بدلا من ارتكاب الأخطاء الجسيمة استجابة لقوي الشر علي أبنائنا أن يفكروا كثيرا لأنهم يعيشون في وطن يحتضنهم في عام 1993 اختارت الأممالمتحدة يوم الخامس عشر من مايو يوما للأسرة يحتفل به العالم بصفتها نواة للمجتمع التي تزرع في ابنائها حب الوطن الذي يحتضن الجميع، والتعامل مع الآخر بالمحبة والأخلاق والتسامح، وأداء الواجب بامانة في كل موقع يشغله أبناؤها.. وتصادف في هذا اليوم ان اصدر القضاء حيثيات الحكم علي 51 شابا بالحبس لمدة عامين.. وقالت المحكمة في حيثياتها ان الشباب لم يلتزموا بضوابط قانون التظاهر، اثناء الاحتفال بعيد تحرير سيناء، بل وقاموا بنشر أخبار كاذبة ومغلوطة وأسقطوها علي القيادة السياسية، وادعائهم بتنازل الدولة عن أراضيها، وعطلوا حركة المرور ورددوا الهتافات المعادية، والتزموا بتلبية دعوات جماعة الإخوان الإرهابية، في الوقت الذي كان يتعين فيه علي هؤلاء الابناء الترابط والاصطفاف تحت راية الوطن، ومواجهة التحديات التي تواجهه من الداخل والخارج، وحتي لا يتركوا في نفوس الأمهات الألم بعد إصدار الاحكام بحبسهم. نعم ان الكثيرين من الابناء لا يستمعون لنصائح الوالدين بدعوي أن لكل منهم شخصيته المستقلة، وحريته الخاصة ولو كانت ضد الوطن والقانون.. والسؤال لهؤلاء الابناء هل لم تسمعوا أو تروا ابناء مثلكم يضحون بحياتهم من اجل الحفاظ علي تراب هذا الوطن، بل ان بينهم من ألقي بنفسه في حضن احد الارهابيين الذي يتوسطه حزام ناسف ليفتدي زملاءه في الكمين؟ جميعهم أبناؤنا والدليل علي ذلك عندما سمح المستشار حسن فريد رئيس محكمة الجنايات لمتهم في إحدي قضايا الارهاب، بالخروج من القفص ليحتضن أطفاله وزوجته، ليثبت بقراره الانساني ان الرحمة وروح الاسرة فوق القانون، ولكن ايضا في حدود، ولم ينظر كثيرا للجريمة التي ارتكبها المتهم وترتب عليها ترمل الزوجات وتيتم الاطفال بعد استشهاد عائلهم عسكريا كان أم مدنيا ولم يشاهدوا تلك الانجازات الضخمة التي تنفذها الدولة من اجلهم. وفي مناسبة اليوم العالمي للاسرة خرج علينا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ليدعو الحكومات وللاهتمام بجميع افراد الاسرة حتي ينمو الاطفال اصحاء خاصة الذين يلقون الحب والرعاية والاهتمام بتعليمهم في جميع المراحل، وخاصة عند بلوغ سن المراهقة. وبنفس المناسبة خرجت مراكز البحث بعدد من الارقام المقلقة ومن بينها زيادة معدلات الطلاق، وتأخر سن الزواج، والاشادة بتنفيذ مشروعات "كرامة" لانتشال الكثير من الاسر من حد الفقر.. وتطوير نظام الاسر البديلة لتوفير رعاية افضل للاطفال من سن 3 شهور بدلا من سنتين ورفع سن الزوجين الراغبين في الكفالة الي 60 عاما بدلا من 55 عاما.. واشترط في الاسرة البديلة القدرة المادية والاجتماعية والصحية والنفسية. ويظل دائما دور المسجد والكنيسة في المقدمة بعد الاسرة، لاعلاء روح الوطنية، وترسيخ التضحية من اجل دعمه، وليس من اجل هدمه.