسقاط النظام وأدعية بنصرة مصر"الله اكبر وتحيا مصر". وكان للاطفال ايضا أهازيجهم " يا مطبل لمبارك يا خاسر دينك، كلبتنا السودة هتقطع مصارينك" وتابع الجميع من الميدان قناة (الثورة والناس) التي بثت مسلسلات (يتربي في سجنه حمادة "عز"و) وجرانة والمغربي (علي خطي ال"حبيب" العادلي) ، (العار) ، (سوزان وفيلاتها الخمسة) ، (ملكة في المنفي) (ماما سوزان في القسم) (مذكرات سيئة السمعة) ( جمال مبارك: "حرمت يابابا") (صفوت الشريف: " الفوريجي") . ( حسن عبد الرحمن، عدلي فايد، احمد رمزي" موعد مع الوحوش"). اما الفزورة التي حيرت مصر فكانت بخصوص سر تأخر الثورة وظل السؤال لماذا بقيت الثورة هي الفريضة الغائبة، واختفي الجهاد الحقيقي ضد الحكام الظلمة، وانتظرها المصريون اكثر من ربع قرن وتعرضوا لكثير من الذم بسببها بإدعاء أنهم يريدون التغيير دون دفع ثمنه، بل اكثر من ذلك قيل عنهم ان كلا منهم ينتظر الاخر كي يخرج علي النظام شاهرا هتافاته حتي ظل الجميع مع القاعدين . رغم كل هذا القدح في همة وكرامة المصريين اذا بثوارنا الافذاذ يهتكون كل الاستار ويخرجون علي الدنيا بالملايين ليكتبوا نهاية النظام«. والحمد لله ..صمنا..صمنا..وأفطرنا علي ثورة. خير البر عاجله: اطلبوا الثورة من مصر ولو في الصين.ّّّّ. قرأت ان حملة في بكين تدعو عبر شبكة الانترنت لتنظيم مظاهرات اسبوعية علي غرار الثورة المصرية.الفارق ان المظاهرات المليونية في الصين تعتبر"فكة" فهي هناك يمكن ان تكون "تمن" او ربع مليارية. وهكذا نستورد من الصين فوانيس رمضان ونصدر لها فوانيس يناير. وحتي هذه الفوانيس المستوردة من الصين لشهر الصوم القادم تأثرت هي الاخري بالثورة، فقد تم الاتفاق مع المستوردين علي ان تكون كلها علي شكل مبارك وسوزان وجمال وزكريا عزمي وصفوت الشريف واحمد عز وعمر سليمان وحتي الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان. سيتم تحميل فانوس مبارك بهتافات ميدان التحرير"الشعب يريد إسقاط النظام" و" مش هنمشي هو يمشي"، وسوف يتحرك رأس مبارك ويداه في الفانوس بإشارة الرفض، أما فانوس عمر سليمان فسوف يحمل نص خطاب تنحي مبارك ثم صيحات أفراح الجماهير في ميدان التحرير. فانوس احمد عز سيحمل تسجيل لعبارته الخائبة"تحية لجمال مبارك مفجر ثورة التطوير"، في حين أن فانوس صفوت الشريف سينطق بعبارة"نحن نعيش أزهي عصور الحرية، زغردي ياخالة بهية". لم نتخلص من رئيس عجوز ليأتينا عدة عواجيز. جميع المرشحين للرئاسة - مع كل التقدير لهم- بعضهم فوق السبعين(عمرو موسي والفريق مجدي حتاتة والفريق محمد علي بلال) ورابعهم علي مشارف السبعين( د.محمد البرادعي) واحدهم عند الستين(المستشار هشام البسطويسي) والشاب فيهم( حمدين صباحي عمره 57 عاما، وهم جميعا يعتبرون ( جدو) او ( اونكل) لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون( 45 عاما) والرئيس الامريكي باراك اوباما(50عاما). فكروا جيدا لان منصب الرئيس ليس مكافأة نهاية الخدمة، ورئاسة الجمهورية ليست قهوة المعاشات وقصر الحكم ليس ناديا للمسنين. إلي هؤلاء المرشحين: نحتاج لمن يلحق آخر الناس بأولهم كما فعل الخليفة العادل عمر بن الخطاب. لا من يفقر اوسط الناس كما فعل مبارك. لو أن قوة النيران التي استخدمت ضد المتظاهرين في سوريا، قد وجهت لاسرائيل، لتحررت الجولان، وبقي بشار ينعم في هدوء بسوريا المحررة. لكن من شابه اباه فما ظلم.هل نسيتم الرئيس حافظ الاسد الذي قصف مدينة حماة عام 1982 وقتل أكثر من 20 ألف سوري.حقا أسد علينا(الاب والابن) وامام اسرائيل نعامة.