فيما يمكن وصفه بأنه حدث تاريخي مميز وفريد شهدته ساحة معبد الأقصر بالبر الشرقي، كشف د. خالد العناني وزير الآثار الستار عن التمثال الضخم للملك »رمسيس الثاني» أحد ملوك مصر العظماء في العصر الفرعوني بالدولة الحديثة، والذي حكم مصر قرابة 67 عاماً، وجاء ذلك في احتفالية كبري تابعها العالم من أمام الصرح الأول بواجهة معبد الأقصر، وذلك بعد الانتهاء من أعمال تجميع أجزاء التمثال وترميمه خلال ستة أشهر فقط، وتولي تلك المهمة فريق عمل من الشباب المصري، وعددهم 50 فرداً من أخصائيي الترميم والآثريين والمهندسين والعمالة الفنية، ونجح الفريق في إعادة نصب التمثال في مكانه الأصلي بعد مرور قرابة 16 قرناً من الزمان من تهدمه. ويشير د. خالد العناني إلي أنه تم الكشف عن بقايا التمثال أثناء أعمال الحفائر، التي كانت تُجريها البعثة الأثرية المصرية، برئاسة د. محمد عبد القادر، داخل المعبد في عام 1958 وحتي 1960، وكانت قد طالته أعمال التدمير قديماً، وتم العثور علي 57 جزءاَ تمثل نحو 60 % منه والباقي مفقود، ويلفت إلي أنه قد تم في أغلب الظن تكسيره عن عمد في القرن الرابع أو الخامس الميلادي، وظلت تلك الكُتل موضوعة علي إحدي المصاطب في الناحية الغربية من الصرح الأول بالمعبد، حتي بدأت الوزارة في نوفمبر 2016 في تنفيذ مشروع تجميعه وإعادة ترميمه ونصبه في موقعه الأصلي بساحة المعبد، ونجح فريق العمل المصري برئاسة د. مصطفي وزيري مدير عام آثار الأقصر في مهمته، وضم كل من د. أيمن حامد إستشاري المشروع والمهندس أبو الحسن أحمد مدير الإدارة الهندسية بالأقصر، وأخصائيي الترميم: عبد الرازق محمد، ومحمد شديد، وعلي حسن، ومحمد أبو حاكم. التمثال مصنوع من حجر الجرانيت الأسود ويبلغ ارتفاعه حوالي 11 متراً من القاعدة حتي التاج، ويزن حوالي 75 طناً، ويصور الملك »رمسيس الثاني»، يرتدي التاج المزدوج واقفاً مقدماً قدمه اليسري للأمام، وتظهر إلي جانبه زوجته الملكة »نفرتاري» ملاصقة له بارتفاع 1. 5 متر، تعبيراً عن مدي إعتزازه وتقديره لزوجته.