حدثنا عم كبريت/ »اللي راكبه عفريت«/ قال: ذهبت إلي مقابر القطامية/ لزيارة والدي في ذكراه السنوية/ وسألت التربي أمين/ إيه أخبار الميتين؟/ قال: زي الفل وكويسين فقلت هل هم تحت السيطرة/ وكل واحد نايم في المقبرة؟/ قال: بس خرج بعضهم ليشموا الهواء/ وعادوا بعد المشاركة في الاستفتاء/ وكانوا زعلانين وخايفين/ من البني آدمين الوحشين/ وكل بلطجي وعرة/ عمال يخرب باسم الثورة/ فجأة ومثل أفلام الأكشن الأمريكية/ رأيت المرحوم والدي بالجلابية/ يخرج من القرافة/ واستقبلني بلطافة/ وقال: أسعد الله نهارك/ هل صحيح سقط نظام مبارك؟/ قلت: صحيح/ فأغمي عليه من شدة التفاريح/ وخرج الموتي من القبور/ كأننا في يوم النشور/ وهم يهللون/ ويهتفون ويكبرون/ سقط مبارك/ يا ألف نهار مبارك/ ثم سألني ميت فصيح/ هل مبارك في إجازة ليستريح/ أم تخلي بصحيح؟/ قلت: تخلي وتنحي/ فرقص الميت فرحا/ وجري لينقل هذه الأخبار الطيبات/ إلي عبدالناصر والسادات/ وتمطي بعض الأموات/ ليعلقوا علي المقابر الزينات/ فقام ميت من الحزب الوطني/ وحاول أن يسكتني/ وهددني بالويل والهلاك/ وأهدي لمبارك أغنية »اخترناك«/ فهجم الميتون علي هيكله والجمجمة/ ولم يتركوه إلا عظاما محطمة/ ثم تقدم المرحوم عبدالحي ابن شلبية/ المتحدث الرسمي باسم مدافن القطامية/ ونط وقال: هيلا هوب/ وفتح اللاب توب/ ليعلن هذا الخبر المهم/ علي موقع القرافة دوت كوم/ ثم عمل دردشة وشات/ مع بعض الأموات/ في ترب الإمام والغفير/ والمجاورين وباب الوزير/ ثم جلس ليلعب معي الطاولة/ فالتف حولنا ضحايا أمن الدولة/ وهياكل أخري ممصمصة/ من ضحايا الخصخصة/ والمبيدات المسرطنة/ وأساليب الفساد المقننة/ وعملوا جميعا محزنة/ وانضم لهم ضحايا الدماء الملوثة/ وكل بلوي وكارثة/ وهتفوا: لا مناص/ ولابد من القصاص/ ممن تسببوا في هذه المصائب/ ومنهم بطرس غالي الهارب/ الذي خرب بيوتنا بالضرائب/ وتقدم طفل شهيد عيونه حمرة/ ليتحدث بالنيابة عن شهداء الثورة/ ثم غني لحبيب العادل وهو يأكل السريلاك/ أغنية نجاة »أنا بستناك«/ ثم وقف موظف من معدومي الدخل/ غريب الشكل/ لم يذق في حياته طعم الأكل/ ونال لقب الميت المثالي/ وقال البيان التالي/ أبلغ جميع الأحياء/ الحقراء منهم والأمراء/ ان الله يعز من يشاء/ ويذل من يشاء/ وذكر أصحاب المقامات العالية/ بما قاله الشاعر أبوالعتاهية/ أذل الله أصحاب الجلالة/ وقد ساقوا الرذالة والهبالة/ وكم قلنا ونبهنا كثيرا.. فلم تغن النصيحة والمقالة/ ومن يغتر في دنياه يندم.. ويصبح كالعبيط »أبوريالة«.