أعلن الجيش السوري أمس أنه استعاد مدينة تدمر الأثرية من تنظيم داعش الإرهابي بدعم من قوات حليفة وضربات جوية روسية. وقالت القيادة العامة للجيش في بيان: »بعد سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة وبإسناد جوي مركز من الطيران الحربي السوري والروسي استعادت وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء مدينة تدمر والمناطق الحاكمة المحيطة بها بعد تكبيد تنظيم داعش الإرهابي خسائر كبيرة بالعديد والعتاد.» وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الجيش السوري والقوات المتحالفة معها تقدمت داخل مدينة تدمر أمس بعدما سحب داعش مقاتليه بالكامل. وأضاف أن مُسلحي التنظيم تقهقروا إلي مناطق في الشرق فيما سيطرت القوات السورية علي تدمر وبدأت عمليات تمشيط لتطهيرها من الألغام، مشيرا إلي أن التنظيم انسحب أيضا من مطار تدمر المجاور للمدينة. يأتي ذلك في وقت أعلنت فصائل كردية وعربية مُسلحة تدعمها الولاياتالمتحدة »تسليم» الحكومة السورية عددا من القري الواقعة علي تماس مع مناطق سيطرة القوات التركية وميليشيات قريبة منها في شمال سوريا. من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية إن وزير الدفاع سيرجي شويجو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بنجاح عملية »استعادة تدمر». وكانت القوات السورية قد دخلت أمس الأول مدينة تدمر الأثرية بدعم جوي روسي واستعادت السيطرة علي قلعة المدينة التاريخية، بعد معارك عنيفة خاضتها مع متطرفي داعش. وتخوض القوات السورية يُساندها الطيران الروسي منذ أسابيع معارك مع داعش عبر الصحراء في وسط محافظة حمص للوصول إلي تدمر التي تقوم حاليا بتمشيطها بعد السيطرة عليها. في الوقت نفسه. قالت وحدة الإعلام الحربي لجماعة »حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع دمشق إن طائرات الجيش السوري وجهت ثماني ضربات في حي الوعر الذي يُسيطر عليه فصائل مُسلحة في حمص أمس. وأوضحت أن الضربات الجوية استهدفت جماعات إرهابية وألحقت إصابات بأفرادها. من ناحية أخري أعلنت ميليشيات كردية وعربية تدعمها واشنطن أمس في بيان اتفاقها مع روسيا علي »تسليم» الحكومة السورية عددا من القري الواقعة علي تماس مع مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل المُسلحة القريبة منها في شمال سوريا. ويأتي إعلان ميليشيات ما تُسمي ب»قوات سوريا الديموقراطية» المفاجئ والأول من نوعه لناحية تسليم مناطق إلي دمشق، بعد معارك خاضتها هذه الميليشيات أمس الأول ضد القوات التركية والفصائل المُسلحة المنضوية في حملة »درع الفرات» شرق مدينة الباب في ريف حلب الشرقي. والقري المعنية، وفق البيان، »محاذية لمنطقة الباب» التي تمكنت القوات التركية وتابعوها من السيطرة عليها الخميس الماضي بعد طرد عناصر داعش منها، كما تقع غرب مدينة منبج القريبة من الحدود التركية. ومن المقرر وفق الاتفاق، أن تتولي الحكومة السورية »مهام حماية الخط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة الجيش التركي ودرع الفرات». وبعد ساعات من الإعلان عن الاتفاق، هددت تركيا بضرب المقاتلين الأكراد في حال لم ينسحبوا من منبج. دبلوماسيا، اتهم رئيس الوفد الحكومي السوري إلي محادثات جنيف حول السلام بشار الجعفري الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة بأخذ المباحثات »رهينة» لرفضها إدراج موضوع الإرهاب علي جدول الأعمال، وحملها مسئولية فشل مفاوضات جنيف برعاية الأممالمتحدة. واتهمت موسكو أيضا المعارضة بالسعي إلي »تقويض» محادثات السلام، مشككة في قدرة المعارضة علي التفاوض مع دمشق حول حل للنزاع. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين إن »الهيئة العليا للمفاوضات ترفض التعاون علي مستوي متساو مع منصة موسكو ومنصة القاهرة وتقوض بحكم الأمر الواقع الحوار تارة مع وفد النظام وطورا مع مجموعات المعارضة الأخري». ومنصتا القاهرةوموسكو تضمان معارضين سوريين يعتبرون مقربين من روسيا. وفي ألمانيا، ألقت السلطات في برلين القبض علي سوريين اثنين بتهمة الانتماء إلي جبهة »النصرة» المصنفة علي قائمة التنظيمات الإرهابية، أحدهما يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب. علي صعيد آخر، أقام 7 لاجئين سوريين في ألمانيا دعوي قضائية ضد 6 من ضباط المخابرات السورية يتهمونهم بتعذيبهم خلال فترة اعتقالهم في سجون المخابرات بالعاصمة دمشق.