بالطبل والتهليل والزغاريد استقبل أهالي المطرية تمثال الملك رمسيس الثاني، بعد أن حرصوا علي التواجد في الموقع منذ الصباح الباكر لمتابعة انتشال الجزء الثاني من جسم التمثال، الذي أثار الجدل خلال الأيام الاخيرة. ووسط حضور إعلامي كثيف أكد د. خالد العناني وزير الآثار أن جميع الآثار المكتشفة بالمنطقة، كانت مكسورة، حيث تم استخدام منطقة هليوبوليس القديمة كمحاجر، بعد أن تعرضت أكبر العواصم الدينية للتدمير عدة مرات خلال الأزمنة القديمة، ومنها القزوين الفارسي الأول والثاني وجدد الوزير تأكيداته سلامة التمثال وطريقة رفعه، وأشار إلي أنه قام بتشكيل لجنة علمية من خارج الوزارة ضمت أساتذة من كلية الآثار، وأنها أكدت سلامة الرأس الذي تم استخراجه الخميس الماضي. وشهد الوزير أمس انتشال منطقة »الجذع» ويصل وزنها إلي 8٫5 طن، من عمق مترين تحت الأرض، حيث كان قابعا وسط المياه الجوفية، ولايزال مصير بقية التمثال غير معروف لكن وفقا لحجم الجزءين اللذين تم انتشالهما، يتوقع خبراء الآثار أن يصل طول التمثال كاملا إلي 7 أمتار وأوضح العناني أنه تم استخدام الونش التليسكوبي الذي تصل حمولته إلي 20 طنا مع أحزمة ربط مصنوعة من الكتان والحرير، يطلق عليها »الصبانات» وكان الخبراء قد طلبوا زيادة عددها مساء أمس الأول إلي 12 صبانة لرفع معدلات الأمان. وأضاف أنه في إطار التجهيزات قام فريق العمل »المصري الألماني» بتدعيم الجزء الذي تم انتشاله بالحبال المبطنة، كما تم قياس وزنه التقديري وأبعاده .. وأشار إلي أخذ عينة من المياه التي كان التمثال يرقد بها، لعمل التحاليل اللازمة لها في الموقع.. وبفحصها تبين أن نسبة الحموضة والقلوية بها متعادلة إلي قلوية خفيفة، ويجري الآن عمل تحليل كيميائي لمعرفة مركباتها بشكل دقيق.. وبعد رفع التمثال تم وضعه علي قاعدة خشبية مبطنة بفوم للوصول به لمرحلة الاستقرار.. وأعلن انه بعد غد سيتم نقل التمثالين الملكيين المكتشفين إلي المتحف المصري بالتحرير وهما الجزآن المكتشفان تمثال »رمسيس الثاني» الذي يبلغ وزنهما معا حوالي 10 أطنان وتمثال أسيتي الثاني الذي تم انتشاله يوم الخميس الماضي . وأكد وزير الآثار انه سيعقد مؤتمرا صحفيا عالميا بالمتحف المصري يحضره أعضاء البعثة المصرية الألمانية ووسائل الإعلام المختلفة وسفراء الدول الاجنبية لمشاهدة التمثالين والتأكد من سلامتهما.. وحول لهو الاطفال حول التمثال الأول عقب رفعه الخميس الماضي أشار إلي أنه تصرف مرفوض وتم اتخاذ اللازم نحو المتسبب في ذلك وأضاف أن مثل تلك الاكتشافات الاثرية خير من يروج للسياحة التي تحتاج إلي مصر لتحسين الصورة الذهنية. وكشف عن أنه سيتم قريبا إقامة معرض مؤقت بالمتحف المصري لعرض الآثار المنقولة والتي تم اكتشافها حديثا بالموقع.. وأوضح عيسي زيدان رئيس وحدة الترميم الأولي والنقل بالمتحف المصري الكبير، ود.مؤمن عثمان مدير عام الترميم بالمتحف المصري بالتحرير، عضوا فريق العمل، أنه تم تغليف الجزء الأول من تمثال »رمسيس الثاني» تغليفا كاملا بواسطة خامات مبطنة وإحداث تكييف له عن طريق ترطيب هذه الخامات بالماء المتعادل كما تم تثقيبها لضمان وجود تكييف تدريجي للقطعة بعد تعرضها للهواء بهدف إحداث التوازن البيئي للأثر، بعد خروجه من وسط إلي وسط مختلف بيئيا.. وأكد د.أيمن عشماوي رئيس الفريق المصري بالبعثة أن هذا الكشف جاء بعد جهد وعمل كبيرين في المنطقة الاثرية دام اكثر من 10 سنوات ووصف هذا الاكتشاف بأنه الأهم اثريا وخير دليل علي قيمة مدينة هليوبوليس القديمة والتي كانت العاصمة الدينية لمصر. وأضاف أنه يجري حاليا استكمال اعمال البحث والتنقيب عن باقي اجزاء التمثال للتأكد من هوية صاحبه حيث أن الأجزاء المكتشفة لا توجد عليها اية نقوش يمكن أن تحدد صاحبه لكن اكتشافه امام بوابة معبد الملك »رمسيس الثاني» يرجح أنه يعود إليه.