يتفق معي الدكتور عمرو عبدالسميع في عودة السخرية المصرية، لكنه يصفها بالعبثية، وأنني أري العبث واللامعقول جزءا من السخرية التي تقوم علي المفارقة، والنكتة التي وضعها تحت مجهر التحليل يوم الجمعة الماضي ينطبق عليها ذلك، تقول ان علاء مبارك اشتري شقتين، واحدة في مصر الجديدة والأخري في السادس من أكتوبر وفتحهما علي بعض، النكتة فيها لا معقول، لكن المتأمل يجد فيها من الوعي بما يجري وقد فاقت الأوضاع في مصر خلال النظام السابق جميع ما عرفناه من مؤلفات عالقة بمسرح العبث امثال بيكيت ويونسكو وآداموف والحكيم، وفي الأدب المصري يطرح العبث نفسه خلال الشدائد وفي العصر العثماني ظهر كتاب نادر، غريب في بنيته واسلوبه عنوانه »هز القحوف في شرح قصيد أبوشادوف« والمقصود هنا الفلاح المصري، مؤلفه يوسف الشربيني، سبقه في العصر الأيوبي كتاب »الفاشوش في حكم قراقوش« لابن مماتي، ويعد من آيات السخرية في الأدب المصري، أما الكتاب النادر فهو »مضحك العبوس والترويح عن النفوس« للشيخ حسن الآلاتي، وهو من أغرب ما قرأت، ظهر بعد هزيمة الثورة العرابية التي اشعلت الآمال في مصر، ثم هزمت بالخيانة، واعقبها حالة عبث النظام السابق تجاوز كل معقول، لذلك أوصي لجنة توثيق الثورة التي يرأسها الآن عالم مجدد واصيل في التاريخ الدكتور خالد فهمي رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية، أوصيه بتدوين النكت الشفاهية وسرعان ما تنسي، بدءا من الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان حتي بلوفر شفيق وتوك توك القذافي.