أثناء مشاركتي لثورة 52 يناير الشعبية بميدان التحرير لاحظت وجود مجموعة نسوة رقيقات الحال وبأيديهن ما يشبه العريضة .. ، يبحثن في حيرة عن مسئول يعتقدن بوجوده بالميدان من كثرة ما شهدنه من أخبار علي الشاشات .. جلسن بجواري علي الرصيف لالتقاط الأنفاس بعد عناء .. سألتني إحداهن إن كنت أعرف أحد المسئولين يتواجد معنا بالميدان ذ فأجبت بالنفي .. قضيتهن باختصار : أنهن كن قد حصلن علي قروض لعمل مشاريع متناهية الصغر .. ، فواحدة منهن كانت تبيع الليمون والجرجير .. والأخري تتاجر بالملابس المستعملة .. وثالثة تقوم بتفصيل الإسدالات والإيشاربات .. وهكذا .. وكن يسددن القروض بانتظام .. إلي ان تعثرن لظروف الاضراب الاقتصادي وتوقفن عن السداد وكبديل لدخولهن السجن وبعد إهانة ومطاردة وبهدلة ذ رضخن لمشورة مكتب الإقراض بعقد قرض جديد لسداد القرض القديم .. الأمر الذي لم يتوقف عند هذا الحد .. بل تم توجيههن لمكتب آخر لعقد قرض ثالث لسداد ما سبق . والآن هن عاجزات عن سداد القروض جميعها .. وبتن مهددات بدخول السجن . ويتساءله أليست هذه الثورة لإنقاذ الفقراء .. والتي كان إحد شعاراتها الأساسية العدالة الاجتماعية .. وهل من المقبول أن يكون هناك تيسيرات وجدولة لأصحاب المليارات والملايين .. ، ومطاردة بلا رحمة لأصحاب الجنيهات والملاليم .. !! لقد رأت هؤلاء النساء د. عصام شرف علي الأكتاف بميدان التحرير وهو يعلن أن شرعيته من الشعب والبسطاء .. وهن كن يحضرن يومياً عسي أن يستمع إليهن احد .. والرسالة لدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن والعدالة الاجتماعية المعروف دائماً بأنه نصير الفقراء والمعدمين : هل يصح يا دكتور أن تدخل هؤلاء النسوة المعيلات لأسرهن السجن في عصر ثورتكم لتعثرهن وتوقفهن عن السداد .. وهل يصح ما تفعله هذه المكاتب من توريطهن في قروض متتالية لمجرد تحصيل أقساط سابقة .. أليس من العدل يا دكتور جودة تأجيل كافة الأقساط المطلوبة من أصحاب هذه القروض خلال الفترة الحالية لما تشهده البلاد من أوضاع غير مستقرة ..أم إدخال المعدمات السجون .. وتصبح أنت حينئذ مطالبا بالإنفاق علي أطفالهن بدلاً من أن يتحولوا لأطفال شوارع ..