أكاديمى وسياسى ودبلوماسى صومالى، لكنه أصبح الآن الرئيس التاسع لبلاده منذ أن نالت استقلالها عام 1960، وذلك بعد نجاحه فى تحقيق المفاجأة والفوز فى الانتخابات الرئاسية التى أجراها البرلمان، مساء أمس، إنه محمد عبدالله فرماجو. ولد الرئيس «فرماجو» فى العاصمة الصومالية مقديشو عام 1962 وتلقى تعليمه الأساسى والثانوى فى العاصمة أيضا، قبل أن ينتقل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث تخرج بعد ذلك من جامعة «بافالو» بنيويورك، وبعدها انخرط فى السلك الدبلوماسى وتم تعيينه فى 1985 السكرتيرالأول لسفير الصومال لدى واشنطن. وبعد سقوط الدولة الصومالية عام 1991، طلب فرماجو اللجوء السياسى من الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم حصل على الجنسية الأمريكية، كما حصل على شهادة الماجستير فى العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة نيويورك، وعمل فى وظائف عدة فى ولاية نيويورك. وفى منتصف يونيو عام 2011، كان على فرماجو، رئيس وزراء الحكومة الانتقالية فى الصومال حينها تقديم استقالته، تطبيقا لاتفاق «كمبالا» الذى تم برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة أجستين ماهيجا، فى الوقت الذى كانت شوارع الصومال تنتفض بأنصاره الرافضين للاتفاقية، لكن الحشود لم تمنعه من اتخاذ قراره وذلك «لمصلحة الأمة وفى لحظة حساسة ومراعاة للظروف التى تمر بها البلاد». لم تنقص استقالة محمد عبدالله فرماجو، رئيس الوزراء الصومالى آنذاك، ورئيس جمهورية الصومال الجديد من شعبيته بل كانت خطوة اعتبرها الرئيس الصومالى وقتها شيخ شريف «شجاعة»، زادت من شعبية فرماجو، وحفزته للترشح للانتخابات الرئاسية التى أجريت عام 2012، لكنه خسر فيها ولم يحصل إلا على 14 صوتا من البرلمان. وبعد خسارته فى انتخابات 2012، أسس فرماجو حزب «العدالة والمساواة»، ليبدأ كفاحه مع حزبه من أجل الوصول إلى كرسى الرئاسة فى 2016، مستندا بذلك على إنجازاته التى لفتت انتباه المحليين والدولين، حيث عمل على إصلاح المليشيات التابعة للحكومة الانتقالية. ويتولى فرماجو منصب رئيس الصومال الآن بعد حصوله على غالبية 184 صوتا أى أكثر من نصف عدد النواب البالغ عددهم 329، إلا أن بلاده لا تزال تواجه عدة مشكلات أبرزها وجود دستور مصدق عليه وعدم وجود محكمة دستورية، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع الأمنية وتوسعات حركة الشباب المجاهدين.