ما يفعله الدعاة في أسبوع يهدمه الإعلام بأفلامه ومسلسلاته الهابطة في دقائق ملء الساحة بدعاة الفكر الوسطي »ضرورة» لتجفيف المنابع »لفتت الحوادث التي وقعت مؤخرا متضمنة استهداف كنيستين بالتفجير خلال الصلاة ما نتج عنه استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين المسلمين والمسيحيين ورجال الشرطة إلي ظاهرة تتمثل في »تفخيخ العقول» الذي يعد أخطر من تفخيخ الأجساد.. مفخخو العقول يدعون أن بأيديهم مفاتيح الجنة والنار ويحركون الأتباع »المفخخين بالاحزمة الناسفة» ومفجري القنابل ليشيعوا القتل في كل مكان وهؤلاء لا يستهدفون المخالف في العقيدة فقط ولكن المخالف في الفكر والرأي أيضا »عن أسباب تواجد هؤلاء بيننا وسبل مواجهتهم دينيا يدور هذا الموضوع» في البداية يقول د.نبيل عجيب الإمام بوزارة الأوقاف إن مفخخي العقول هم أناس يأخذون بظاهر النص سواء كان من الكتاب أوالسنة ويعملون فيه بفهمهم القاصر وللأسف منهم أزهريون ولكنهم لم يحسنوا الفهم عن مشايخهم أو أنهم انسلخوا عنهم لأسباب غير معروفة فتكوين هؤلاء خاطئ وشكلت عقولهم خطأ ولذا فهم خطر داهم علي المجتمع ويجب وقفهم والحد من خطرهم سواء كان ذلك بأيدي الأمن أو عن طريق مواجهتهم فكريا ودينيا ولذلك يجب أن نعمل نحن رجال الدين بكل همة وأن نتحرك بصورة مكثفة وسريعة فالأفكار المتطرفة تنتشر وتتحرك وتسبق تحركاتنا فالدعوة يجب ألا تقتصر علي وقت معين أو مكان معين أو فئات معينة ويجب ان تشمل كل الاماكن وكل التجمعات وتشمل الرجال والنساء ومختلف فئات الشباب ويجب أن يعمل رجال الدين ويؤدون عملهم ليس كوظيفة ولكن كرسالة فالخطر كما نري داهم والمواجهة يجب أن تكون متسلحة بالفكر الوسطي لضمان عدم ترك الساحة لمن يملأون عقول الناس بالفكر المتشدد المخالف لأبسط تعاليم الدين الذي جاء رحمة للعالمين. ويشير إلي ان مفخخي العقول يوهمون ضحاياهم من »المفخخين بالمتفجرات» بأنهم حال تنفيذ مهمة القتل سيدخلون الجنة وأن الحور العين في انتظارهم موضحا أن المفخخ بدوره ضحية لمن ملأ عقله واستولي عليه نتيجة عوامل كثيرة أولها الجهل والفقر..أما الجهل فمهمتنا كدعاة هو مواجهته ونحن لدينا تقصير فيجب ان يكون هناك صدق وإخلاص في الدعوة ابتغاء مرضاة الله وحفاظا علي الوطن وعلي الشباب والتأكيد علي أن الدم جزاؤه الخلد في نار جهنم وأن القتل من أكبر الكبائر وأن القتلة ينتظرهم غضب الله والعذاب الشديد واما الفقر فمهمة الدولة التي يجب أن تعمل علي استيعاب الشباب وإلا تحولوا لقنابل بشرية تنفجر في وجه المجتمع. تعليم المحبة ويؤكد د.عبد المنعم فؤاد عميد كلية الدراسات الإسلامية للوافدين بالأزهر أن الأزهر يواجه مفخخي العقول قدر استطاعته لذا لا تجد داعية أزهريا يحمل فكرا متشددا وليس هناك من بين قيادات التطرف من يحمل شهادة أزهرية فالأزهر يعلم أبناءه أن الاختلاف في العقيدة لا يمنع التعاون والتعايش والمودة والبر بين الناس وأن المسلم والمسيحي في مصر »يدان» لا يمكن ان تصفق إحداهما بدون الأخري وأنه يجب أن نبحث عن كلمة سواء تجمع أواصر الأمة وتؤكد وحدتها وترابطها في هذه الآونة العصيبة التي تمر بها مصرنا الحبيبة ونقف جميعا في وجه المعتدين لذا يعمل الأزهر ويدعو لذلك بقوة ومناهجه تعلم طلاب العلم عظمة التلاحم بين المسلمين والمسيحيين علي مدي القرون والأزمان وما تخرج عالم من الأزهر إلا وهو يعتقد بمدي القرابة التي تجمع المسلم بالمسيحي وان الاعتقاد بعداوة المسيحي عقابه عند ربي معلوم لذا أخطأ من يزعم أن الأزهر وراء هذه الموجات التطرفية وكفي افتراء فالأزهر مؤسسة علمية لا تعلم أبناء مصر والأمة سوي التسامح والمحبة ولم نتعلم في الأزهر قتل نملة بل تعلمنا قوله تعالي : »ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا» وتعلمنا : »وقولوا للناس حسنا» وتعلمنا : »من عادي لي معاهدا لم ير ريح الجنة» وتعلمنا: »قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذي» وتعلمنا: »دخلت امرأة النار في هرة حبستها... ودخل رجل الجنة في كلب سقاه» وأخيرا تعلمنا حب مصر وأهلها »وقد أوصي بها نبينا خيرا» وانها آمنة بنص القرآن ومباركة بنص الكتاب المقدس فهذا هو ما تعلمناه من مناهج الأزهر ونعلمه كل يوم لأبناء الدنيا كلها ومن يزعم غير ذلك فليراجع ثقافته وضميره. ويشدد في ديننا الإسلامي آيات واضحات تعلمنا أن اقرب الناس مودة للمسلمين في الدنيا كلها هم اتباع المسيح يحزننا ما يحزنهم ويفرحنا ما يفرحهم وطبق ذلك رسولنا صلي الله عليه وسلم فحزن لهزيمة النصاري الروم من الفرس عباد النار وفرح بنصرهم بنص سورة الروم. لذا لا نقبل أبدا من يعتدي علي أي أخ مسيحي أو يهين دور عبادته في أي مكان في الدنيا فما بالنا بإخوتنا وجيراننا وأهلنا في مصر إن من فعل جريمة التفجير الآثمة لا يعرف سماحة الإسلام ولا المسيحية ولا تعاليم رب الأرض والسماء لذلك نبرأ من أمثال هؤلاء القتلة باسم المسيحية والإسلام واليهودية ونؤكد أن مصر لا يمكن أن يهز أمنها هذا الصدع ولحمتها الوطنية هي آلة أمنها وأمانها أمام رصاصات كل أفاك أثيم. ويؤكد لم نتوقف يوما عن مواجهة المتطرفين وأصحاب العقول المتحجرة ولكن نطالب بألا يهدم الإعلام الباحث عن الإثارة ما نبنيه وأن يدعم جهودنا فلا يعقل ونحن في قلب المعركة والمواجهة أن نجد من يطعننا في الظهر ومن يهاجم ومن يسخر ومن يطالب بإغلاق الأزهر ولا يعقل أن نتهم دائما بالتقصير ووالله ما قصرنا ولو قصرنا لتحولت مصر إلي ساحة للدماء فلولا وسطية الأزهر لما بقيت مصر مستقرة. ويقول الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقا إن الدين كما هو لا يتغير فهو يدعو الي التسامح ومكارم الأخلاق وينهي عن كل رذيلة، فلو ان شرذمة الإرهابيين الذين يفجرون أنفسهم ويسفكون دماء الأبرياء يدخلون المسجد لسماع خطبة واحدة يوم الجمعة لما فعلوا ذلك إلا أنهم لا يعرفون الدين من الأساس ولا يعرفون للمساجد طريقا. الإعلام يهدم ما نبني ويضيف أن عدم ظهور ثمار تجديد الخطاب الديني سببه الإعلام الفاسد الذي أصبح يعمل ليل نهار علي هدم الثوابت والتحريض علي القتل والفجور فما يفعله الداعية في ساعة او أسبوع يدمره الإعلام في دقائق عن طريق الأفلام الهابطة والمسلسلات التي تدمر الدين. ويتابع لن يشعر أحد بنتائج تجديد الخطاب الديني مادام هناك فئة من الإعلاميين تتسابق في استضافة ضيوف ليس لهم قيمة من الناحية الدينية يحاربون الدين ويهدمون ثوابته ويعبثون بعقول الشباب فالإعلام هو الركيزة الأساسية في مساعدة المؤسسات الدينية لنشر الوسطية ومحاربة التطرف وليس معول هدم لثوابت الدين. ويلفت د. إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية إلي أهمية قرار تشكيلَ مجلسٍ أعلي لمواجهة التطرف في مصر، باعتبار ذلك خطوة مهمة خاصة أنها تحظي بدعم رئاسي وصلاحياتٍ تمكِّنه من تنفيذ التوصيات اللازمة لمعالجة الموقف بشكل كامل، علي كافة المناحي، سواء من خطاب ديني، أو إجراءات قانونية أو إعلامية، معتبرًا أن تشكيل هذا المجلس الأعلي يشكِّل خطوة مهمة وإيجابية في سبيل مواجهة التطرف والإرهاب وتوحيد جهود كافة مؤسسات الدولة في هذا الشأن. ويشير إلي أن مواجهة التطرف والإرهاب لا تقتصر علي المواجهة الأمنية وحدها، رغم أهميتها ومركزيتها، إلا أن المواجهة الفكرية والدينية لا تقل أهميةً عن مثيلاتها العسكرية والأمنية، وقد شهدت التجربة المصرية في مواجهة التطرف بروز العديد من المعوقات التي حالت دون تحقيق الاستفادة القصوي من الجهود المبذولة في مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب، أهمها غياب التنسيق والتكامل في الأدوار بين المؤسسات المختلفة، إضافةً إلي اختلاف الرؤي والتصورات حول مفهوم المواجهة وآلياتها وأدواتها، والأهداف المرحلية المتعلقة بكل فترة زمنية ومكانية، إضافة إلي عدم وجود مؤشرات قياس نتائج للسياسات والبرامج المتبعة لمواجهة ظاهرة العنف والإرهاب. ويؤكد أن أهمية المجلس المزمع تشكيله تنبع من أدواره المنوطة به، التي حدد ملامحها الرئيس حيث إنه مجلس يتمتع بكافة الصلاحيات والسلطات التي تمكنه من مواجهة التطرف والإرهاب بشكل واقعي وتنفيذي ينقل فكر المواجهة من متاهات البيروقراطية إلي الخطوات الإجرائية والتنفيذية، ووضع مؤشرات التقييم والقياس اللازمة لمتابعة تلك البرامج، والتحقق من مدي قدرتها علي تحقيق الأهداف المعلنة من المجلس مشددا علي أهمية تنسيق الجهود الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في مشروعات وبرامج واقعية، وتحديد الأهداف العامة والمرحلية لكل برنامج، والجهات المنوط بهاالتنفيذ، والأطراف المشاركة، والأدوار المختلفة لكل جهة، وهو أمر غاب كثيرًا عن التجربة المصرية في مواجهة التطرف والإرهاب. ويلفت إلي أن نجاح هذا المجلس في تحقيق مهامه المنوطة به من شأنها أن تجعل مصر نموذجًا يُحتذي به في مواجهة التطرف والإرهاب في العالم أجمع، كما يجعل من مصر »بيتَ خبرةٍ» يقصدها كل باحث عن سبل وآليات مواجهة التطرف والعنف الديني، حيث إن المجلس يعد الجهة المؤسسية الأولي في العالم العربي التي تجمع الجهات التنفيذية والفكرية والثقافية، التي تتمتع بصلاحيات واسعة في التعامل مع الجهات الرسمية وغير الرسمية؛لتنفيذ برامج بعينها وتنفيذ سياسات متفق عليها.