لم يستسلم عبد الرحمن كمال صاحب ال23 عاما لشبح البطالة ولم يرض بأن ينتظر فرصة العمل وهو راقد علي سريره أو جالسا علي كرسي في المقهي، ولم تتسلل إليه فكرة الهروب إلي الخارج بعد تخرجه من إحدي الجامعات الخاصة، وقرر ان يبدأ كفاحه من حيث يجد التحديات ونظرا لحبه الشديد للطعام قرر أن تكون بدايته مع مشروع للمشويات فقط، ولانه يبحث عن كل ما هو مختلف ومتميز، سافر إلي أحد اقاربه باليونان بعد ان ادخر مبلغا قليلا، وبعد ان تعرف علي اسرار المطبخ اليوناني واكتسب خبرة كبيرة في الأطباق اليونانية ، عاد ليطبقها في مصر من خلال مشروعه الخاص، وقام بشراء سيارة صغيرة الحجم من ذلك النوع الألماني القديم الذي يطلقون عليه »الخنفسة» ، وقام بتزيينها وتهيئها لتصبح مطعما صغيرا متنقلا، لتحضير الاطباق اليونانية الشهية. وكانت أولي محطات مطعمه المتنقل بمنطقة 6 اكتوبر ،حيث وقف بسيارته المزينة بالانوار والديكورات البسيطة الصغيرة ، والتي لفتت انظار الكثيرين من المارة وقائدي السيارات ، وبدأ في طرح ما يقدمه للزبائن ليكتسب الكثير منهم كل يوم، وكان من اكثر المترددين علي سيارته هم طلبة الجامعة القريبة من موقع سيارته. وعلي الرغم من ارتفاع الاسعار الجنوني للسلع الغذائية في الأسواق ومحلات الأطعمة ، الا انه قرر ان يقف في صف زبائنه ويراعي ظروف الطلبة والاسر وان يستمر في بيع اطباقه بأسعار في متناول الجميع ،لكي ينال رضا كل زبائنه عن المذاق والخدمة والسعر.