هربا من جحيم ارتفاع درجات الحرارة في الصعيد، وعدم قدرتهم علي السفر لقضاء اجازة المصيف في الساحل الشمالي او شراء شاليهات او فلل في القري او المنتجعات السياحية، اضطر العشرات من ابناء قري محافظة سوهاج، وخاصة قرية شطورة بطهطا إلي انشاء شاطئ تقليدي مجاني علي الضفة الغربية من نهر النيل في المنطقة الواقعة أمام مرشح المياه الرئيسي. أصبح الشاطئ الجديد مقصدا مفضلا لعشرات الرجال والشباب والأطفال يوميا من جميع القري والنجوع المجاورة، وجاء ذلك بعد وصول درجات الحرارة إلي مستويات مرتفعة جدا، وعدم وجود أجهزة تكييف لعدم انتظام التيار الكهربائي الذي يعاني جميع أهالي القرية من انقطاعه بصفة مستمرة طوال اليوم، ويحرص كل أب علي اصطحاب جميع أفراد أسرته من الأولاد فقط، لقضاء يوم جميل والاستجمام علي شاطئ النيل والاستحمام في مياهه وسط الخضرة والأشجار الكثيفة، وكعادة أهل الصعيد لا تخرج السيدات او الفتيات إلي النهر مع بقية افراد العائلة ويكتفين بالبقاء في المنازل لقضاء احتياجات الأسرة. ووسط عشرات العائلات علي شاطئ شطورة، يقول لنا محمد عبد اللاه خلاف موظف بآثار طهطا :» درجة الحرارة مرتفعة جدا وغالبية الأهالي يذهبون إلي النهر للاستحمام بداخله، بلا مبالاة من خطورة السباحة فيه نظرا لعمقه الشديد، الا أن الوضع اختلف بعد انشاء محطة مياه شطورة الرئيسية، حيث تم ردم الجزء المقابل لها، واستغل اهل القرية ذلك في إعداد شاطئ مجاني اصبح مقصدا للجميع سواء من أهالي شطورة أو القري الأخري خلال ساعات النهار ومتنزها لهم بالليل بعد انتشار المقاهي علي جانبي الشاطئ «، فيما يشيرعبد الرحيم عبد الجواد إلي أن مياه النيل تمتاز بالبرودة وهي ما جعلها تجذب الناس اليها من بعد الواحدة ظهرا حتي آذان المغرب، ويحمل رب الأسرة معه بعض الأطعمة الخفيفة، أما مياه الشرب فهي من النهر مباشرة، وغالبا ما يتم الوصول إلي الشاطئ من خلال الدراجات البخارية المنتشرة في القرية بدرجة كبيرة. وفي المقابل يصطحب عبده ابو زيد أولاده إلي النهر، لكنه يرفض الغوص او الدخول في العمق ويقول: «أحضر كل يوم مع اولادي علي الموتوسيكل ونقضي اوقاتا سعيدة هربا من جحيم حرارة الجو، لكنني حريص علي عدم تجاوز حدود الشاطئ لأنني لا اجيد السباحة ودائما ما توصيني زوجتي بالعناية بأولادي وحمايتهم من السقوط في النيل نظرا لوجود أماكن بها دوامات تقوم بسحب الشخص دون ان يشعر ان المياه تجذبه إلي الاماكن العميقة. تبقي القصة التي يحكيها لنا فتحي محمود «مدرس» احد شباب القرية حيث يؤكد أن البحر مسكون بالجان منذ سنوات طويلة ويقول إن الناس تذهب له هربا من الحر الشديد وعدم قدرتها علي السفر إلي المصايف، لكن يبقي الخوف من تعرض البعض للغرق، واتفق شباب القرية علي وجود غطاسين لانقاذ اي غريق، ويوضح أن تكلفة اخراج جثة الغريق استمرت في إحدي الحالات قرابة 18 يوما مقابل الف جنيه لليوم الواحد. عمر عبد العلي