في مشهد مهيب ودع الآلاف من أبناء الدقهلية شهيد الواجب النقيب أيمن السيد الدسوقي الذي اغتالته يد الإرهاب الغادرة بخسة بعد اختطافه أثناء أداء عمله . ثورة من الغضب علي جماعات الإرهاب والتطرف من المشاركين في الجنازة سواء الأهالي أو الضباط زملاء الشهيد ورددوا الهتافات المنددة بكل جماعات الإرهاب والمطالبة بالقصاص العاجل منهم . تقدم الجنازة المحافظ اللواء مهندس عمر الشوادفي واللواء محمد عيد مساعد وزير الداخلية لشرق الدلتا واللواء محمد الشرقاوي مدير الأمن الذي أشرف علي ترتيبات الجنازة منذ الصباح الباكر . كان الآلاف من أهالي منطقة دقادوس مركز ميت غمر (مسقط رأس فضيلة الشيخ الشعراوي) والقري المجاورة لها قد تجمعوا حول منزل الشهيد وبالشوارع المحيطة به منذ وقت مبكر في انتظار وصول الجثمان . فالضابط الشهيد كان مرتبطا بوالديه وزوجته الشابة التي ترملت وطفلتهما ريتاج التي تيتمت بعمل اجرامي يضاف للسجل الأسود لجماعات الارهاب . وتوافد عدد كبير من الضباط زملاء الشهيد حول منزله لمنع دخول احد تنفيذا لرغبة والده الذي رفض الحديث لوسائل الإعلام وانخرط في بكاء هستيري وهو يحتضن زوجته و ابنتيه هبة وهالة وجميعهم في حالة انهيار تام فقد فقدوا الابن الوحيد للأسرة في لحظة خسة وغدر من قبل عناصر الإرهاب. وأضافت : هبة الشقيقة الوسطي للشهيد: «أنا خايفة أمي وأبي يموتوا بسبب اللي حصل لان روحهم كانت متعلقة بأخويا جدا ومن ساعة الخبر وهما مابيتكلموش إطلاقا وغير مصدقين ما حدث» بعدما ترك طفلته «ريتاج» 40 سنوات. وأكد الدكتور مصطفي الدسوقي رجب أستاذ أمراض الصدر بجامعة الزقازيق وعم النقيب أيمن علي أن الشهيد كان محط احترام وتقدير كل زملائه ورؤسائه كما كان محط احترام كل من تعامل معه . وأضاف سامح كمال 31 سنه أخصائي اجتماعي صديق وجار الشهيد : « ايمن كان إنسان يتحلي بالخلق القويم وكلنا في المنطقة تعلمنا علي يد والده حيث كان يدرس لي وأنا صغير وعلمنا جميعا كيفية حب الناس والتعامل الديني السمح مع الآخرين ويتمتع أيمن بحب الجميع هنا في مدينة ميت غمر كلها وليس منطقته فقط وعلشان كده الحزن والغضب كان كبيرا ولابد من القصاص العادل لان نار اللي حصل للشهيد قايدة جوانا كلنا». وقال الحاج محمد عزت أحمد شفيق 65 سنة جار أسرة الشهيد « الشهيد كان في سن أبنائي ويعتبر ابني وشقيق لأبنائي وأعرف عنه الكثير والكثير لانه كان قريباً من قلبي ومن اسرتي فهو من مواليد مايو 1984 وشقيقته هبة مواليد 86 والصغيرة هالة مواليد 91 وهو من الشخصيات التي كانت لا ترغب في الحديث من قريب أو بعيد في شئون عمله وشخص يتحلي بالأدب والاحترام ، وكان معي بالأجازة الماضية وكان طبيعياً جدا وفرحان وكان بيضحك مع الكل ويقول لنا: هارجع لكم قريب لكن قدر ربنا نفذ. وقال أحمد مجدي ضابط شرطة زميل الشهيد: تخرجنا سوياً في دفعه واحده وحضرت بالأمس إلي منزل صديقي وكان جوانا أمل انه يرجع بالسلامة لكن اللي حصل مش لازم يعدي بالساهل ويجب ان يكون الرد قويا حتي تهدأ قلوبنا واضاف «احنا كلنا الشهيد ايمن ومش هنسيب حقه وكلنا اولاد لوالديه المسنين ومش هنتركهم ابدا لوحدهم» وتجمع الآلاف أمام منزل الشهيد مطالبين بالقصاص من الجناة وحاول بعضهم ترديد هتافات تطالب بذلك لكن أسرة الشهيد وزملاؤه رفضوا مؤكدين علي احترام مشاعر أسرة الشهيد التي تعاني الانهيار والحزن .. وقال رضا محمد سند 47 سنة جاره .. لقد اعتاد الشهيد أن يصلي بالمسجد المجاور لمنزله ولم نسمع له صوتا في يوم من الأيام ولم يشعر أحد بأنه ضابط شرطة من بساطته في التعامل ، وربنا يصبر أمه ووالده المحترمين.