نائب محافظ الجيزة يتابع ميدانيًا نسب تنفيذ أعمال الخطة الاستثمارية للرصف بطريق ترعة الزمر    بعد قرار البنك المركزي بخفض الفائدة.. خبراء: ينعش أسواق المال ويعيد توجيه بوصلة المستثمرين    افتتاح الدورة ال28 من معرض «صنع في دمياط» لدعم صناعة الأثاث| صور    أردوغان يتعهد بزيادة الدعم للجيش السوداني    انفجار فى ألمانيا ليلة عيد الميلاد يتسبب بحريق هائل فى منشأة صناعية    احمد عيد يرد علي حساب الدوري الإنجليزي    مسؤول إسرائيلي: التهديد الصاروخي إيراني خطير وسنعرض معلومات استخباراتية على ترامب    شبكة أطباء السودان: الدعم السريع تحتجز 73 امرأة و29 طفلة بولاية غرب كردفان    مبابي وديمبلي يتوجهان إلى المغرب لدعم هذا المنتخب في كأس أمم أفريقيا    محافظة القاهرة: استبدال التوك توك بسيارات كيوت في 5 أحياء بتسهيلات    ضبط 100 كيلو لحوم مجهولة المصدر في حملة تموينية بالخانكة    17 حالة انفصال للمشاهير في 2025.. آخرهم عمرو أديب ولميس الحديدي    صالات العرض تستقبل فيلمين جديدين بداية الأسبوع المقبل    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    أخصائي يُحذر: نمط الحياة الكارثي وراء إصابة الشباب بشيخوخة العظام المبكرة    وزير المالية: إجراءات استثنائية لخفض الدين مع الحفاظ على الانضباط المالي    إصابة 6 أشخاص إثر مشاجرة بالشوم والعصي بقنا    جمارك السلوم تحبط محاولة لتهريب كمية من البذور الزراعية الموقوف تصديرها    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    إسرائيل تتحدى العالم: لن ننسحب أبدًا وسنحمى مستوطناتنا    ختام مبهج ل «الأقصر للتحطيب»    خبير تشريعات: جولة الإعادة أكدت صعود المستقلين وبروز ملامح البرلمان الجديد    بعد عام من الانفصال.. طلاق شريف سلامة وداليا مصطفى    العائلة المصرية في برلين: مشاركة إيجابية للجالية المصرية في انتخابات «النواب»    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    تراجع معظم أسواق الخليج وسط ‍تداولات محدودة بسبب العُطلات    نائب محافظ الجيزة يتفقد المراحل النهائية لتشغيل محطة رفع الصرف الصحى بدهشور    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    جامعة بدر تستضيف النسخة 52 من المؤتمر الدولي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    بيان عاجل من الخارجية السعودية بشأن أحداث حضرموت والمهرة في اليمن    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    وزيرا «التضامن» و«العمل» يقرران مضاعفة المساعدات لأسر حادثتي الفيوم ووادي النطرون    سحب رعدية ونشاط رياح.. طقس السعودية اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق مهاب مميش ل »الأخبار« :منطقة القناة علي خريطة الاقتصاد العالمي
نشر في الأخبار يوم 30 - 05 - 2017

عرفه المصريون في الحياة المدنية يوم أن خرج إثر توليه رئاسة هيئة القناة في بدايات الثورة مطمئناً المصريين علي أن القناة ستبقي وفي كل الأحوال آمنة مفتوحة أمام الملاحة الدولية وبلا توقف .
وهونفسه الرجل الذي فاجأ المصريين يوم الإعلان عن حفر ازدواج قناة السويس، عندما سأله الرئيس عبد الفتاح السيسي عن المدي الزمني المطلوب لإنجاز العمل.. فأجاب بأن المطلوب هو36 شهراً.. وبادره الرئيس بل عام واحد فقط.. فأجاب عام وتنفذ.. ونفذ بالفعل ما تعهد به أمام الرئيس والمصريين والعالم كله.. ولهذا لم يكن غريباً أبداً أن يكلفه الرئيس مجدداً بمهمة إضافية هي نظرياً وعملياً الأصعب والأشد أهمية.. ألا وهي إدارة مشروع المنطقة الاقتصادية بكل محاوره.. انه الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للقناة وهي الهيئة التي باشر الفريق دراساتها التمهيدية.
»الأخبار»‬ التقته في اول حوار عقب اسناد الرئيس له رئاسة هيئة المنطقة الاقتصادية مؤخراً بتكليف واحد مهم وهو سرعة إنجاز مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي تغطي نطاقاً جغرافياً يقترب من ثلث مساحة الوطن كله من بورسعيد شمالاً وحتي السخنة جنوب السويس».. ويعتبر المشروع تنموياً حقيقياً يجري تنفيذه علي الأرض لإحداث طفرة اقتصادية ملموسة علي طريق تحسن الوضع الاقتصادي للدولة بما ينعكس علي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للأفراد ويفتح آفاقاُ رحبة من فرص العمل أمام طوابير طويلة من المتعطلين لا يبدوأمامهم اليوم أمل واضح في إيجاد سبل الرزق وتلبية متطلبات الحياة .. كما يعتبر المشروع نقطة ارتكاز لتنمية وتعظيم الاقتصاد المصري، بما يحقق تلبية الإحتياجات الوطنية كلها علي مدي قرن مقبل أسوة بمشروع قناة السويس في القرن التاسع عشر ومشروع السد العالي في القرن العشرين ويتبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الفريق مهاب مميش كشف كافة تفاصيل المشروع القومي العملاق لتنمية منطقة القناة، وأكد ان العمل يجري حاليا ضمن المرحلة الأولي وان استراتيجية تمويل عملية حفر ازدواج القناة تختلف كليا عن تمويل العمل بقطاعات المنطقة الاقتصادية.. واشار إلي ان الهيئة الاقتصادية تدرس حاليا نظام ضريبي خاص للمنطقة لعرضه علي مجلسي الوزراء والنواب.. حقائق كثيرة كشف عنها الفريق مهاب مميش خلال حواره مع الأخبار ..
في بداية حواري معه حرص الفريق مميش علي توجيه الشكر للدكتور أحمد درويش الرئيس السابق للمنطقة، مؤكداً علي أنه بذل جهداً مقدراً وأنه لا مسئول جديد يحل بمكان إلا ويكمل عمل من سبقوه، فبالأساس الهدف واحد وهومصلحة الدولة والشعب المصري ..
الموقع العبقري
منذ بداية التسعينات من القرن الماضي شهدت منطقة قناة السويس إطلاق عدد من المشروعات الاقتصادية التي سميت بالقومية العملاقة سواء ولم يكتب لأي منها الظهور إلي النور أوبالحد الأدني لم يسجل واحداً منها نجاحاً يذكر، فما الذي اختلف وتغير اليوم ليدعونا للتفاؤل بنجاح مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والذي يوصف بالحلم المصري العظيم ؟؟
نعم حدث ما ذكرت وتبنت الدولة عدداً من المشروعات في القطاعات الشمالية والوسطي والجنوبية من منطقة قناة السويس بينها مشروع وادي التكنولوجيا في الإسماعيلية والمنطقة الاقتصادية شمال غرب خليج السويس.. ولم يشهد وادي التكنولوجيا إقامة مشروع صناعي واحد كما لم يتحقق المستهدف من مشروع شمال خليج السويس، والقراءة المتأنية لأسباب الفشل تقول بأنه وفي المقام الأول لم تكن هناك أي دراسات جدية علمية دقيقة سبقت إطلاق هذه المشروعات، غير أن المستثمرين الذين حصلوا علي أراضي منطقة شمال خليج السويس لم ينفذوا المطلوب منهم بمد مرافق البنية التحتية في نطاقات الأراضي التي حصل عليها كل منهم وتسويقها أمام الاستثمار الخارجي وتحول الأمر في ظل غياب المتابعة إلي عملية تسقيع للأراضي وهي تشكل مساحات شاسعة ويكفي أن تعرف أن البعض حصل علي 28 كيلومتراً مربعاً ولم يستغل أكثر من 3 آلاف متر منها، والأسوأ من ذلك أن أجهزة الحكومة التي كانت تعمل علي هذه المشروعات كانت أشبه بالجزر المنعزلة التي لا يوجد بينها أي تنسيق واتصال .
أما لماذا يختلف الأمر اليوم لأن كل شئ يتم ويجري وفق دراسات علمية وهندسية جادة قام علي إعدادها بيوت خبرة عالمية متخصصة والأهم أن المشروع بكل مدخلاته ينفذ ضمن مخطط عام واحد وتشرف عليه جهة واحدة هي الهيئة الاقتصادية لقناة السويس .. ونحن في قناة السويس لم نعتد ترك أي أمر. للظروف أومن دون حساب أما العامل الأشد تأثيراً فهو توافر الإرادة السياسية لتحقيق طفرة اقتصادية بتوظيف ما لدي هذا الوطن من إمكانات وقدرات واعدة بعضها بكر .. وهنا أؤكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي التزم أمام الشعب بإنجاز هذا المشروع الحلم ونحن معه ووراءه وسينفذ.
الحوافز الاستثمارية
ما الذي تتيحه منطقة قناة السويس تحديداً ولا توفره أي منطقة أخري بمصر، وما أهم محاور ومرتكزات مشروع المنطقة الاقتصادية ولماذا تري بأن فرص الاستثمار بالمنطقة ستكون جاذبة للمستثمرين في ظل وجود منافسة إقليمية من مشروعات مشابهة بدول المنطقة ؟؟
الفكرة الرئيسية وراء إقامة المشروع بمنطقة قناة السويس هي استغلال الموقع العبقري للمنطقة الواقعة بين البحرين المتوسط والأحمر التي تخترقها لتربط بينهما قناة السويس التي يمر بها في المتوسط 50 سفينة يومياً ومقدر أن يرتفع هذا العدد لنحو100 سفينة يومياً في غضون 6 سنوات بحلول عام 2023 وهوموقع فريد علي خريطة العالم ومؤسف أننا لم نستغله أونلتفت إلي توظيفه لخدمة الاقتصاد الوطني سوي مؤخراً .. وفي الحقيقة هناك بعض الدول بالمنطقة ليس لديها نفس الميزات التي يتيحها موقع منطقة قناة السويس أستغلت ما بين يديها علي نحوأفضل منا حتي ظهور هذا المشروع للنور.. وقد أثبتت الدراسات أن الجدوي الاقتصادية للمشروع مؤكده، فكانت الرؤية بأن الأوان قد حل لوضع موقع منطقة القناة علي خريطة الاقتصاد العالمي .. وهذا ما لم يكن ليتأتي ويتحقق ابداً بكلام مرسل وأمنيات وإنما من خلال دراسات تفصيلية معمقة أجرتها بيوت خبرة عالمية متخصصة شملت المخطط العام للمنطقة والصناعات التي يمكن أن تقوم في كل قطاع منها وفق محددات تفرضها الطبيعة الجغرافية لكل قطاع وما يرتبط به من طرق ووسائل نقل وموانئ ومطارات.. وأوضح أن نطاق المنطقة الاقتصادية 6 موانئ و4 مناطق صناعية رئيسية وبينهم قناة السويس وظهيرها الجغرافي، ويعتمد إنجاح هذا المشروع علي توفير مقومات أساسية بينها البنية التحتية والمرافق الخدمية الحديثة والعمالة الفنية عالية التدريب ووضع قوانين استثمار خاصة تتسم بالمرونة وتتيح تحقيق أهداف الدولة بزيادة مدخلات الاقتصاد الوطني وتحقيق الفوائد والربحية العالية للمستثمرين من خلال تحديد حوافز استثمارية تشمل فترات سماح وأنظمة ضريبية مشجعة.. ويدخل في تقريرها دراسات مقارنة بالحوافز الاستثمارية الضريبية حول العالم وفي منطقة الشرق الأوسط علي وجه الخصوص، المقرر هوالانتهاء إلي نظام ضريبي يحقق لمنطقة القناة الأفضلية بين كل المشروعات المماثلة بالشرق الأوسط.. وقال أنه ووفقاً للمخطط العام وتوصيات المكتب الاستشاري العالمي الذي أشرف علي دراساته »‬ماكينزي» فإن كل قطاع من المنطقة جري تحديد الصناعات التي ستقام عليه، وتراعي الدراسة الفرص التسويقية الخارجية المدرة للعملات الصعبة، هذا غير احتياجات السوق المحلية وهي مهمة بمكان سيما وأن مصر البالغ تعدادها حالياً نحو90 مليوناً تشهد زيادة سكانية مطردة ما يجعلها سوقاً واعدة شديدة الثراء والأهمية.. وأن موانئ المنطقة الستة بينها ميناءان يمثلان محورين رئيسيين هما ميناء شرق بورسعيد والذي نعده القطب الشمالي للمشروع وميناء السخنة المحوري وهوقطبه الجنوبي ويختلف الميناءان عن غيرهما من الموانئ لوقوعهما علي مدخلي قناة السويس وهما بموقعهما ميناءان مفتوحان علي كل العالم شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، ما يجعلهما مرتكزين أساسيين للترانزيت وإعادة توزيع التجارة العالمية المنقولة بحراً حتي تلك التي لا تمر بقناة السويس والميناءان سيتم رفع قدرتيهما ليصبحا قادرين علي استقبال أكبر أنواع السفن والحاويات غير إقامة مناطق تخزينية وصناعية هائلة في ظهيريهما والموانئ الأربعة الأخري هي غرب بورسعيد والعريش في الشمال والطور والأدبية في الجنوب.. وكل هذه الموانئ سيتم تطويرها بزيادة »‬غواطسها» أعماقها وأطوال أرصفتها، إضافة إلي إتاحة أحدث نظم ووحدات الخدمات الملاحية والبحرية بها لضمان سرعة أعمال الشحن والتفريغ، وهوما يعني تزويد هذه الموانئ بأحدث واكبر الأوناش والخدمات البحرية المتقدمة.. ولفت إلي أن الموانئ ستخدم الأنشطة الصناعية في المنطقة والتي تقوم علي مواد خام محلية ومستوردة تحول إلي منتجات يتم تصديرها عبر هذه الموانئ .
تطوير الموانئ
ماذا عن سير العمل بالمشروع، وما هي الجهات المنفذة وكيف يتم تدبيرمصادر تمويله ؟؟
يجري العمل حالياً ضمن المرحلة الأولي للمشروع ويشمل تعميق ميناءي السخنة وشرق بورسعيد تقوم علي تنفيذه كراكات هيئة قناة السويس فيما ستتولي شركة القناة لأعمال الموانئ والمشروعات الكبري »‬إحدي شركات هيئة القناة» إنشاء الأرصفة وبذلك تحقق هيئة القناة الاعتمادية الذاتية محلياً والتكامل في عملها مع الهيئة العامة الاقتصادية للمنطقة، وتسهم هذه يالأعمال في إتاحة الفرصة أمام شركات القناة لتحقيق عائدات مهمة واستغلال قدراتها وخبراتها وهي راقية ومهمة.. وفي نفس التوقيت وعلي التوازي مع أعمال تطوير الموانئ يجري تطوير المناطق الصناعية في ظهيرها لتكون جاهزة لاستقبال المصانع علي اختلاف أنشطتها المحددة وفقاً للمخطط العام، وفي السياق نفسه تم فتح قنواة اتصال مع وزير النقل لتطوير شامل ومتكامل لكل الخدمات البحرية واللوجستية، وتدريب العاملين علي التكنولوجيات الحديثة.. وفي المجمل فإن تطوير المناطق الصناعية والظهير الجغرافي للموانئ يشمل إقامة محطات لتراكي السفن السياحية ولبضائع الصب الجافة والسائلة وأرصفة الحاويات والبضائع العامة والورش البحرية وهوحجم ضخم جداً من الأعمال لايمكن إتمامه سوي علي مراحل.. وأن استراتيجية تمويل عملية حفر إزدواج القناة تختلف كلياً عن تمويل العمل بقطاعات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ذلك أنه وفي عملية الازدواج اقتصر التمويل علي مساهمات المصريين وحدهم والذين جمعوا خلال ساعات 64 مليار جنيه، والمبدأ كان أن القناة ملك خالص للمصريين ولا يجوز لغيرهم مشاركتهم فيها ولا في تطويرها، أما في المنطقة الاقتصادية فإن التمويل تدخل فيه مصادر متعددة وطنية محلية عامة وخاصة غير استثمارات خارجية متاحة للدول الصديقة وللشركات.. وأن الهيئة الاقتصادية تدرس حالياً وضع نظام ضريبي خاص لعرضه علي القيادة السياسية والحكومة ومجلس الشعب، وإنه بحث مع وزير المالية ضرورة تعديل الزيادة الضريبية التي قررتها الوزارة علي المنطقة من 10% إلي 22.5 % مشدداً علي أن الوزير تفهم الأمر وكونه يؤثر سلباً علي الجهود المبذولة لجذب الاستثمارات، ووعد بإعادة الدراسة وصولاً إلي نسبة وسط بين الرقمين لحين إقرار نظام خاص بالمنطقة يوافق عليه مجلس الشعب.
ماذا عن المنطقة الصناعية الروسية، وما الموقف الحالي لمشروع وادي التكنولوجيا وهل تقرر الاستمرار به رغم جمود جاوز 20 عاماً أم أن هناك طروحات أخري لاستغلال أرضه ؟؟
هناك خطوات كبيرة اتخذت علي مستوي الدراسات لإقامة المنطقة الصناعية الروسية ضمن المشروع لكن الجانب الروسي له مطالب من الممكن أن تكون لها تأثيرات علي المخطط العام للمشروع هذا غير أن القاعدة المعتمدة للمشروع تفرض معاملة كل الدول علي نحو متساو، وأشار إلي أن هناك تنسيقا مع وزارة الصناعة والتجارة، بهدف التوصل إلي إتفاق مشترك مع الجانب الروسي يحقق مصالح الجانبين.. وأما مشروع وادي التكنولوجيا الواقع شرق قناة السويس بالإسماعيلية في القطاع الأوسط للمنطقة، فأوضح رئيس الهيئة أن الدراسات أكدت عدم إمكانية إقامة هذا النمط من الصناعات في الموقع المختار له والواقع في بيئة صحراوية ترابية لا تتناسب مع صناعة الشرائح الإلكترونية الدقيقة والتي تحتاج إلي بيئة شديدة النقاء، وعليه فقد تقرر نقل فكرة صناعة التقنيات العالية إلي غرب قناة السويس في بيئة أقل عدائية ولتكون مرتبطة بجامعة قناة السويس، أما مصير الوادي نفسه فهوسيستغل في أنشطة صناعية أخري بعدها قيد البحث.
»‬الصناعة والاستقرار»
ماذا عن الانشطة الصناعية بالمناطق الثلاث الأخري في السخنة وشرق بورسعيد والقنطرة غرب ؟؟
ستختلف الصناعات المسموح بها في كل منطقة منها وهي تتنوع ما بين الصناعات التحويلية وصناعة السيارات وتكرير البترول والصناعة البتروكيماوية وصناعة بناء وإصلاح السفن ومراكز لوجستية للتوزيع وإعادة التوزيع غيرها، وتصنيع وصيانة الحاويات والصناعات الخشبية والزجاجية وصناعة المنسوجات إضافة إلي مراكز تموين وخدمات السفن والنقلات وكلها صناعات تقام وفق أحدث نظم وتقنيات الانتاج العالمية وتراعي إشتراطات تحول دون التلوث البيئي .. والمناطق الصناعية كلها تقع ضمن نطاقات إسكانية وخدمية تتيح للعاملين بها الاستقرار وخلق مجتمعات معتمده ذاتياً .
أحدث النظم
تفاءل الناس مع الإعلان عن بدء انتاج المرحلة الأولي لمشروع الاستزراع السمكي المقام علي امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس وكان هناك تصور بأن دخول المزارع طور الانتاج سيؤدي إلي وفرة في الأسماك وتراجع في أسعارها، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث فما هي الأسباب ؟؟
المشروع القومي للاستزراع السمكي هومن بين أهم مكونات المنطقة الاقتصادية ويقام علي الجانب الشرقي لقناة السويس في 23 من أحواض الترسيب تمتد بطول 120 كيلومتراً من جنوب شرق تفريعة بورسعيد وحتي شمال خليج السويس وبعرض من 3 إلي 5 كيلومترات لكل منها وهي مقسمة داخلياً إلي أحواض أصغر »‬عدة آلاف» ويتم الانتاج فيها باستخدام أحدث النظم وبالفعل فإن هدفه الرئيس هوسد الفجوة الغذائية من الأسماك غير تصدير كميات كبري من أفخر أنواعها والجمبري .
هي مرتبطة بمراكز لتصنيع وتجميد الأسماك ولانتاج الأعلاف، والسبب فيما ذكرت من عدم ظهور تأثيرات كبيرة علي توفر الأسماك بالأسواق هوأن المشروع بعده في مراحله التجريبية، وخلال هذه المرحلة ما يطرح فقط هوقسم بسيط من الانتاج وفي مجمعات خاصة بهيئة القناة، ولدي بعض المصدرين، وأؤكد أن المصريين سيلمسون وبصورة مباشرة تحسنا في أسعار الأسماك وفي نوعياتها ووفرتها بمجرد دخول المشروع طور التشغيل والانتاج الفعلي.
وبالمناسبة فإن المشروع ليس مقصوراً علي انتاج الأسماك وإنما هناك عدد من الأنشطة الانتاجية الأخري المرتبطة به والمعتمدة علي مخرجاته وعلي سبيل المثال تستخدم نواتج صرف المزارع السمكية من المياه في استزراع النباتات العطرية والدوائية وغابات الأشجار الخشبية، إضافة للأعلاف التي تقوم علي انتاجها مشروعات أخري تغذي مزارع لتسمين وإكثار المواشي وتقوم علي الأخيرة صناعات تكميلية من بينها دباغة الجلود .. وانتاج الأسمدة والوقود الحيوي.. وقبل أن نغادره أكد الفريق مهاب مميش أن مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بكل مدخلاته هو وبحق مشروع مصر للقرن من ناحية حجم الأعمال المطلوبة لإنجازه وما توفره من فرص العمل للشباب من مصر عموماً وأبناء منطقة القناة علي وجه الخصوص، غير ما هومتوقع من مردودات اقتصادية هائلة له، ولهذا فإن كل جزئية منه تتم وفق حسابات دقيقة جداً لافتاً إلي أن الشعب الذي أنجح القناة الجديدة بما قدمه من تمويل ومن جهد لشقها خلال عام واحد .. هونفسه الذي سيبذل كل الجهد ومن سينجح المنطقة الاقتصادية، وأمام حجم العمل والجهد المطلوبين أقول أن هذا الشعب قادر وأن الإرادة السياسية للقيادة حاضرة وبقوة ويتبقي أنه ليس لدينا أي وقت لنضيعه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.