»العباسي » من المساجد الشهيرة في رشيد ومصر، وقام بتشييده محمد بك طبوزادة وكان من كبار أعيان ووجهاء دمياط، ويقع علي شاطئ النيل جنوبالمدينة رشيد وله مئذنة بجوارها قبة رائعة الجمال ويتميز بجمال الطوب المزركش الذي تم تشييده به، مما جعله مثل اللوحة الفنية الجميلة، وكان المسجد أحد المساجد التي انطلقت منها موجات المواجهة من أبناء رشيد والتي تكللت بالانتصار علي الحملة الإنجليزية بقيادة »فريزر» عام 1807 ويتميز المسجد بواجهته الشرقية المبنية بالطوب المنجور ويتوسطها المدخل الذي يقع داخل حجر بارز يرتفع عن الواجهة وتعلوه شرفات تتوسط الحجر حنية بها عقد ثلاثي يعلو الباب عتب عليه كتابة بالخط النسخ البارز تشير لمنشئ المسجد، ويعلو العتب منور به كتابات كوفية هندسية لكلمات » محمد رسول الله »، ويتكون المسجد من الداخل من ثلاثة بلاطات بينها بائكتان والسقف من الخشب، أما المحراب فهو عبارة عن »حنية » نصف دائرية يتوجها عقد مدبب يرتكز علي عمودين رخاميين، أما باطن العقد مزخرف بالخوصات التي تقوم علي مقرنصات، وزينت كوشتا المحراب بزخارف الطوب المنجور والعناصر الهندسية بالجص. ويقع الضريح بالزاوية الشمالية الشرقية داخل غرفة تحمل قبة ترتكز علي حنايا ركنية مفصصة ترتكز علي أكتاف حلزونية والقبة من الخارج ذات خوصات، ويتوسط واجهة الضريح حجر بارز تتوسطه أيضا »حنية» يعلوها عقد ثلاثي، والباب من الخشب المطعم بالعاج والصدف ويتكون المنبر من الخشب الخرط المتنوع والحشوات وليست عليه أي كتابات، فيما توجد »دكة المبلغ» علي محور المحراب وهي من الخشب تقوم علي عمودين ومزخرف باطنها بزخارف نباتية هندسية وتتكون المئذنة من ثلاثة أدوار وشرفة تقوم علي مقرنصات، وتقع علي محور المحراب، زين بدنها من الخارج بزخارف بلاطات القاشاني وزخارف جصية. ويوضح محمد تهامي مدير عام منطقة الآثار الإسلامية برشيد أن مسجد العباسي من المساجد التي يقبل عليها المصلون، وخاصة في شهر رمضان المبارك لأداء صلاة التراويح نظرا لموقعه المتميز علي شاطيء نهر النيل ومكانته التاريخية، ويشير إلي أن المئذنة والقبة تحتاجان لترميم للحفاظ عليهما، وقد تم مخاطبة قطاع الآثار الإسلامية بوزارة الآثار لإدراجهما في خطة الوزارة وننتظر الموافقة بحيث يتم البدء في الترميم بمجرد الحصول عليها وتخصيص الميزانية المطلوبة.