دعت لجنة الاتحاد الافريقي حول ليبيا مجددا الي "الوقف الفوري لجميع اعمال العنف" واقترحت تحديد "مرحلة انتقالية" لاعتماد اصلاحات في هذا البلد الذي يشهد تمردا مسلحا منذ منتصف فبراير الماضي. جاء ذلك قبل ساعات من وصول رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما علي رأس مجموعة من قادة افارقة اختارهم الاتحاد الافريقي لاجراء محادثات مع طرفي النزاع في ليبيا. وقررت اللجنة التي تضم رؤساء خمس دول افريقية هي موريتانيا والكونغو ومالي واوغندا وجنوب افريقيا خلال اجتماعها في العاصمة الموريتانية نواكشوط العمل وفقا لخارطة الطريق التي تم اقرارها في مارس الماضي. وتطالب هذه الخطة "بالوقف الفوري لجميع الاعمال الحربية" والايصال السريع للمساعدات الانسانية والحوار بين الفرقاء الليبيين. وذكر بيان صادر عن رئاسة جنوب افريقيا ان زوما سيلتقي خلال ساعات الزعيم الليبي معمر القذافي في طرابلس قبل ان يتوجه الي بنغازي معقل الثوار للقاء المعارضة في محاولة لاقناعها بوقف اطلاق النار في مهمة تبدو دقيقة اذ ان قادة المعارضة اعربوا مسبقا عن رفضهم هذه الفكرة طالما لايزال القذافي وابناؤه في الحكم. وعشية اللقاء, تعهد النظام الليبي بطرح دستور للبلاد علي الشعب "فور انتهاء الأزمة" فيما أعلن حلف الأطلنطي قصف مستودعات للذخائر وأسلحة ثقيلة للقوات الموالية للقذافي التي أكدت تمكنها من إسقاط طائرتين هليكوبتر للثوار. وصرح امين مؤتمر الشعب العام (البرلمان) في ليبيا محمد الزوي بان "مشروع الدستور سلم إلينا مؤخرا، ولدينا لجنة قانونية ستدرس النص قبل عرضه علي المؤتمرات الشعبية الأساسية" التي تقوم بمهام برلمانات محلية حسب نظرية "سلطة الشعب" التي وضعها القذافي. وكان سيف الاسلام القذافي قد اكد بعد ايام من بدء الثورة ان المؤتمر الشعبي العام سيجتمع قريبا لينظر في وضع قانون جديد للعقوبات وقوانين جديدة "تفتح آفاقا للحرية" للاعلام والمجتمع المدني و"اطلاق حوار حول دستور". واعلنت الحكومة الليبية في نهاية 2008 انها تعد مشروع دستور لتنظيم مؤسسات الدولة التي تعمل منذ اكثر من اربعين عاما بموجب نظريات القذافي. وقال ابراهيم بوخزام الخبير في القانون الدستوري والعضو في اللجنة في مؤتمر صحفي انه "دستور حديث" مستوحي من "دساتير عشرات الدول الاوروبية والعالم الثالث".و ينص علي سلطة غير مركزية مثل تلك المطبقة في الولاياتالمتحدة ويقضي بمنح سلطات واسعة الي المناطق واقامة نظام تشريعي من مجلسين مستوحي من التجربتين البريطانية والامريكية. وردا علي سؤال عن طبيعة السلطة التنفيذية، رئاسية او برلمانية، اكتفي الخبير بالقول انها "ستكون ملائمة للمجتمع الليبي ولتجربته السياسية". وحول دور القذافي في الدستور الجديد، قال بوخزام ان "الدساتير لا تصنع لاشخاص ... اي مواطن يمكنه ان يجد نفسه في الدستور. لا اعرف ماذا سيختار لكن معمر رمز". واضاف ان خبراء من ايطاليا وفرنسا والمانيا والولاياتالمتحدة وبريطانيا وجنوب افريقيا شاركوا في صياغة النص. وبعد اسقاط النظام الملكي في 1969 الغي القذافي دستور 1951 الذي ينص علي ان تكون ليبيا ملكية دستورية. واقر دستورا قصيرا قبل ان يحل محله بيان حول سلطة الشعب في 1977 يتألف من اربع مواد. وميدانيا, اعلن مسئول في حلف شمال الطلنطي (الناتو) أن طائرات تابعة للحلف دمرت أمس 11 دبابة تابعة للقذافي في طريق مؤد إلي مدينة أجدابيا شرق ليبيا و 14 دبابة قرب مصراتة في الغرب.