نجلا الرئىس السابق جمال وعلاء وزكريا عزمى بالمدرجات فى إحدى مباريات المنتخب ليست هناك أية مبالغة إذا ما تم القول بأن المسئولين عن الرياضة المصرية بصفة عامة وكرة القدم خاصة كانوا الأكثر هما واهتماما بما آل إليه مصير الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال بدخولهم السجن تمهيدا لمحاكمتهم بعقوبات قد تصل إلي الإعدام.. فالرئيس السابق ونجليه كانوا قد وضعوا الرياضة عامة وكرة القدم خاصة كواحدة من أهم الوسائل التي يمكن أن ينفذوا بها مخطط التوريث الذي كانوا يرسمون له منذ فترة ليست قصيرة وقد ظهر هذا واضحا من حجم الاهتمام الذي كان يوليه الرئيس السابق ونجليه بكرة القدم، لدرجة جعلتهم يحرصون علي متابعة الغالبية العظمي من المباريات الدولية والقارية التي كانت تخوضها المنتخبات والأندية المصرية المختلفة، بل كان اهتمامهم بكرة القدم يضاهي وربما يزيد عن اهتمامهم بالشئون السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يفترض ان تسبق في قدرها وأهميتها الشأن الرياضي، حتي أنهم ومن فرط سعيهم للاستفادة من شعبية كرة القدم كانوا كثيرا ما يحضرون أحداثا غير ذات قيمة كمشاهدة تدريب المنتخب، أو المشاركة في الدورات الرمضانية.. وقد جاء اهتمام مبارك ونجليه بكرة القدم ليفسح الطريق أمام الكثير من المسئولين الذين كانوا مستخدمين في تنفيذ مخطط التوريث للاهتمام المبالغ فيه بالأنشطة الرياضية عامة وكرة القدم خاصة حتي أن بعض الوزراء كانوا يخصصون نصيبا ضخما من ميزانيات وزاراتهم للانفاق بسفه علي نشاط كرة القدم، وهو أمر كان كثيرا ما يستفز مشاعر المواطن المصري الذي يعتصر ألما وهو يري مستحقاته ومدخراته تصرف علي أقدام اللاعبين، وكم من نداءات وصرخات صدرت عن المواطنين دون أن تجد صدي لدي أولي الأمر ممن يقدرون علي ايقاف هذا السفه أو حتي الحد منه.. المواطن المصري الطيب لم يكن مدركا لأن يكون المخطط أكبر وأبعد بكثير مما يبدو في كونه مجرد اهتمام بمتابعة لعبة رياضية يحظي بحب واهتمام الغالبية العظمي من الناس!! وإذا كانت عجلة الدوري المصري قد عادت للدوران مرة أخري بنفس المنظومة التي كانت تدار بها اللعبة وقت وجود النظام السابق، بل وبوجود نفس الأندية التي تغطي نشاطها من قوت ودم المواطن المصري، إلا ان التغيير واعادة الأمور لنصابها الصحيح أمر ضروري وحتمي اعتبارا من الموسم القادم، وإذا كان تأجيل الاصلاح للموسم القادم وليس الآن لا يتسق ومبادئ التغيير الفوري الذي نجحت في تحقيقه ثورة يناير، إلا أن الاصلاح في الوقت الحالي حتي وان أرضي الشعب المصري فسيكون له الكثير والكثير من السلبيات نظرا للعلاقات المعقدة التي تربط الاندية المشاركة في البطولات المحلية ببعضها وتربط بعضا منها بنظام دولي وقاري لا يمكن الانسلاخ عنه بسهولة!! تجربة يصعب تكرارها وإذا كانت ثورة يناير جاءت لتفسد علي مبارك وأسرته مخطط استخدام كرة القدم كوسيلة قوية لتنفيذ سيناريو التوريث ونقل كرسي العرش من مبارك إلي جمال، فإن الأهم من ذلك هو فشل تجربة تطويع الرياضة واستغلال حب الشعوب لها في تحقيق مآرب ومصالح خاصة كبيرة ومهمة بحجم رئاسة دولة!!