في خضم الأعباء الجسام التي تخوضها قواتنا المسلحة لحماية أمننا القومي الخارجي مسئوليتها الأولي التي تتحملها بكل قوة وأمانة وشرف وتضحية، فُرض عليها حماية الجبهة الداخلية من الثورة المضادة، خاصة بعد انتشار البلطجية واللصوص والمندسين وسط المتظاهرين لتحقيق اغراض خاصة، وبعضها مجهولة حتي الآن، وهو ما دفع البعض للتخفي في زي القوات المسلحة أحيانا، والشرطة احيانا اخري. وشاءت الظروف ان يحتفل العالم في شهر ابريل من كل عام باليوم العالمي لازالة الالغام.. وترجع البداية إلي عام 24 عندما شهدت منطقة العلمين المعارك بين الحلفاء وعلي رأسها بريطانيا ودول المحور »ألمانيا وإيطاليا«، ودون ان يكون لمصر في هذه المعارك ناقة ولا جمل إلي ان انتهت الحرب العالمية الثانية.. واليوم أصبح اعداء الأمس، أشد الاحباب.. بل واقاموا أقوي التكتلات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وتركوا لنا »حدائق الشيطان« علي مساحة 22٪ من مساحة مصر، وتحديدا في محافظة مرسي مطروح، تاركين 007 ألف فدان بلا استصلاح أو استزراع في الساحل الشمالي الغربي والظهير الصحراوي، وافقدوا مصر القدرة علي اكتشاف البترول والغاز في هذه المنطقة التي تؤكد الابحاث توافرها. ويؤكد الخبراء تواجد ما لا يقل عن 02 مليون لغم، تطهيرها يحتاج 052 مليون دولار.. لكن بجهد قواتنا المسلحة أمكن نزع نحو ثلاثة ملايين لغم، وقدمت الدول المتسببة في هذه المشكلة مبالغ هزيلة، وتوفير بعض الدورات التدريبية، بينما ارتفعت تكلفة ازالة اللغم الواحد إلي ثلاثة آلاف دولار، لانها اصبحت مدفونة في أعماق مجهولة وسط الرمال والكثبان الكثيفة. وقد أدي هذا الوضع إلي فقدان تسعة آلاف مصري حياتهم واطرافهم، خاصة بعد ان تبين ان الحلفاء زودوا هذه الألغام بالشظايا المعدنية حتي تكون مانعا لتقدم العدو من الافراد والمعدات. وهذا العام احتفلت مصر والعالم باليوم العالمي لمكافحة الالغام وثورة الخامس والعشرين من يناير معا، والدعوة لتجديد وتعزيز التعاون في مجال تطهير المناطق، وفي هذه المناسبة قال فولفانج ماير الممثل المقيم لمؤسسة هانز زايدال الألمانية بالقاهرة، ان الثورة أعطت مثالا للتغيير السلمي في العالم الذي يجب ان يحتذي به، بعد ان حققت التغيير دون اللجوء إلي حرب أهلية كما يحدث في ليبيا الآن، ولا يتوقف الأمر عند انتهاء الحرب بتحقيق السلام، بل تظل الشعوب تعاني الكثير مثل ما تعاني منه مصر اليوم نتيجة عدم تطهير الصحراء الغربية. وقال عبدالرحمن محمد عطية رئيس مجلس إدارة جمعية الناجين من الألغام ان الجمعية تم اشهارها عام 9002 بعد تزايد حالات انفجار الألغام، وتسجيل 007 حالة اصابة بمحافظة مطروح.. وفي العام الماضي انفجر 73 لغما توفي علي اثره 9 إضافة إلي عدد المصابين.. وناشد أحمد عامر الأمين العام للجمعية بريطانيا الالتزام الاخلاقي والقانوني لتطهير الصحراء الغربية لانها هي التي أتت بجميع المعدات الحربية، وطالب وزارة الخارجية المصرية بالضغط علي الدول التي شاركت في الحرب للقيام بمسئولياتها. وفي المقر الأوروبي للأمم المتحدة بالعاصمة النمساوية »فيينا« تم التأكيد علي أهمية التوعية والتذكير بمشكلة الالغام علي المستوي العالمي، وضرورة المساعدة في ازالتها لانقاذ الأرواح وحماية سبل العيش.. ووصف المقر الأوروبي الالغام بأنها سلاح عشوائي يتسبب في احداث الضرر والخراب بعد انتهاء الصراعات والحروب بفترة طويلة علما بأن تطهير هذه المناطق يساعد علي خلق فرص العمل وتحويل مناطق الخطر إلي مناطق انتاجية تشغلها مجتمعات تسعي للتقدم علي طريق الأمن الدائم.. واعترفت الأممالمتحدة بنقص الموارد لنزع الالغام في 55 دولة بنحو 763 مليون دولار بينما المتاح ربع المطلوب. مطلب عادل صناع وتجار الأقمشة والمنسوجات بالمحلة الكبري والأزهر بالقاهرة معرضون للسجن واغلاق مشروعاتهم بسبب توقف حركة البيع والشراء، ومخاطر نقل الانتاج بعد انتشار عمليات السطو وقطع الطرق.. لذلك يناشدون الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء، ووزراء المالية والصناعة والشركة القابضة والغرف التجارية سرعة التحرك لايقاف تحصيل المستحقات عليهم لبعض الوقت، ومنحهم فترة سماح حتي تهدأ الأمور، ويواصلوا سداد المرتبات، وتجنبا لدخول المنتجين والتجار مرحلة الافلاس، وهو ما يمثل خسارة للاقتصاد القومي وارتفاع معدلات البطالة.