»هذا الانتصار يمثل بداية لعهد الوحدة والديمقراطية في الصومال..وبداية للحرب ضد الفساد».. كانت هذه أولي تصريحات رئيس الوزراء السابق محمد عبدالله محمد فرماجو مع إعلان فوزه وتربعه علي كرسي رئاسة البلاد التي تمزقها الصراعات، وليصبح بذلك الرئيس التاسع للصومال منذ الاستقلال وبوابة البلاد علي مرحلة تاريخية جديدة. في يوم 5 مايو 1962 بإحدي أحياء العاصمة مقديشو، ولد »فرماجو» من عشيرة »مريحان دارود» وأنهي تعليمه الأساسي والثانوي في العاصمة، قبل أن ينتقل إلي الولاياتالمتحدة حيث تخرج من جامعة »بافالو» في ولاية نيويورك، ثم حصل علي الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة نفسها. وبعدها انخرط في السلك الدبلوماسي، ليصبح السكرتير الأول لسفارة الصومال في واشنطن عام 1985. وبعد اندلاع الحرب الأهلية عام 1991 وسقوط الصومال، قرر »فرماجو» البقاء بالولاياتالمتحدة وطلب اللجوء السياسي وحصل علي الجنسية الأمريكية عام 1994 وشغل عدة مناصب في بلدية »بافالو» ثم عمل في إدارة النقل بولاية نيويورك، وظل في أمريكا حتي عام 2010 حين استدعاه الرئيس السابق شيخ شريف أحمد لرئاسة الحكومة. غير أن فرماجو سرعان ما استقال من منصبه في يونيو عام 2011، بعد سبعة أشهر بموجب اتفاقية »كمبالا» التي أنهت خلافا بين الرئيس السابق شيخ شريف أحمد ورئيس البرلمان آنذاك شريف حسن الشيخ آدم حيث وقع شيخ أحمد والشيخ آدم بالعاصمة الأوغندية كمبالا اتفاقا لتمديد ولايتيهما لمدة عام، ونص أيضا علي استقالة رئيس الوزراء. ولم يوقع فرماجو ذلك الاتفاق مما أدي إلي وقوع مواجهات بين قوات الأمن وأنصاره، إلا أنه اضطر في النهاية إلي الاستقالة من أجل مصلحة الأمة. ولم تنقص استقالة فرماجو من شعبيته بل علي العكس، فالخطوة التي اعتبرها شريف شيخ أحمد »شجاعة» زادت من شعبية فرماجو وحفزته للترشح للانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2012، لكنه خسرها ولم يحصل سوي علي 14 صوتا من البرلمان. وبعدها شكل فرماجو حزب »العدالة والمساواة»، وبدأ كفاحه مع حزبه من أجل الوصول إلي كرسي الرئاسة في 2017، مستندًا بذلك علي إنجازاته التي لفتت انتباه المحليين والدولين حيث عمل علي إصلاح المليشيات التابعة للحكومة الانتقالية وكانت رواتب الجيش في عهده تصرف شهريا علي خلاف الحكومات الأخري، كما ألحق هزيمة ساحقة بحركة »الشباب» وطردها من محيط القصر الرئاسي حينما كان رئيسا للوزراء. ويوم 8 فبراير 2017 انتخب البرلمان الصومالي فرماجو رئيسا للبلاد بعد جولتين تنافس فيهما 21 مرشحا، رافقتها إجراءات أمنية مشددة شملت أحياء العاصمة خوفا من شن »حركة »الشباب» هجمات. وينتظر الرئيس الجديد حزمة من التحديات والعقبات في مقدمتها الملف الأمني الذي أثقل كاهل مروة جابر المتعاقبة، ومحاربة حركة »الشباب»، فضلا عن محاولة دفع عجلة الاقتصاد الهش، في ظل انتشار أزمة بطالة فاقت أي مستويات.