بحيرة قارون تلك البحيرة العجيبة التي تقع شمال مدينة الفيوم وعلي بعد نحو 27 كم منها وتعد أعمق البحيرات تصل إليها مياه النيل أثناء الفيضان أيام الفراعنة بسبب انخفاض مستواها عن سطح البحر، وفي عهد امنمحات الثالث أمر بشق قناة إليها وسدين لتخزين مياة النيل فيها أثناء الفيضان، وطبقًا لما ورد في مخطوطات ∀هيرودوت∀ عن تاريخ مصر القديم كانت البحيرة تخزن المياه لمدة 6 أشهر وتمد الأراضي بالمياه لمدة مماثلة، واختلفت الأساطير حول هذه البحيرة العجيبة فمنهم من ينسبها إلي قارون الذي ورد ذكره في القرآن الكريم ومنهم من يؤكد أنها من العصر الفرعوني. ويقول سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم أن بحيرة قارون تبلغ مساحتها 330 كيلو مترا مربعا، وطولها نحو 40 كيلو مترا، وعرضها نحو 7 كيلو مترات، وقلت مساحتها بسبب الجفاف عبر القرون، وتعتبر من أعمق جهات منخفض الفيوم حيث تنخفض بمقدار 45 مترا تحت سطح البحر، ويبلغ متوسط عمقها 7.5 متر، وأعمق مناطقها يصل إلي نحو 14 مترا، وكانت في الماضي أوسع من مساحتها الحالية البالغة 40 كيلو مترا حيث كانت تغطي منطقة مدينة الفيوم بالكامل. ويشير إلي أن سبب التسمية أرجعه العديد لبعض الروايات أبرزهم قصة قارون الذي كان من قوم سيدنا موسي فبغي عليهم وخسف الله به وبداره الأرض واعتقد الناس أن البحيرة لها علاقة بقارون علي غير الحقيقة، كما أن المعتقدات أكدت أن البحيرة سميت في عصر الفراعنة باسم ∀بارون∀. بينما يؤكد ∀الشورة∀ أن سبب التسمية الحقيقي يرجع إلي أن البحيرة كانت مليئة بالخلجان والبروز وهي ما تشتهر بين الأهالي باسم قرن مثل قرن أبو نعمة وقرن المحاطب وقرن الجزيرة وجزيرة القرن الذهبي ولذلك سماها الأهالي بحيرة القرون، ثم حرفت في العصر الإسلامي إلي بحيرة قارون، وليس لها علاقة بقارون الذي ورد ذكره في القرآن الكريم من قريب أو من بعيد.