كعادتي حرصت خلال زيارتي لمدينة نيويوركالامريكية أن التقي بعدد كبير من ابناء الجالية المصرية التي تتركز اغلبها في ولاية نيوجيرسي ،في هذا العام كان تركيزي أكثر علي شباب الجيل الثاني والثالث من أبناء المهاجرين فوجدت اختلافا كبيرا بينهم وبين الآباء المهاجرين الذين انشغلوا بتأمين حياتهم بعد وصولهم للولايات المتحدةالامريكية ولم تكن لديهم الفرصة ليمارسوا العمل العام وينخرطوا في المجتمعات الأمريكية بشكل يحقق لهم انتشارا متميزا كمواطنين أمريكيين من جنسيات اخري، عكس الابناء الذين جنوا ثمار مارزعه الآباء الذين لم يبخلوا عليهم بتوفير أفضل فرص التعليم سواء في المدارس أو في الجامعات فيما بعد فإذا بهؤلاء الابناء يحاولون تعويض مافات آبائهم من فرص جيدة يمكن استثمارها حتي يكون وجود المصريين في الولاياتالمتحدة مؤثرا وفاعلا. انتبه جيل الآباء كذلك إلي أهمية الامر وأخذوا يشجعون ابناءهم علي ممارسة السياسة والانخراط في المجمتعات الامريكية بقوة والانضمام للاحزاب السياسية التي تتيح لهؤلاء الشباب أن يتمرسوا علي السياسة وهم في سن الشباب وربما الطفولة في بعض الأحيان لضمان تخريج جيل سياسي واع بمستقبل بلاده والعالم كله كما يلعبون دورا مهما في اختيار الرئيس الامريكي ويؤثرون بقوة في قراراته. لم يقتصر نشاط أبناء وبنات الجيل الثاني من المهاجرين علي ممارسة العمل العام داخل أمريكا فقط بل بدأوا يتجهون لممارسة هذا النشاط لداخل المجتمع المصري من خلال الاستفادة بتجاربهم الأمريكية في خدمة المجتمع بشكل عملي فتم الاعلان مؤخرا عن إطلاق مبادرة من الجيل الثاني من شباب المصريين بالخارج لدعم المستشفيات العامة في المناطق الفقيرة ماديا وتكنولوجيا منسقة المبادرة نورهال صابر طالبة مصرية امريكة تدرس الدبلوماسية والعلاقات الدولية بجامعة ستينن هول وتشرح فكرتها ببساطة قائلة: أن كل مجموعة من الشباب يمكنها ان تساعد في رفع مستوي مستشفي او وحدة داخل مستشفي مشيرة إلي أن العناية بصحة محدودي الدخل والاطفال يمكن أن تصنع فارقا كبيرا في المسار الاجتماعي والاقتصادي لتلك الاسرة أما دولت سويلم عضو المجلس القومي للمرأة، المصريين بالخارج فقامت بزيارة القري والمناطق النائية في مصر لدعم تطوير التعليم فيها وتدريب، مشيرة إلي تفاعل أهالي تلك القري مع أي مبادرات للتطوير بصورة تفوق الوصف، داعية المصريين إلي الحفاظ علي لغتهم العربية مؤكدة أهمية أن يبقي المصري مصريا قبل أن يكون أمريكيا حتي ينجح وقالت أنها قامت خلال 6 سنوات بتدريب 38 ألف سيدة مصرية في القري المختلفة علي المشاركة في الانتخابات العامة واختيار ممثليهم بحرية. ايناس ومنة وبسنت عبد الرحمن بنات مصريات امركيات هاجر أباؤهن من ثلاثين عاما ورغم انهن من مواليد امريكا ولم يزرن مصر إلا مرات قليلة لكنهن يتقن اللغة العربية من خلال الأفلام والمسلسلات والأغنيات العربية التي يفضلنها علي الأغاني الغربية.وفي حواري معهن اكتشفت أنهن يعرفن عن مصر اكثير بكير مني أنا الذي لم اغادرها ويحملون لها الكثير من الاحلام والأفكار رغم صغر أعمارهن حيث لم يتخرج بعضهن من اجامعة بعد ولايزال البعض طالبات في الثانوي والاعدادي. وفي دردشة مع هؤلاء الشباب وآبائهم عن رؤيتهم للاوضاع في مصر انتقد أغلبهم تراجع مستوي المدارس الحكومية وانعدام كفاءة المدرس الحكومي مقارنة بما كان عليه الحال منذ ثلاثين عاما مضت حين كان هذا المدرس نفسه نموذجا للمدرس الكفء في البلاد العربية. وقالوا إن اساتذة الجامعات المصريين بالخارج هم من بين أفضل الاساتذة في العالم فكيف يحرم المصريون انفسهم من أن يكون لهم أساتذة بهذا المستوي، واكدوا علي اهمية الاستعانة بالانترنت وثورة المعلومات في تطوير التعليم في مصر بشكل سريع لصعوبة استمرار الوضع الراهن علي ماهو عليه، مشيرين إلي ان الشباب المصري يتمتع بذكاء واضح، وهو الامر الذي يظهر في حصول أعداد كبيرة من هؤلاء الشباب بمن في ذلك خريجي الجامعات الحكومية منهم علي منح دراسية باعداد كبيرة في أفضل الجامعات بالعالم.