عبدالمنعم قناوي أو صقر السويس، كما يلقبه السوايسة، يعرفه الصغار قبل الكبار في المدينة، فهو دائم الزيارة لهم في المدارس ليخبرهم مطلع كل عام دراسي بتاريخ المقاومة وبطولات الجنود والفدائيين في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، وما قدمه الفدائيون أعضاء منظمة سيناء العربية وأبطال المقاومة الشعبية في السويس. كان قناوي عضو المنظمة، أحد الردارات البشرية لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع في حرب الاستنزاف، قضي أسابيع فوق جبل عتاقة، وشهورا في عمق سيناء يرصد تحركات العدو، وعن طريق جهاز لاسلكي يمد القيادة في القاهرة بما لديه من معلومات جمعها، واستطاع عقب ثغرة الدفرسوار ان ينقذ المركز التبادلي المتقدم لقيادة الجيش الثالث في عبيده من ضربه بطيران العدو الإسرائيلي، وذلك عندما اخبر الفريق عبدالمنعم واصل قائد الجيش بتحركات العدو خلف جبل عتاقة. »3272 أجرة السويس» رقم السيارة الأجرة التي يملكها عبدالمنعم قناوي، ربما أشهر سيارة اجرة بالمحافظة ينقل بها طلاب المدارس صباح كل يوم، ثم ينتظرهم ويعود بهم لمنازلهم بالاتفاق مع أولياء أمورهم. كان عبدالمنعم قناوي أحد الرموز الذين كرمهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مؤتمر الشباب بمحافظة الإسماعيلية، والذي تزامن مع الذكري الخامسة والثلاثين لتحرير سيناء، وهو أول تكريم من رئاسة الجمهورية لقناوي الذي يري انه رفع روحه المعنوية ولا يقدر بالمليارات. ويقول عبدالمنعم قناوي، انه تلقي قبل أسبوعين اتصالا من بعض الشباب الوطني، يخبرونه انهم يعدون فيلما تسجيليا عن مدن القناة لعرضه في مؤتمر الشباب، واجروا معه حوارا كذلك الأمر مع المقاتل محمود الجلاد عضو المجموعة 39 قتال. ويشير انه لأول مرة تستدعي مؤسسة الرئاسة بعض رجال المقاومة واعضاء منظمة سيناء العربية، بمدن القناة لتكريمهم من رئيس الجمهورية، الأمر الذي يراه اهتماما بالغا من القيادة السياسية لاعطائه وزملائه في الكفاح حقهم معنويا. ويؤكد قناوي انه شعر أن الرئيس بتكريمه له وباقي الابطال بمدن القناة، يضرب بهم المثل أمام 1200 شاب حاضري المؤتمر، ليخبرهم ماذا فعل آباؤهم وأجدادهم دون مقابل، وكيف حاربوا في سبيل الله وحب الوطن، وضحوا بأرواحهم وتناسوا أي خطر وصنعوا بطولات من أجل تحرير أرض سيناء. ويقول قناوي في السنوات الماضية كانت تمر عليه وزملائه في المقاومة الشعبية الذكريات الوطنية لحرب أكتوبر وتحرير سيناء، فيحدث نفسه ويقول »صبرنا وعبرنا ومحدش عبرنا»، إلا ان تكريم الرئيس السيسي حطم لديه تلك المقولة وألغاها، وهو التكريم الذي لا يقدر بمليارات الجنيهات. ويري ان ما حدث في مؤتمر الشباب بعد 44 عاما من نصر أكتوبر، ومصافحة الرئيس لرموز المقاومة والتحدث إليهم هو أبلغ دليل علي ان الرئيس لا ينسي الابطال ودورهم، ويضعهم امام الشباب ليكونوا رموزا ومثلا أعلي ليقتدوا بهم.