شهد ميدان رمسيس ظهر أمس أحداث شغب وحالة من الانفلات تسببت فيها مجموعة الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرصفة أمام مسجد الفتح وفي جميع أنحاء ميدان رمسيس، وذلك عند تصديهم للحملة التي نظمتها شرطة المرافق أمس لتنظيف الشارع، ورفع الباعة والجائلين وإعادة النظام والانضباط لهذه المنطقة الحيوية. وتسبب تعنت البائعين ورفضهم لمغادرة الرصيف في تصاعد وتيرة الأحداث، مما انتهي إلي قيام الباعة بمحاولة لقطع الطريق ورشق الشرطة بالحجارة، فقامت القوات المسلحة باحتواء الموقف والقبض علي عدد من العناصر الخارجة علي القانون والبلطجية. بدأت الحملة في الثانية عشرة ظهرا عندما توجهت قوة يرأسها حكمدار القاهرة ومدير ووكيل قطاع شرطة المرافق إلي ميدان رمسيس لرفع الباعة الجائلين وإعادة المشهد الحضاري للميدان خاصة في ظل إعاقة هؤلاء الباعة لحركة المرور وتسببهم في الزحام الشديد فضلا عن تقديم شكاوي وبلاغات عديدة للشرطة تفيد بأن عددا من هؤلاء الباعة يحوزون أسلحة بيضاء يستخدمونها في التعامل مع كل من يختلف معهم ويثيرون ذعر الأهالي ويكدرون الأمن العام. إلا أن الحملة قوبلت برفض شديد من الباعة الذين رفضوا ترك مواقعهم والانصياع لتعليمات ضباط الشرطة والجيش في الحملة، وبينما أكد ضباط الشرطة والجيش أن الهدف من الحملة هو تنظيف البلد وإعادة النظام والانضباط فقاموا في البداية بتنبيه الباعة لضرورة تنظيف الميدان فلم يستجب الباعة وتعنتوا في تطبيق القرارات، مما اضطر الشرطة لحمل البضائع ورفعها من علي الأرصفة دون المساس بأي من البائعين، وعلي الفور تجمهر البائعون مجددين رفضهم للقرار ومؤكدين أن هذا مصدر رزقهم وأكل عيشهم الوحيد.. وأن البلطجية الذين يفترشون الميدان ليسوا منهم، وبدأت المشادات بين الطرفين مع بدء إزالة الاشغالات، وهو ما ترتب عليه إصابة عميد شرطة من المرافق، ثم بدأت الشرطة في التعامل بالقوة في رفع الاشغالات، وقاوم الباعة الجائلون الشرطة وتطاولوا علي القوة فنتيجة الاشتباكات التي تدخل الجيش علي اثرها لمحاولة احتواء الموقف فما كان من الباعة الجائلين إلا أن حاولوا قطع الطريق علي القادمين من مدينة نصر ونزلة كوبري مهمشة باتجاه شارع الجلاء وقاموا بالقاء الكراسي والأخشاب والأسوار الحديدية، وتجمهر المواطنون تحت الكوبري وأصاب الشلل التام حركة المرور في هذا الشارع اسفل الكوبري. حتي تدخل الأهالي ورجال الشرطة والجيش لرفع الحطام وإعادة تسيير الحركة المرورية. وبعد فض تجمهر البائعين، توجهوا للرصيف المقابل لمسجد الفتح وقاموا بتحضير الرصيف ورشق قوات الشرطة والجيش بالحجارة، وبعدها بدأت مطاردة من قبل قوات الشرطة والجيش للبلطجية والخارجين علي القانون والذين قادوا اعتراض الباعة ضد أفراد الحملة، وتصدي الجيش لمحاولات الاعتداء علي ضباط الشرطة وقام بمطاردة البلطجية في شوارع الجمهورية وكلوت بك والفجالة ونجحوا في احتجاز عدد من الخارجين علي القانون وتم اقتيادهم لسيارات الأمن المركزي تمهيدا لتسليمهم الشرطة العسكرية، وشهدت المطاردة اطلاقا كثيفا للأعيرة النارية في الهواء لتفريق الباعة المتظاهرين واحباط محاولات البلطجية للاعتداء علي الضباط.. وبعد نجاح القوات في السيطرة علي الموقف توجه عدد كبير من الباعة إلي منتصف شارع رمسيس بمواجهة مسجد الفتح تماما وقاموا بقطع الطريق واعتراض السيارات القادمة المتجهة إلي مدينة نصر، منظمين مظاهرة فئوية فوضوية جديدة.. غير عابئين بقرارات إعادة النظام والانضباط للشارع ومحاولات الشرطة والجيش لتفريقهم ومغادرتهم المكان دون أي مساس بهم، وظلوا يرددون هتافات التنديد بالحملة، ويقولون »مش هنمشي.. الشرطة تمشي«، فقام أحد ضباط الجيش بالدخول في جموع المتظاهرين محاولا التفاوض معهم واقناعهم بمغادرة المكان بهدوء لمصلحتهم.. إلا أن أحد الباعة احتد علي ضابط الجيش وكاد أن يشتبك معه مما أدي لتدخل القوات واطلاق أعيرة نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين والسيطرة علي الموقف، ونجحت جهود الشرطة والجيش في احتواء الموقف. ويذكر أن ضباط الشرطة حرصوا علي التواصل البناء مع الأهالي في المنطقة والباعة الملتزمين مؤكدين لهم أنهم عادوا للشارع من أجل حمايتهم وحتي ينام كل منهم في بيته وهو مطئمن لوجود الشرطة في الشارع لحمايته.