مدينة ماضي ليست مجرد موقع أثري ضمن مواقع عديدة موجودة علي أرض الفيوم، ولكنها صاحبة لقب أول حديقة أثرية طبيعية في مصر، ومن هنا يعرفها الأثريون باسم الاقصر الجديدة أو أقصر «الفيوم». وتقع هذه المدينة العجيبة غرب الفيوم وتضم اطلال معابد بناها امنمحات الثالث وامنمحات الرابع من الأسرة الثانية عشر، ثم اضيفت اليها اضافات في العصر الروماني حيث وضعت بها تماثيل اسود لها رؤوس آدمية وتعتبر المدينة أكبر معبد باق من الدول الوسطي في مصر، ويشير أحمد عبدالعال مدير عام منطقة آثار الفيوم إلي أنه بعد مرور 70 عاما من اكتشاف عالم الآثار الايطالي أكيلي «فوليانو» لمدينة ماضي وبعد سنوات طويلة من الابحاث التي اجرتها بعثات جامعة بيزا الايطالية ومجموعة من فرق الاثريين والمرممين المصريين خرجت مدينة ماضي إلي النور مرة أخري محتفظة بالمعبد الوحيد بمصر الذي يعود تاريخه إلي الدولة الوسطي والذي تزينه النقوش الهيروغليفية والمناظر المنحوتة، كما تحتفظ بمعالم اثرية اخري من العصر البطلمي والروماني والقبطي وتفخر بمعابدها الثلاث ومقصورة ايزيس وطريق الاحتفالات وتماثيل الاسود وابي الهول والميدان الروماني الرائع بحيث تمثل المدينة بالفعل اول حديقة اثرية طبيعية بمصر. ويوضح أن لمدينة ماضي تاريخا طويلا ممتدا عبر آلاف السنين بدأ منذ 4000 سنة، واقام العرب في فترة الفتح من القرن الثامن إلي الحادي عشر في بعض اجزاء من المدينة، ولكنهم ما لبثوا أن هجروها حيث صارت تعرف باسم «مدينة ماضي» وهو الاسم الوارد علي خرائط الفيوم في كتاب وصف مصر الذي ألفه فريق العلماء بتكليف من نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية علي مصر آنذاك. ويشير الأثري احمد عبدالعال إلي أن الحكومة تولي اهتماما كبيرا بالمنطقة لتصبح مزارا سياحيا رئيسيا ويوجد مشروع لربط المنطقة ببعضها من خلال طريق خاص يصل بين الحديقة الاثرية للمدينة ومنطقة وادي الريان ووادي الحيتان كمنطقة محميات طبيعية ويتصل الطريق مباشرة بطريق القاهرةالفيوم الصحراوي مما يوفر الوقت والجهد للزوار. محمود عمر