محافظ السويس خلال لقائه مع أخبار اليوم في الرابع والعشرين من أكتوبر كل عام تهب رياح الفخر والشهادة علي السويس مدينة النصر أو الشهادة..حكايات وبطولات كتبها أبناء السويس بالدم دفاعا عن تراب مصر وعن المدينة الخالدة خلال حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر..أروع قصص التضحية والفداء قدمها »أبناء الغريب« يوم 42 أكتوبر عام 3791 والذي أصبح عيدا قوميا للمدينة حين فضلوا الموت علي الاستسلام للعدو.. وخلال هذه الأيام الخالدة تجسدت اروع مشاهد المقاومة الشعبية والتلاحم.. جسارة وشجاعة أبناء السويس جعلت من عناصر المقاومة الشعبية المشاركين في الدفاع عن السويس جيوش وكتائب ضخمة في أعين الصهاينة الذين فشلوا في اخضاع المدينة الباسلة..وكما صنع الاجداد والآباء البطولات والامجاد لم يبخلوا علي ابنائهم بجينات المقاومة فكانت السويس أولي المحافظات التي تتصدي للبطش والظلم وتهب لتعلن عن انطلاق الشرارة الأولي لثورة يناير من أراضيها..وتحتفل السويس هذه الأيام بعيدها القوي التاسع والثلاثين ويتمني أبناؤها تأتي الاحتفالات علي قدر تضحيات السوايسة. الشيخ حافظ سلامة: نموت ولا نستسلم الشيخ حافظ سلامة "إما أن نعيش أحرارا أو نستشهد"... هكذا كانت كلمات الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس والأب الروحي لها من مسجد الشهداء موجها نداءه للقائد الإسرائيلي الذي طلب تسليم المدينة يوم 24 أكتوبر 1973... وأضاف سلامة: إنهم يهددون بضربنا بالطائرات إذا لم نستسلم وهم يضربوننا منذ 6 سنوات فليضربونا ولكن لن نستسلم. الشيخ سلامة هو رمز النضال في مدينة السويس الباسلة كشف من خلال كتابه عن حرب اكتوبر والمقاومة الشعبية للسويس "حقائق ووثائق" الكثير من أسرار حرب أكتوبر وروح المقاومة بعد ثغرة الدفرسوار. يقول البطل حافظ سلامة: أقبلت نسمات الفجر من صبيحة اليوم الثاني للمعركة وأذن المؤذن للصلاة فازدحم مسجد الشهداء برجالنا وشبابنا، وقضيت الصلاة وألقيت كلمة جامعة عن الجهاد في سبيل الله، وما أعده الله للمؤمنين الصادقين في البلاء من إحدي الحسنيين إما النصر أو الشهادة في سبيل الله والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض، ولم يكن أمام المقاومة في بدء عملها إلا أعمال الخدمات الطبية والمعنوية، ولعمري إن هذه المهمة لا تقل في خطورتها وأثرها عن خدمة الميدان وهي من أقوي أسلحة المعركة حينما تدار لتجعل من أبطالنا الجرحي والشهداء، معين قوة لغيرهم ليستعذبوا البلاء والابتلاء في سبيل الله والوطن. وعلي الرغم من توجه بعض أعضاء الجمعية برفقتي غاضبين إلي مكتب المخابرات يشتكون من عدم وجودهم في عملية العبور فإن العقيد فتحي عباس رد عليهم قائلاً: إن هذا هو دور القوات المسلحة، وهم في حاجة إلي من ينقل جرحاهم ويضمد جراحاتهم ويدفن شهداءهم؛ فهذا الدور لا يقل عن دور المقاتل علي الجبهة. ولم أملك نفسي إلا أن أكبر وأهلل عندما اطلعت علي شهداء العبور الأول... إنهم لم يتعدوا الاثنين وعشرين شهيداً... ولقد كان دور العلماء كبيرا عندما كان يجلس أحدهم إلي جوار الجريح يطعمه ويسقيه بيديه ويمسح عنه أثر الدماء. مشكلة الثغرة يضيف حافظ سلامة: ما أطل صباح يوم الثلاثاء العشرين من رمضان 16 أكتوبر حتي بدأنا نشعر أن دورنا في المعركة قد اقترب واقترب، لقد علم شعبنا أن ثغرة قد فتحت بين الجيشين الثاني والثالث عند منطقة الدفرسوار... وكان من الطبيعي أن يواجه جيشنا هذه المشكلة وأن يعمل علي وأدها في مهدها ولكننا كرجال للمقاومة كان لا بد أن نقدر أسوأ الاحتمالات الممكنة... بحيث نتعرف علي ما الهدف الذي يريد أن يحققه من هذه الخطوة ومن ثم نعمل علي عدم تمكينه من تنفيذ رغبته هذه، وكانت غاية العدو هو أنه يريد أن يحتل مدن القناة بأي ثمن وفي مقدمة هذه المدن مدينة السويس. مفاجآت العدو ويستطرد قائلا: لم ينم أهالي السويس ليلة الرابع والعشرين من أكتوبر في انتظار مفاجآت العدو الغادر... وفي صبيحة ذلك اليوم قام العدو بغارة مركزة علي السويس تمهيدًا لدخول قواته المدرعة إلي المدينة حيث تقدمت القوات بعد انتهاء الغارة إلي المدينة التي كانت في ذلك الوقت خالية من أي وسائل للدفاع عنها ..قمنا بحشد رجال المقاومة في مسجد الشهداء استعدادًا لمواجهة شرسة مع العدو. واقتحمت قوة من أفراد العدو مبني قسم شرطة الأربعين وحاصرته بدباباتها ومدرعاتها إلا أن رجال المقاومة تصدوا لمجموعة من المدرعات، وبهذا أطلقت الشرارة الأولي للمقاومة الشعبية، اندفع بعدها شعب السويس وما تبقي من رجال القوات المسلحة في معركة دامية مع قوات العدو كانت نتيجتها تدمير جميع دبابات العدو ومدرعاته وسياراته التي اقتحمت المدينة بالإضافة إلي القضاء علي معظم أفراد العدو..كما سقط عدد من رجال المقاومة شهداء بعد يوم حافل بالمواجهات الصعبة، إلا أن الخسائر التي لحقت في هذا اليوم كسرت طموحاته في احتلال المدينة، وظل هذا اليوم يومًا خالدًا في تاريخ شعب السويس. الحرب النفسية يضيف الشيخ حافظ سلامة: في يوم 25 أكتوبر بدأ العدو في استخدام سلاح مختلف وهو سلاح الحرب النفسية فما زال متمكنًا إلي الآن من تطويق المدينة... وأرسل العدو تهديدًا إلي محافظ السويس آنذاك بتدمير المدينة بالكامل بالطائرات إن لم تستسلم خلال نصف ساعة وأن عليه الحضور ومن معه من المواطنين رافعين الرايات البيضاء. أصابت هذه التهديدات بعض المواطنين وكذلك بعض المسئولين بحالة من الفزع وكان المسئولون وعلي رأسهم المحافظ أميل إلي التسليم اعتقادًا منه أن ذلك أفضل جدا من تدمير المدينة علي من فيها... وأيده في ذلك البعض حتي ذهب بعضهم إلي أخذ أكفان مسجد الشهداء البيضاء ورفعها علي أيدي المكانس (المقشات) استعدادًا للتسليم، وعندما ذهب قائد القوات المسلحة بالمدينة العميد "عادل إسلام" لاستطلاع رأيي انا ورجال المقاومة رددت عليه قائلا : إن معني التسليم يا سيادة العميد هو أن أسلم لليهود أكثر من 10 آلاف جندي وضابط من قواتنا المسلحة، بل إني بذلك سوف أكشف الجيش الثالث بالضفة الشرقية من القناة وأسلم كل أرواح هؤلاء لأعدائنا وأعداء الإنسانية، وتصير نكسة أشد من نكسة 67 لمصر والعرب والمسلمين... إن الطيران الإسرائيلي قد مضي عليه 6 سنوات وهو يضرب المدينة فلتكن 6 سنوات وأياما. إننا إما أن نعيش أحرارًا أو نستشهد، وهنا قال العميد عادل إسلام: اعتبرني من الآن فردا من أفراد المقاومة الشعبية واستمرت المقاومة حتي من الناحية النفسية حيث قمت بتعبئة نفسية مضادة للإسرائيليين، حينما قمت بإذاعة نداء من مسجد الشهداء كرد علي الإنذار الإسرائيلي، وتوالت انتصارات المقاومة علي العدو الإسرائيلي حتي تدخلت قوات الطوارئ الدولية التي دخلت المدينة يوم 28 ورغم استمرار العدو في غاراته فإن ثبات رجال المقاومة أرغم العدو علي مغادرة المدينة دون تحقيق انتصار يذكر. مقاوم علي أنغام السمسمية : ولاد الأرض ورثوا المقاومة عن الأجداد كابتن غزالي جاوز من العمر الثمانين، بسيط محبوب تجده حينا مع الشباب الذين تنمو فيهم بذرة الشعر وأخري علي مقهي مع اصدقاء الدرب وصحبة الكفاح، شاعر مقاوم فيلسوف وفدائي..هذا هو الكابتن غزالي شاعر المقاومة الشعبية بالسويس ومؤسس فرقة أولاد الارض التي كان لها دور معنوي في صمود هذا الشعب حين رددت أغانية ليلة 25 اكتوبر 1973 بعد اقتحام القوات الاسرائيلية لمدينة السوس وظلت اغانيه سلاحا معنويا يجاور المدفع والبندقية خلال المقاومة، ويلازم حجارة الثوار وهتافاتهم عندما انطلقت شرارة الثوره من قلب المدينة الباسلة. »أخبار اليوم« إلتقت بالشاعر غزالي الذي استولد من قلب الألم والحزن والانكسار اغاني واشعار دفع بها الزمان فأصبح من التراث الشعبي وثقافة المقاومة. بعد هزيمة يونيو القاسية ابتدع مجموعة من الشعراء والمثقفين وسيلة متاحة وتشكلوا فرقا استهدفت توعية المواطنين ومن ضمنها برزت فكرة (ولاد الارض) التي كان يتولي قيادتها غزالي واتسمت تلك الفرقة بالتصدي لمواجهة العدو الاسرائيلي علي ضفة القناة وهو ما ولد الدعوة للصمود..ويشير غزالي الي أن ذلك دفعة الي كتابة اغاني واشعار مستوحاة من قلب الظروف التي تعايشها السويس ومن أضلع معاناة الشعب، لم تكن هذه الفرقة قد اختارت اسما لها بعد، ولم يكن فكرة فنية ايضا بل ركزت علي الدفاع عن النفس والوطن واشتهرت المجموعة بين الشعب السويسي، وأطلق عليها فرقة البطاطين، علي سبيل السخرية من النظام القائم آن ذاك، حيث افترش اعضاؤها البطاطين وسط الجماعات يتحدثون إليهم ويشرحون لهم الظروف القائمة ويطالبونهم بالصمود والثبات من خلال الاغاني والشعر والسويس بطبعها مدينة مصرية اشتهر عن اهلها منذ القدم بحبهم للفنون والغناء، وبالتجرية أكتشف أن ذلك سلاحا مهما ويشد من ازر المناضلين إلا ان قرار التهجير صدر في نهاية اكتوبر 1967 التهجير والعمل السياسي اعقب ذلك مرحلة جديدة من المقاومة بالكلمة والوتر ووصل عدد الفرقة الي 20 شخصا بقيادته وعندما انتشرت الاغاني وشملت علي المتواجدين بالسويس يشرعون في كلماتها بطعم الامل المنتزع من الهزيمة أطلق عليها أولاد الارض. يتحدث غزالي عن تلك المرحلة قائلا: بعد التجهير تحولت أولاد الارض الي عمل سياسي يوازي في الساحة الداخلية العمل العسكري وخرج من الفرقة مجموعات من الفدائيين وقدمت الفرقة العديد من الشهداء وتوالت الأغاني والاشعار مواكبه ومرشدة بأراده المعركه، وظلت سلاحا مهماً جدا بعد ان جابت كل المحافظات تنشر ثقافة المقاومة وأصبح ايضا للأغاني أدبيات أنتقلت مع المواطنين في الهجرة، واعتبر الغزالي النشاط التي قامت به الفرقة في ذلك الحين هو العمل السياسي الوحيد الناجح في ذلك الوقت، وخرجت من قلب الفرقة الأساسية فرق من الشباب بالاقاليم والمحافظات ومهدت باغانيها فكريا للمرحلة العبور وتحرير الارض وأنه ليس بالمستحيل. التهجير الجبري يتذكر الكابتن خلال حديثه انه اجبر علي التهجير والخروج من السويس في قضية سياسية يوم 7 مارس عام 1973 وذلك لاصراره علي استمرار تشكيلات المقاومة الشعبية والسلاح في ايدي الشعب لمواجهته، حيث عارض قرار تسريح المقاومة الشعبية وسحب الاسلحة. وقال ان حرب اكتوبر جرت دون مشاركة شعبية حقيقية وذلك ما دفعه ليطالب بأهمية وضرورة اعادة تصويب التاريخ وتصحيحه حتي تري فيه الاجيال القادمة مدي عظمة التضحية بالارواح في سبيل مصر. ويري كابتن غزالي نفسه مشاركا بالتعبئة المعنوية والنفسية في كل العمليات الفدائية التي جرت علي الجبهة، ونقل رواياتها الي كل ربوع الوطن في الوقت الذي منع فيه بشكل رسمي نقل الاحداث التي تدور علي يد الفدائيين، ويري ان مسئوليته ومن معه كانت نابعة من كونهم المصدر الوحيد للمعلومات وللوقائع علي الضفة الغربية للقناة بما يحتم عليهم نقلها للشعب، وكان ذلك من خلال الاغاني والاشعار السياسية التي تضمنت تلك المشاهد والمواقف بشكل غير مباشر فكانت تعرف انجازات الفدائيين مع كل اغنية جديدة، وتذكر الكابتن بعضا من تلك الاغاني وردد قائلا: بينا يلا بينا، نحرر أراضينا، عضم اخواتنا نلمه نلمه، نسنه نسنه، نعمل منه مدافع وندافع، ونجيب النصر هدية لمصر نكتب عليه اسامينا.. وهي احدي القصائد التي كتبها نهاية 1967 ومازالت الي وقت قريب خلال تظاهرات ثوار السويس. الغريب وأولاد الارض سألناه عن سبب ترديد شباب الثورة بالسويس حتي الآن لتلك الاغاني، فرد قائلا: بشكل غير مباشر ردد شباب السويس بعض الاشعار والاغاني التي كتبتها لانهم وجدوا فيها إجابات علي كل ما كانوا يرجونه، فضلا عن كونهم ورثوا جينات المقاومة عن أبائهم وأجدائهم الذين حاربوا، وردد بعض ما كتبة خلال الثوره (يا دم الشهداء يا طاهر، يا معطر في الحواري، يا محني تراب بلدنا، يا منور في العلالي، صامدين يا سويس صامدين، بايسين قهر السنين ومدوبنا الحنين واشتقنا بالاحضان يا سويس). خروج عن النص يصمت شاعر السويس قليلا ثم يقول ان الشعوب لها فلسفاتها الدءوبة والمستمرة وهي درء الظلم والفساد والعبث، وعلي هذا يدور الصراع المستمر ويظل في وجدانها ولا ينسي أبدا وكل ما خرج شئ جديد ببارقة أمل يتجدد معه طموحات المواطنين وأفكارهم، واستنكر قائلا لكن مع الاسف منذ حرب اكتوبر73 حتي الآن لم يحدث تغيير كيفي يجعل من الشعب راضيا وهادئا وسعيدا لكن يبقي ان الشعوب بطبيعتها طموحة الي الافضل الارقي وتظل مرتبطة بالعابثين بأقدارها ولاتعرف المهادنة، فالذين لا يؤمنون بالشعوب لا يؤمنون بالبطولة. مشروع بلا هدف هكذا وصف غزالي وزارة الثقافة مؤكدا علي أنه من الواجب الآن ان يكون لها مشروعها القومي وهو تصحيح تاريخ مصر المعاصر وتسجيل شهادات ابطال الحرب ومحو امية الشعب الابجدية والفنية والثقافية فهي مهمة قومية فهل يستطيع وزير الثقافة أن يقوم بها. ووجه رسالة لشباب الثورة قال فيها: مصر فوق الجميع والشعب هو البندقيه والمدافع والرصاص وعليهم ان يغنوا مع شباب السويس (أبدا ما هنبطل كفاح، أبدا ما هنبطل غنا، أبدا ما نكل من حمل السلاح، حتي لو طالت 100 سنة، ثورتنا مستمرة) تكريم الرموز اثار الغزالي خلال حديثه عن فترة الحرب والمقاومة فكرة القائد والرمز فقال ان عدد الذين استمر تواجدهم بالسويس بالتجهيز قارب خمسة آلاف مدني بدون حسابات كلهم أبطال ومقاومون لكننا نسيناهم بمرور الوقت، اما تكريم الرموز الشعبية خلال احتفالات ذكري 24 اكتوبر فهو تكريم رمزي لتضحيات آلاف من الشهداء الذي سقطوا في المقاومة والمدنيين العزل الذين ماتوا بفعل الضربات الغادرة من اسرائيل، فالسويس كمدينة خاضت تجربة حرب سطرها فدائيون وقادة يشهد لهم التاريخ والشعب السويسي، قائلا عن نفسه انه لولا كان محظوظا لما عرف من هو غزالي فالناس حفظته ونسيت آخرين وهي ايضا من تصنع الرموز والتي تبقي كالعناوين، فالدولة لم تمنح الكثير منهم حقهم لكن فضل الله علي هؤلاء الابطال ان منحهم معاني انسانية عظيمة فمن يدفع بنفسه وروحه علي الفداء والتضحية لا يعنيه أبدا الحصول علي نتيجة عمله، لكن حقاً علي الدولة والحكومة الحالية ان تضمن لهم حقا في حياة كريمة فلا يعقل أن ينتهي مصير من ضحي بنفسه ونفذ الكثير من العمليات بخطوط العدو وعاد بأسري ان ينتهي مصيري علي عجلة قيادة سيارة اجره أو ينتظر معاشا لا يتجاوز 300 جنيه ينفقه علي علاجه في ظل تدهور حالته الصحية. قصص بطولية في ميكروباص النصر الفدائيون: حررنا الأرض.. ونظام مبارك أساء معاملتنا! البطل محمود عواد الفدائي عبدالمنعم قناوي ربما تكون السيارة الميكروباص 3272 هي أشهر سيارة في السويس.. لأن صاحبها ليس رجلاً عادياً... إنه البطل عبد المنعم قناوي..يحمل الميكروباص الذي يستقله قناوي ذكريات كثيرة مع الرجل الذي لم يتوان في حمل كفنه علي يديه لتقديمه فداء للوطن أثناء حرب أكتوبر وخلال حرب الاستنزاف. الحاج قناوي هو أحد الفدائيين الذين رشحهم محمود عواد لكي ينضم الي كتيبة المقاتلين ضد الاحتلال الصهيوني... داخل مدينة السويس الباسلة تجولت بنا سيارة أخبار اليوم بصحبة زميلي حسام صالح والمصور الصحفي محمد رجب حتي وصلنا الي مدرسة النور للمكفوفين التي كان يلقي بها عبد المنعم قناوي احدي الندوات عن المقاومة لتعريف الجيل الجديد التضحيات التي قدمها الآباء لتستمر هذه الروح مع الأبناء..وعقب الندوة قمنا باستقلال الميكروباص مع عم قناوي.. سيارة قديمة عمرها حوالي 33 عاما مهلهلة من الداخل..لاحظت وانا اجلس بجوار الفدائي عبدالمنعم قناوي وجود حقيبة سوداء كبيرة.. سألته عما بها ورد قائلا إنها حقيبة الأسرار التي تحمل تاريخ المقاومة والبطولات العديدة التي قام بها مع زملائه الفدائيين. في الطريق انضم الينا البطل محمود عواد قائد مجموعة الفدائيين في منظمة سيناء ..رجل في العقد السادس من العمر ..ترك الزمن آثاره علي وجهه بل وعلي باقي جسده الذي أصابه الوهن بفعل الزمن وربما بفعل عوامل أخري يئن منها مثل التجاهل التام والمعاملة السيئة من جانب النظام السابق الذي أوعز لرجال أمن الدولة أن يكونوا من زواره بحثا عن اسلحة.. ولكن رغم هذا الوهن الا ان ملامح العزيمة والاصرار والرضا مازالت تكسو وجه هذا البطل خاصة عندما يتحدث عن بطولات المقاومة والفدائية..استقر بنا المقام بأحد المقاهي ودار هذا الحديث... يقول عبد المنعم قناوي إنه كان يعمل مصورا فوتوغرافيا وعند وقوع النكسة عام 67 انضم للمقاومة وكان يقوم بمهام استطلاعية خلف خطوط العدو كما شملت مهامه تدمير الدبابات الاسرائيلية وكذلك تصوير مواقع العدو. شريط طويل من الذكريات يمر أمام البطل عبد المنعم قناوي وهو يتحدث عن العملية الفدائية التي قام بها في 100 يوم فوق سلسلة جبل عتاقة أثناء ثغرة الدفرسوار.. يقول: تم الدفع بي لجلب أكبر قدر من المعلومات . تحركت بصحبة "الدليل" واثناء سيري وجدت 5 أفراد في الجبل وعندما تأكدت من أنهم مصريون اقتربت منهم وعرفت انهم من افراد الجيش الثالث الميداني وانهم تائهون في الجبل وبعد ان قمنا بتوصيلهم امر قائدهم بالقبض علي انا والدليل لارتيابهم في امرنا واننا ربما نكون اسرائليين واعطي الرجل اوامره باصطحابنا لقائد الجيش الثالث للنظر في امرنا وعند اللواء عبد المنعم الصاوي قائد الجيش الثالث الميداني اخبرته بالامر وانني انفذ عمليه لصالح المخابرات وهناك ظل يستوجبني عن اسماء القيادات وانا ارد واخبرني ان العدو يعرف كل هذه المعلومات ولم يتاكد مني الا بعد اعطائه كلمة السر الخاصة بي ومعلومات لا يعرفها سوي اجهزة المخابرات فأمر علي الفورباستكمال مهمتي واعطائي المعلبات والاغذية اللازمة. يضيف: ابلغت قيادة الجيش الثالث بعد ذلك بوجود تمركز لقوات العدو بالقرب من مقر القيادة فتم اخلاء مقر القيادة الي مكان آخر والمفاجأة انه تم تدمير مقر القيادة في نفس اليوم ولكن بعد أن تم إخلاؤه وبذلك استطعت انقاذ قواتنا. القائد أما البطل محمود عواد قائد الفدائيين في منظمة سيناء فيقول: كان لي الشرف في أنني أول من قمت برفع علم مصر علي الضفة الشرقية.. كان ذلك في 5 نوفمبر 1969 يوم تنفيذ عملية "وضح النهار" فقد كانت الحرب النفسية التي يقوم بها الجانب الاسرائيلي تؤثر سلبيا في الجنود حيث كنا نسمع اصواتا توحي بقدوم جيش العدو وبعد ان يستعد جنودنا ويكونوا علي اهبة الاستعداد نفاجأ بعدم وجود اي شيء وانا كان يتم ذلك لاسقاط الروح المعنوية واضعاف قواتنا بعد خلودهم الي النوم. يستطرد محمود عواد: تم استدعائي للقيام بعملية وضح النهار واخترت رفيق عمري مصطفي ابو هاشم - الذي استشهد بعد ذلك وتم تدريبنا بصورة جيدة وقمنا بعبور القناة سباحة رغم المياه الجارفة والدوامات.. المهم وصلنا الي الشاطئ وظللنا نبحث عن موقع الصوت مكان العملية وكلما اقتربنا في اعماق الصحراء لا نجد شيئاً.. وبعد ذلك فوجئنا بكتل خرسانية في الأرض بها ميكروفونات هي التي تصدر تلك الأصوات التي توحي بتحركات عسكرية فقمنا بتقطيع بعض الأسلاك باستخدام الخناجر الصغيرة التي كانت معنا كما أصررت علي رفع علم مصر هناك بعد أن حفرت له بصعوبة في تلك الأرض وبعد عودتنا أعطي القائد أوامره للجنود لكي يناموا فورا بعد اكتشافنا لخديعة العدو حتي أن بعض الجنود ناموا في أقل من دقائق معدودة من شدة التعب. يستطرد قائلاً: للأسف الشديد تمت معاملتنا بصورة سيئة من جانب النظام السابق حتي انني فوجئت ذات ليلة باقتحام أمن الدولة لشقتي بحثا عن اسلحة فأخبرتهم انني سلمت كل الأسلحة وأن هذا لا يليق بالفدائيين.. الغريب أن أمن الدولة وضعتني في خانة الخطرين جدا علي الأمن.. ولكن عزائي أن المصريين يعرفون الشرفاء ومن قبل ذلك لم أعمل حتي يقال انني فدائي وانما حبا في وطني ودفاعا عنه. محافظ السويس: حقوق الفدائيين لن تضيع : مكتبي مفتوح لكل أبناء السويس ونعمل علي حل مشاكلهم أكد اللواء سمير عجلان محافظ السويس ان باب مكتبه مفتوح دائما أمام أي فدائي أو مقاوم وانه يسعي الي تدعيمهم بشكل كامل بكل المتاح لدي المحافظة تقديرا لما صنعوه في الماضي ويشهد عليه التاريخ وسنظل نعلمه لأبنائنا في المستقبل، مع محاوله تعويضهم عن سنوات التجاهل التي قضوها ولم يهتم بهم أحد ولم يجدوا تقديرا ولا تكريما يليق ببطولاتهم، وقال انه سيجري حصراً للفدائيين المتواجدين بالسويس حاليا وتنظيم لقاء يجمعهم يستمع فية لمشكلاتهم ويبذل ما في مقدوره للتغلب عليها. وأكد اللواء سمير عجلان ان برنامج احتفالات السويس بعيدها القومي يشهد تنوعا واهتماماً حيث تبدأ بوضع حجر الاساس لكلية الازهر للبنات علي مساحة 12 ألف متر تبرع بها احد ابناء السويس علي ان يتم انشاؤها وقفا لنماذج ابنية المدن الجامعية الازهرية علي ان تدخل في اطار منظومة التعليم الجامعي الازهري بعد عامين، فيما يتم ايقاد الشعلة الاثنين ايذانا ببدء الاحتفالات بمشاركة طلائع الشباب والرياضة وحملة المشاعل والفرق الفنية، أما الثلاثاء فهو اليوم الرئيسي في الاحتفالات حيث تستقبل السويس وزراء الرياضة والتنمية المحلية والاتصالات والبيئة لمتابعة الاحتفالات التي تنظم للمرة الاولي باستاد السويس وتبادل الدروع ويشارك في الحفل قوات رمزية من الجيش الثالث الميداني والشرطة فيما يتم افتتاح معرض بطولات شعب السويس الاربعاء الموافق 24 اكتوبر يصحبه عرض فني لفرقة الألات الشعبية وتكريم الفدائيين وشهداء اكتوبر، بجانب حفل فني بالكورنيش الجديد ينظمة شباب السويس ويحية عدد من الفنانين والشعراء. البطالة ومسابقات التوظيف تطرق الحديث عن المشكلات التي تواجه السويس وعلي رأسها البطالة حيث قال عجلان ان هناك مشكلات موروثة مثل البطالة وكل المحافظات تعاني منها ليس السويس وحدها، واشار الي وجود 57 ألف طلب للتوظيف تقدم بها الشباب بالسويس، وسيتم الكشف عنها لمعرفة المؤمن عليهم والعدد الحقيقي للعاطلين المتقدمين، ولفت الي ان هناك عدداً كبيراً من الشباب الذين تم توزيعهم علي المصانع والشركات للتعيين يواجهون مشكلة رفض المنشآت الصناعية لهم، وارجع تلك المشكلة الي ان القرعة ليست الاسلوب الامثل للتوظيف فاغلب الشركات تطلب مواصفات معينة في العامل لديها ربما لا تتوافر في كثير من الشباب الذين وزعوا طبقا للقرعة ، ومن لم تستوعبة الشركات يجري الآن محاولة اعادة تشغيله مرة اخري، فيما تم تعيين عدد كبير منهم بهذه الشركات بعد التأكد من مناسبتهم للوظائف التي سيلحقون بها. الاستثمار هو الحل أكد المحافظ ان ذلك هو الحل الامثل لاستيعاب العمالة المتزايدة التي تُدفع لسوق العمل في الوقت الذي باتت فيه المصالح الحكومية والجهاز الاداري متشبع والشركات والمصانع أيضا متشبعة هو فتح ابواب الاستثمار ولن يحدث إلا بتهيئة مناخ جيد للاستثمار ويندرج تحته العديد من العوامل ثم جدية التعامل والاستعدادا مع المستثمرين بتهيئة مرافق الدولة للمشروعات الاستثمارية الجديدة. وقال ان المحافظة عليها دور في تلك التهيئة تتمثل في زيارة عدد كبير من الشركات والمنشأت الصناعية بالمنطقة الصناعية شمال غرب خليج السويس ومنطقة عتاقة الصناعية وذلك لتذليل الصعاب وحل المشكلات لانه في تلك الحالة يجري توسعات زائدة بما يزيد الانتاج ويستوعب عمالة اضافية وكذلك يعد من عوامل جذب الاستثمار فالمستثمر ذكي يدرس المكان والطبيعة البشرية ونوعية العمال قبل التفكير في انشاء مشروعه وتذليل الصعاب وانتهاء المشكلات بين العامل والمستثمر تشجيع غيره من اصحاب الاعمال والمستثمرين علي الاستثمار بالسويس، وتبذل المحافظة جهد قدر الامكان لحل مشكلات المستثمرين الحاليين وكذلك مشاكل العمال مع اصحاب العمل،واشار الي انه خلال اجتماع المجلس التنفيذي الاخير تمت الموافقة علي تخصيص قطعة ارض لمشروع 2000 ورشة الذي يوفر 10 الاف فرصة عمل وكان المحافظ السابق اللواء محمد هاشم قد بدأ العمل والتجهيز للمشروع وبحث تمويله فور تسلمه من المجلس الاستشاري الشعبي للمحافظة وتشهد الايام القادمة انهاء باقي الخطوات المتعلقة بالمشروع حتي يتم البدء في انشائه. خدمات المواطنين واوضح عجلان ان السويس الان تشهد تقدم ملحوظ في مجال الخدمات المقدمة للموطنين حيث تشهد المحافظة تقدم في مجال النظافة بفضل جهاز التجميل والنظافة الذي انشأه المحافظ السابق بالتعاون مع المتطوعين من الجهات الشعبية، وبدأنا الآن في مرحلة ما بعد التنظيف وهي التجميل والتشجير بالاماكن التي كانت تعتبر مجمعا للقمامة. اما بالنسة لرغيف الخبز المقدم فهناك تحسن في مستوي ونوعية الرغيف المقدم بأفران السويس في ظل تشديد الرقابة علي الافران والحملات التموينية المكثفة بالتنسيق مع مباحث التموين التي تمكنت خلال الفترة السابقة من ضبط اكثر من 4 مخازن استغلت لاخفاء الدقيق المدعم وبيعه للسوق السوداء ولم نسمح عن ضبط كمية من الدقيق تتجاوز 70 طنا سوي بالسويس، ونحاول جاهدين التصدي لعمليات التهريب خاصة بالمجمعات، وهناك العديد من الافران الصغيرة التي يرغب اصحابها في الدخول والمشاركة بالعمل في تلك المجمات لانتاج الخبز. الاسكان السويس كباقي المحافظات تشهد مشكلة في الوحدات السكنية لكننا تغلبنا علي جزء كبير منها حيث شهدت المحافظة خلال الفترة الماضية اجراء العديد من قرعات الاسكان لتوزيع الوحدات السكنية علي حالات الزواج الحديث وتبقي عدد قليل منهم سيتم توزيعهم علي المشاريع السكنية المتبقة والتي يجري تشطيبها الآن عن طريق قرعة علنية بعد عيد الاضحي،ثم نبدأ في مشروع الاسكان الحر الذي يوفر ما يقرب من 10 آلاف وحدة سكنية بالتنسيق مع وزارة الاسكان، طبقا للمشورع القومي للاسكان، وهناك مشاريع اسكان معروضة من قبل بعض المستثمرين يتم خلالها تخصيص قطعه أرض بمساحة معينة وتنشيء عليه الشركات العقارية التي تقدمت بمشروع سكني بشروط المحافظة مع وضع حد أقصي لأسعار الوحدات السكنية. علي أن تباع الوحدات للمواطنين الذين يبحثون عن وحدات سكنية مميزة وبمساحات معينة، علي أن تكون وحدات مشروع الاسكان الحر التي ستكون أقل سعرا للشباب وذلك سيوفر وحدات سكنية لكل الطبقات المختلفة بالسويس. لقاء الجماهير ولفت الي انه يحاول أن يمتص غضب بعض المواطنين واصحاب المشكلات الذين يتجمعون امام ديوان عام المحافظة طلبا لحل مشكلاتهم، ولفت أنه يجتمع بهم بشكل مباشر وسط حضور التنفيذيين لبحث مشكلاتهم وان ذلك يلقي رد فعل جيد في نفوسهم لشعورهم بالتواصل المباشر مع المسئولين..وأوضح أنه بجانب ذلك تم تخصيص لقاء للكيانات المختلفة بالسويس، حيث تم تخصيص لقاء دوري كل اسبوع بنواب السويس، ولقاء أخر بالقوي السياسية والقوي الشعبية ورموز العمل الوطني، وباقي تخصيص لقاء للجماهير البسيطة للاستماع لمشكلاتها ومحاولة وضع حلول ناجزة لها.