قضية توفير المساكن لمحدودي الدخل والشباب هي الشغل الشاغل لكل حكومة بعد زيادة حدة هذه المشكلة بما يجعلها من المشاكل المزمنة والمستعصية مما كان له أكبر الأثر علي الحالة الاجتماعية علي الجميع باستثناء القادرين ذوي الدخول المرتفعة وهم شريحة لا تجاوز 2٪ من إجمالي السكان. وقد أعلنت مؤخرا حكومة تسيير الأعمال التي يرأسها د. عصام شرف عن مشروع قومي عملاق لبناء مليون وحدة سكنية خلال خمس سنوات.. وامام هذا كله يشعر الجميع وبصفة خاصة الشباب ومحدودي الدخل والمقيمين في العشوائيات الخطرة بأنهم يعيشون في عالم مليء بالهموم.. فنحن نخرج من هم لنجد أمامنا هما آخر وهكذا تدور الدائرة والحلقة المفرغة فالكل يشكو مما وصلنا إليه من هزات وقلاقل اثرت علي الضمير العام والضمير الاجتماعي، وفعلا فتحنا صفحة جديدة مع حكومة د. شرف لغسل الهموم وحل المشكلات.. وفي هذا الإطار يريد الجميع القول هل هناك من يدلنا عما يريده الجميع من الحكومة بشأن خطة إنشاء مليون وحدة سكنية من منظور متقارب دون ان نشعر بالتناقض بين الأقوال والأفعال كيف نصحح مسار هذه الخطة دون ان يكون بها ثقوب.. فالبعض يؤكد أهمية وضع برنامج زمني متدرج وبسياسة الجرعات للوصول إلي هذا الهدف طبقا لاحتياجات كل محافظة. ان خطة إنشاء مليون وحدة سكنية جديدة في خلال الخمس سنوات المقبلة يتطلب تكاتف هيئات ومؤسسات الدولة مع القطاع التعاوني وجمعيات المستثمرين تحت إشراف حكومي والجهاز المركزي للمحاسبات لضمان الوفاء بهذا الأمر.. فلقد نجح القطاع التعاوني علي مدي نصف قرن في تنفيذ خطط توفير المساكن حيث تم إنشاء اكثر من 5.2 مليون وحدة سكنية تعاونية للاعضاء في 0732 جمعية تعاونية علي مستوي الجمهورية.. وبلغ حجم المشروعات المنفذة اكثر من 71 مليار جنيه وفي ضوء السلبيات التي كشف عنها المشروع القومي السابق للاسكان ومحاولة وزيري الاسكان الأسبقين د. م. محمد إبراهيم سليمان وأحمد المغربي ذبح التعاونيات الاسكانية وابعادها عن المشروع بمختلف الطرق والحيل حيث كانا يخصصان الأراضي للجمعيات التعاونية لاقامة مشروعات لاسكان محدودي الدخل بسعر 047 جنيها للمتر في الوقت الذي تخصص فيه أراض بنفس المواقع لشركات استثمارية تابعة لهما أو لاحد أقاربهما بمبلغ 03 جنيها للمتر. اعتقد أن الاتحاد التعاوني الاسكاني المركزي الذي يترأسه اللواء محمد المسيري عليه مسئولية كبيرة في ظل تواجد الدكتور محمد فتحي البرادعي وزير الاسكان والمرافق والتنمية العمرانية القيام باعادة ازدهار التعاونيات الاسكانية كما كانت ابان المهندس حسب الله الكفراوي وزير الاسكان الأسبق والذي شهدت التعاونيات الاسكانية في عهده التقدم والازدهار مما كان له أكبر الأثر في حل مشكلة الاسكان.. فالتنسيق مع التعاونيات الاسكانية والوزارة يحتاج التخلص من ذيول الوزيرين الأسبقين والموجودين في هيئة المجتمعات العمرانية ووزارة الاسكان.. مطلوب قيادات تؤمن بدور التعاونيات كما هو معمول به في أمريكا وأوروبا واعادة نشر ثقافة التعاونيات في شتي مجالات الاسكان والزراعة والصناعة والثروة السمكية.. فهذا هو طريق القضاء علي الثقوب في خطة إنشاء مليون وحدة سكنية في جميع المحافظات. [email protected]