احتفالية عالمية لإعلان هوية الفرعون صاحب الكشف علي مدار أكثر من أربع ساعات تابعت وسائل الإعلام العالمية، رحلة تمثال المطرية الذي اكتشف مؤخرا في منطقة سوق الخميس علي يد بعثة أثرية ألمانية.. من المطرية إلي المتحف المصري بالتحرير.. نقلت الفضائيات والمواقع مراحل النقل لحظة بلحظة. استلزم نقل التمثال استعدادات خاصة، وتجهيزات تليق بملك لم تتوافر إلا لدي القوات المسلحة التي أتاحت كافة التسهيلات والدعم اللوجيستي لتأمين تحميل التمثال من موقع الكشف، مرورا بالشوارع والكباري التي مر بها موكب تمثال الفرعون المصري.. وحبس العالم أنفاسه أثناء الكشف، وحبسها مرة أخري أثناء نقل التمثال، وها هو يحبسها مرة أخري عندما أعلن د. خالد العناني وزير الاثار عن مفاجأة من العيار الثقيل في المؤتمر الصحفي العالمي الذي دعا إليه بحضور يحيي راشد وزير السياحة، عندما أعلن عن الاسم الحقيقي لصاحب التمثال الذي كان يعتقد انه الفرعون المصري الأشهر رمسيس الثاني. مؤتمر صحفي عالمي ونظمت وزارة الآثار احتفالية بحديقة المتحف المصري بالتحرير مع وزارة السياحة مساء أمس، بمناسبة افتتاح المعرض المؤقت لاكتشافات سوق الخميس حضرها وزيرا الأثار والسياحة ولفيف من السفراء ورؤساء البعثات الآثرية الأجنبية بمصر، ونخبة من الشخصيات العامة، ووسائل الإعلام المحلية والعالمية.. وكانت الرحلة قد انطلقت في تمام الساعة الواحدة من صباح أمس، وقام خبراء وزارة الآثار بالتعاون مع إدارة النقل بالقوات المسلحة بعمليات تحميل الآثار علي الناقلة العملاقة السيارة البالغ طولها 11 متراً، واستغرقت رحلة النقل القطع الأثرية بسلام وأمان للمتحف المصري حوالي 4 ساعات، تمهيداً لإقامة المعرض الأثري المؤقت مساء أمس، لينتقل بعد فترة تمثال »رمسيس» مرة أخري للمتحف المصري الكبير بالرماية. يقول د. أيمن عشماوي، رئيس الفريق المصري بالبعثة المصرية الألمانية المُشتركة- الذي كان مرافقاً لرحلة نقل الآثار من المطرية حتي المتحف المصري بالتحرير، لقد تمت عمليات التجهيز للتحميل والنقل وتم اتخاذ عدد من الإجراءات لضمان سلامة الآثار المنقولة داخل صناديق خشبية مُجهزة، وتضم 6 قطع أثرية منها التمثال الضخم لرمسيس الثاني ويزن حوالي 10 أطنان مقسم علي جزءين من حجر الكوارتزيت. وأضاف: تم تثبيت التمثال علي قواعد خشبية مُغطاه بالفوم المُقوي، وتغليفها بمواد مبطنة آمنه خالية من الحموضة، وتثبيتها بأحزمة آمان داخل صندوق خشبي، تم رفعها باستخدام النظام الحديث المُناسب بالونش »التلسكوبي» بحمولة 70 طناً، وكذلك بأحزمة الربط المعروفة ب »الصبانات» بحمولة حتي 20 طناً لتحميله علي السيارة، وهي نفس طريقة رفعه من الحفرة التي اكتشف بها التمثال علي عمق 2 متر تحت الأرض مغموراً بالمياه.. بالإضافة إلي قطعتين من الحجر تم العثور عليهما بالموقع عليهما بعض النقوش والمناظر الدينية ملونه عليهما خرطوش باسم »رمسيس الثاني» تعود للأسرة التاسعة عشر من الدولة الحديثة، وقطعة كورنيش »أفريز» ملون لنقش من الحجر الجيري للملك »سيتي الأول». موكب ملك وأضاف: تحرك الموكب في موعده المقرر في الواحدة صباح أمس، سبقه في الساعة الرابعة من عصر أمس الأول، قيام خبراء وزارة الآثار بالتعاون مع إدارة النقل بالقوات المسلحة بالبدء في عمليات النقل والتأمين والتحميل للآثار المُكتشفة، وكان من المُقرر أن تصل السيارة البالغ طولها 11 متراً التابعة للقوات المسلحة والمُجهزة، والمُحمله بالقطع الآثرية من المطرية للمتحف المصري بالتحرير في ساعة مبكرة في الواحدة صباح اليوم، وقامت السيارة بالسير ببطء لضمان سلامة الآثار المنقولة بسرعة 30 كيلو متراً في الساعة، لتفادي المنحنيات بالكباري والزحام والتكدس بالطريق، كما أدي قيام أهالي المطرية الذين ودعوا الآثار بالزغاريد واحتشدوا وتزاحموا في الطريق فرحاً وتهليلاً احتفالا بعمليات النقل بالكشف الآثري، إلي إعاقة سير السيارة المُحملة بالآثار وخروجها لفترة طويلة واستمرت في خط السير من المطرية في اتجاه الطريق الدائري من جهه مطلع مسطرد، وصولاً إلي كوبري صفط اللبن نزولاً إلي جامعة القاهرة، ثم إلي كوبري الدقي لمطلع كوبري 6 أكتوبر، نزولاً لميدان عبد المنعم رياض، ثم لميدان التحرير، وصولاً للمتحف المصري، حتي وصلتا في الساعة الرابعة صباح أمس لإقامة المعرض الآثري المؤقت لينتقل بعد فترة تمثال »رمسيس» للمتحف المصري الكبير بالرماية. مفاجأة عند المتحف ويوضح عيسي زيدان مدير عام الترميم الأولي بالمتحف المصري الكبير، المشرف علي عملية النقل، أنه حدثت مفاجأة عند وصول السيارة للمتحف بالتحرير، تتمثل في المسافة الخاصة بمدخل المتحف لدخول السيارة المحملة بالآثار، لإتمام عملية إنزال ونقل التمثال والقطع الأثرية الأخري، بعد تعثر السيارة في الدخول من بوابة المتحف الرئيسية، نظرا لضيق مساحة مدخل المتحف بالنسبة لحجم السيارة ما يتطلب حذراً شديداً للحفاظ علي أجزاء التمثال حتي يجري البدء في عملية إنزالها داخل حديقة المتحف.. ويستطرد قائلاً: ولكن قمنا بوضع »3» خطط بديلة لتلك المهمة، ونفذنا الخطة الثانية البديلة المُتمثلة في أن يقف الونش الذي يقوم بالتحميل للآثار والسيارة في خارج السور الحديدي لحديقة المتحف، وقام الونش برفع القطع المحملة »بالصبانات» الأربطة الكتانية التي تتحمل حتي 20 طناً، ثم وضعها في أقرب نقطة داخل حديقة المتحف من فوق السور الحديدي ثم دخل الونش مرة أخري لحديقة المتحف وقام بنقلها لمكانها النهائي للعرض بالحديقة أي أن عملية الإنزال والتحميل تمت علي مرحلتين بدلاً من مرة واحدة. وتوضح الآثرية صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصري، أن تلك المهمة كانت شاقة نظراً للإجراءات التي تم اتباعها لسلامة الآثار، حيث تم الانتهاء من عمليات إنزال القطع الأثرية من السيارة المحملة بالآثار في الساعة الحادية عشرة صباحاً، لتغادر المكان.. بينما تواصلت عمليات التحميل للونش من الخارج وحتي المكان النهائي للقطع الآثرية لداخل الحديقة المتحفية، لتغادر الموقع في الساعة الثانية والنصف بعد ظهر أمس.. وأضافت أن عملية إنزال التمثال الملكي داخل حديقة المتحف المصري، تمت بسلام باستخدام أحد الأوناش الضخمة لرفع التمثال من علي السيارة، وإدخاله من أعلي بوابة المتحف المصري، بعد عدة محاولات عبور التمثال من البوابة لإدخال التمثال الملكي والقطع الأثرية المرافقة فجر أمس الخميس، بسبب ضخامة السيارة الناقلة للمحتويات وضيق بوابة المتحف.. ولجأ المهندسون المكلفون بنقل التمثال إلي تغيير الخطة المتبعة لإدخال التمثال وإنزاله داخل المتحف عبر البوابة، باستخدام ونش ضخم عملاق بحمولة لأكثر من 20 طناً.. الخطة البديلة وقال عيسي زيدان: أما الخطة البديلة الأولي كانت أن يدخل الونش للمتحف أولاً ثم السيارة محملة بالقطع الأثرية وينقل الونش القطع الأثرية مباشرة للمكان المخصص للعرض، ونأتي للخطة الثالثة البديلة، وتتمثل في أن يقف الونش والسيارة في خارج المتحف ويتم إنزال القطع بالخارج ثم تقوم الرافعة الهيدروليكية بحمل القطع علي القواعد الخشبية ثم وضعها في مكان العرض النهائي بحديقة المتحف.. ويشير عيسي زيدان، أن عمليات النقل شملت التمثالين الملكيين، هما تمثال »رمسيس الثاني» المُكون من جزءيين يصل وزنهما معاً حوالي 10 أطنان، ومصنوع من حجر »الكوارتزيت»، والتمثال الثاني للملك »سيتي الثاني» عبارة عن الجزء العلوي من التمثال بالحجم الطبيعي للملك ومصنوع من الحجر الجيري بطول حوالي 80 سم، ويتميز بجودة الملامح والتفاصيل، قامت البعثة المصرية الألمانية المشتركة بإنتشاله مع الجزء الأول لتمثال »رمسيس» الخميس الماضي، وقد عُثر عليهما علي عمق 2 متر تحت الأرض وسط المياه الجوفية، وأشار عيسي زيدان، إلي أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الآثار المنقولة داخل صناديق خشبية مُجهزة منها التمثال الضخم لرمسيس الثاني، ويزن حوالي 10 أطنان، وذلك خلال عمليات النقل والتحميل، منها تثبيت التمثال علي قواعد خشبية مُغطاة بالفوم المُقوي، وتغليفها بمواد مبطنة آمنه خالية من الحموضة، وتثبيتها بأحزمة آمان، تم رفعها باستخدام النظام الحديث المُناسب بالونش »التلسكوبي» بحمولة 70 طناً، وكذلك بأحزمة الربط المعروفة ب »الصبانات» بحمولة حتي 20 طناً لتحميله علي السيارة، وهي نفس طريقة رفعه من الحفرة التي اكتشف بها التمثال علي عمق 2 متر تحت الأرض مغموراً بالمياه.