محمود قاسم مجموعة من الكتاب في قلم واحد حيث كتب عن السينما والمسرح والاطفال والفن التشكيلي بالإضافة إلي الموسيقي والأدب العالمي والعربي، كما ترجم ثلاث عشرة رواية بارزة عن الفرنسية اتجه في عام 1993 لعمل موسوعات عن الأفلام المصرية وعن الممثلين والمخرجين وأدباء العالم وكتاب الأطفال وعن مجلات الأطفال العربية وعن الجوائز الأدبية ، نال العديد من الجوائز عن اعماله المتنوعة.. «الكاتب والناقد الكبير محمود قاسم يدلي بشهادته من واحد لعشرة. 1 عباس العقاد أبو الأدباء كنت في الخامسة عشرة حين قرأت خبر رحيل عباس العقاد عام 1964 وانبهرت بالاحتفاء الشديد بقيمة الرجل ترددت علي مكتبة المدرسة لقراءة كل ما تصل إليه يدي من مؤلفاته أو الكتابات المنشورة عنه انبهرت به بشدة لسنوات طويلة وأدهشني تنوعه في استيعاب ثقافة العصور والحقيقة أنني لم أقرأ فقط عنه بل عن أقرانه وخصومه عن دخوله السجن بسبب كتاباته ، قرأت أعماله الكاملة في عامين بشغف وجنون ما دفعني الي أن أكتب عنه أول كتاب في حياتي بعنوان «عباس العقاد أبو الأدباء». 2 إحسان عبد القدوس أكثر نضجاً في الفترة نفسها قرأت للكثيرين من الكتاب المحدثين ومنهم إحسان عبد القدوس الذي تعاملت معه بعدم اهتمام حيث لم يتناول النقاد الذين أتابعهم أعماله رغم كثرتها الا أنني عندما صرت أكثر نضجا أعدت قراءته واكتشفت أنه قادر أن يكتب بالأسلوب الذي استمتعت به في رواياته «لا شئ يهم» و«في بيتنا رجل» وبدت شخصياته تخرج من عصر الظلام إلي التمرد تعبر عن التغير الحاد بمواقفها خاصة النساء في رواياته منها: «أنا حرة» «الطريق المسدود» «لاتطفئ الشمس». 3 ألبير كامي تغيير حياتي في عام 1968 صدمني صديقي أحمد حمودة أن أغلب ما قرأت هي توافه الكتابات، وقدم لي روايتي: «العجوز والبحر» لهيمنجواي و«الغريب» لألبير كامي اللتين غيرتا حياتي وعكفت علي قراءة كافة أعمالهما وتأثرت كثيرا بكتاب «أسطورة سيزيف» الذي فتح لي الباب للتعرف علي الفلسفة والفنون التشكيلية واتجاهاتها الحديثة وقد نبهني أحد العلماء أن سيزيف رجل أحمق لأنه لم يفكر في تحويل سقوط الصخرة الي طاقة. 4 جان بول سارتر أحببت الحرية طوال حياتي رأيت من حولي يحولون كل شيء إلي ايدولوجيات فنفرت منها ولم يحدث أن انتهجت اي من هذه الأفكار وكنت ضد أغلبها إلا أنني أقول أنه في هذه المرحلة من العمر كنت وجوديا لكنني لم أعلق لافتة بذلك علي صدري أحببت الحرية علي طريقة جان بول سارتر وقرأت كتابه «الكلمات» بشغف شديد ورأيت انه أنشودة عن الحرية وأيضا ثلاثيته الروائية «دروب الحرية» كما قرأت رواية «الغثيان» عن عدم التأقلم مع المجتمع من حولنا . 5 ألف ليلة وليلة داء النسيان هي كتاب ومؤلف في الوقت نفسه ، فنحن لا نعرف اسم المؤلف الحقيقي، وقد تمنيت مثل فولتير أن أصاب بداء النسيان كي اقرأها في المرة الثانية وما يلي كأنني أقرأها للمرة الأولي هي عمل ملئ بالخيال الجامح، خاصة في طبعتها ولغتها العربية زخمت بالأشعار بالغة السحر وقد اندهشت من الإضافات التي أحدثها المترجم الفرنسي ، فألف اثنتين من أشهر القصص عن علي بابا وعلاء الدين نحن في عالم داخل عدة عوالم أخري نخرج منها بالسلاسة نفسها دون أن نفقد القدرة علي التتابع. 6 باتريك موديانو تحول ملحوظ في عام 1978 حدث تحول ملحوظ في حياتي حين تسني لي شراء مرتجعات المجلات والكتب الأجنبية بشكل منتظم وصرت أتابع أولا بأول أبواب الكتب في كبريات الصحف والمجلات الفرنسية وبدأت في التعرف علي أسماء الأدباء الجدد في كل العالم ومنهم باتريك موديانو الفائز بجائزة جونكور كان موديانو هو أول من كتبت عنه وصرت كلما صدر كتاب له اكتب مقالا جديدا حتي خلت أنني مهووس به. 7 ألبير قصيري ثقافة المخرجة لم أقابل في حياتي امرأة لها ثقافة المخرجة الراحلة أسماء البكري فقد كانت تجيد أكثر من لغة وتقضي اغلب الوقت في القراءة وكانت تربطني بها صداقة قوية وفي مكتبتها اكتشفت رواية «شحاذون ومتكابرون» للروائي المصري ألبير قصيري الذي عاش اغلب حياته في باريس وكان يكتب فقط باللغة الفرنسية وقبل الانتهاء من قراءة الرواية شرعت في ترجمتها سألتها أن تحول الرواية إلي فيلم ففعلت وحصلت عنه علي أكثر من جائزة في مهرجانات دولية وعندما نشرت الرواية قوبلت باستحسان شديد. 8 صلاح أبو سيف قارئ جيد هو المخرج الأكثر استعانة بالنصوص الأدبية المصرية والعالمية يكتب السيناريو وهو قارئ جيد لكل الأجيال علم نجيب محفوظ كتابة السيناريو واستعان به في بعض أفلامه منها «ريا وسكينة» و«مجرم في أجازة» و«الطريق المسدود» وهو أول من أخرج له نصا أدبيا «بداية ونهاية» ثم «القاهرة 30» لقد حببنا في النصوص الأدبية التي تحولت إلي أفلام ومنها «الوسادة الخالية». كما كان أول من قدم يوسف ادريس في «لا وقت للحب». 9 خليفة التليسي أهل مصر هو كاتب ليبي أقرب الي طه حسين في الثقافة المصرية له كتاب «قصيدة البيت الواحد» تولي منصبا وزاريا أيام الملكية وتولي رئاسة الدار العربية للكتاب وهي دار نشر حكومية ليبية تونسية تولي رئاسة اتحاد الناشرين العرب اصدر مجلة «الناشر العربي» الراسخة التقيته لأول مرة عام 1988 وصرنا صديقين رغم انه يكبرني بعشرين عاما أعجنبي فيه سعة ثقافته حاولت أن اجاريه لكنه كان متبحرا في ثقافات عديدة وعندما زرته في مكتبه بطرابلس ظل يتكلم في الثقافة كأنه تلميذ يحفظ الدرس جيدا تمني التليسي أن يقرأه أهل مصر. 10 محمد المنسي قنديل الإنسان المبدع غير صحيح أن الكتاب الموهوبين مصابون بداء الذات المتضخمة وهذا هو حال صديقي الروائي محمد المنسي قنديل الذي عرفته منذ منتصف الثمانينيات كاتب مقل في الإبداع لكن كل رواية من أعماله بعشر، انشغل بالعمل الصحفي الثقافي خارج مصر لسنوات طويلة وعندما ترك الصحافة والسفر تفجرت ينابيعه الإبداعية في بلده فحصل علي التقدير الذي يستحقه كتب السيناريو السينمائي استوحي رواياته من رحيله حول العالم والتاريخ يحب أصدقاءه ويتفاني من أجلهم.