العام الماضي كان الهدف من التواجد المصري في بورصة برلين للسياحة التي تعد اكبر حدث عالمي في هذا المجال هو العمل علي استعادة السياحة الألمانية لتدفقاتها خاصة بعد فترة الكساد الاقتصادي العالمي التي بدأت من نهاية عام 8002 وحتي نهاية 9002. في عام الكساد هذا استقبلت مصر خلاله مليونا و091 ألفا و038 سائحا ألمانيا بنقص لا يتجاوز 071 سائحا فقط عن عام 8002 الذي شهدت فيه السياحة ازدهارا كبيرا مع بدايته وقبل نهايته. هذا العام تذهب مصر الي بورصة برلين والحال غير الحال نتيجة الانحسار الذي تراجع بحركة السياحة الوافدة من السوق الالماني وكل الاسواق السياحية الاخري خلال الاسابيع الستة الماضية إلي مايقرب من درجة الصفر نتيجة عملية النزوح الجماعي للسياح والتي جاءت مصاحبة لاحداث ثورة 52 يناير. وكما هو معروف ومتعارف عليه فان هناك تعارضاً بين الاقبال السياحي وأي بادرة شعور بالقلاقل وعدم الاستقرار في أي دولة سياحية. ان السياحة مثل رأس المال سرعان ما تهرب مع أي تطورات تُشتم منها رائحة أي خطر. كانت مصر ضحية لهذه الظاهرة السياحية السلبية المؤثرة بعمق علي الاقتصاد القومي رغم ان احدا من السياح لم يتعرض لأي أذي منذ بداية احداث هذه الثورة وحتي الآن. جرت هذه التطورات المأساوية لصناعة السياحة المصرية الواعدة رغم الاحصائيات المبشرة لحركة السياحة الوافدة التي تضمنتها بيانات عام 0102 المنصرم والتي أُعلنت قبل 4 أسابيع من بدء الانحسار.. واشارت ان اعداد السياح الذين زاروا مصر قاربت ال 51 مليون سائح بزيادة أكثر من مليون ونصف المليون عن عام 9002.. وانهم حققوا عائدا للاقتصاد القومي يقدر ب31 مليار دولار. ليس هناك ما يقال تعليقا سوي: سبحان الله.. انه القدير علي انهاء هذه المحنة. وهكذا تشاء الاقدار ان يصل الوفد المصري هذا العام الي بورصة برلين التي بدأت فعالياتها بالامس.. بينما تطارده بيانات محبطة تقول ان خسائر السياحة.. صناعة الامل في مصر علي مدي الاسابيع الستة الماضية قد بلغت ما يقرب من المليار و052 مليون دولار. اذن فإن مهمة هذا الوفد الذي يرأسه منير فخري عبدالنور الوزير الجديد الذي جاء ضمن المتغيرات المتعاقبة التي تمر بها مصر منذ 52 يناير.. هي مواجهة أزمة السياحة. إن كل اعضاء الوفد بل كل العاملين في قطاع السياحة برافديه العام والخاص في الخارج والداخل يتحملون مسئولية معالجة هذا الموقف والعمل علي استئناف المسيرة السياحية حتي تعاود انطلاقتها من جديد. هذا يتطلب تكثيفا للاتصالات مع منظمي الرحلات لتحفيزهم علي اعادة مصر لمكانتها في برامجهم السياحية. من الطبيعي ان يتضمن جدول نشاط الوزير الكثير من اللقاءات المهنية والاعلامية للرد علي اسئلة الصحفيين والتليفزيونيين الذين ابهرتهم احداث ثورة شباب 52 يناير الداعية للحرية والديمقراطية. إذن فإن الظروف حكمت علي كل المصريين المشاركين في هذا الحدث السياحي الكبير ان يكونوا في مهمة صعبة وغير عادية لصالح تعافي السياحة المصرية وبالتالي المساهمة في انقاذ الاقتصاد القومي الذي يعاني من بعض الانتكاسات السلبية الاخري لا يستطيع احد أن ينكر أن مصر هي دائما مثار اهتمام الآلاف من المشاركين في بورصة برلين وكذلك كل ابناء الشعب الالماني الذين يتطلعون حاليا إلي الاطلاع عما حدث في مصر. من المؤكد ان جناح مصر سوف يكون جاذبا لموجات من الزوار من العاملين في المجالات السياحية سواء من الذين يشاركون في التسويق لها سياحيا أو الذين يسعون الي مزيد من المعرفة لفتح باب التعامل معها.. ان إقدام العديد من الدول السياحية الي رفع تحذيرات حظر السفر الي مصر كان مشجعا لمزيد من هذه الزيارات التي تستهدف استئناف تنظيم الافواج السياحية من هذه الدول إلي مصر. من ناحية أخري فان بعض الخبراء يرون ان التراجع في سعر الجنيه المصري تجاه العملات الاوروبية والدولار يمكن ان يساهم في تنشيط الحركة السياحية وكذلك الحد من الهرولة في خفض أسعار الخدمات السياحية والاقامة بالفنادق بمصر. لا جدال أن بوادر الانفراجة قد بدأت معالمها قبل بورصة برلين بوصول اعداد من السياح إلي المقاصد المصرية حتي وان كانت قليلة إلا انها تعد مبشرة. ان الخبراء يقولون ان الحركة السياحية سوف تعود وبسرعة الي مصر ولكن هذا مرهون بانقشاع غمة الفوضي ومظاهر الانفلات الأمني التي تتناقل احداثها وسائل الاعلام المختلفة خاصة الفضائيات. ان عودة الأمن والاستقرار وما كانت تتمتع به مصر من أمن وأمان سوف يكون عاملا ايجابيا لعودة السياحة إلي سابق عهدها. [email protected]